معهد الشرق الأوسط: الدوحة تلعب دوراً حاسماً في استقرار الطاقة العالمية

أكد تقرير نشره معهد الشرق الأوسط في واشنطن، أن صدى تأثير الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022 شمل جميع أنحاء العالم، والشرق الأوسط ليس استثناء. ويتعرض القادة الإقليميون، الذين تمكنوا حتى الآن بشكل عام من الحفاظ على علاقات جيدة مع كل من واشنطن وموسكو، الآن لضغوط لاختيار جانب. وأوضح التقرير أن دور الدوحة في الحفاظ على أمن الطاقة كان واضحا في الساحة العالمية، حيث سافر العديد من كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي إلى الدوحة، خلال الأيام الأولى من الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022 حاملين رسالة واضحة: الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى الغاز في أسرع وقت ممكن، مما أبرز الدور الحاسم الذي تلعبه الدوحة في استقرار إمدادات الطاقة العالمية.

* الشرق الأوسط

وقال التقرير: فور دخول القوات الروسية إلى الأراضي الخاضعة للسيطرة الأوكرانية، استجابت أسواق الطاقة العالمية بارتفاع كبير في الأسعار. وهكذا، برزت قضيتان رئيسيتان غير تلك المرتبطة بسياسات الوضع: كيف يمكن للعالم أن يتغلب على التحديات التي تواجه احتياجاته من إمدادات الطاقة، وعلى الرغم من هذه التحديات، كيف يمكنه تحقيق مستقبل أكثر اخضرارًا واستدامة. وعندما بدأت أوروبا والولايات المتحدة في فرض عقوبات اقتصادية أكثر صرامة على موسكو بسبب الحرب، سعت الدول الأوروبية بقلق إلى تأمين إمدادات الطاقة من الشرق الأوسط لتحل محل وارداتها من روسيا. ونظرت أوروبا بشكل خاص إلى دول مجلس التعاون الخليجي الغنية بالنفط والغاز الطبيعي لتعويض النقص المتزايد في الطاقة في القارة، ولكن مع تحول أمن الطاقة إلى أولوية قصوى، أدت الحاجة المفاجئة إلى إيجاد مصادر جديدة للهيدروكربونات إلى إضعاف عزم أوروبا الذي تعهدت به سابقًا على معالجة تغير المناخ وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

وتابع تقرير معهد الشرق الأوسط في واشنطن: من المثير للاهتمام، أن العديد من كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي سافروا إلى الدوحة خلال الأيام الأولى من الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022 حاملين رسالة واضحة: الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى الغاز في أسرع وقت ممكن مما أبرز الدور الحاسم الذي تلعبه الدوحة في استقرار إمدادات الطاقة العالمية.

* أمن الطاقة العالمية

صنف تقرير تحليل سوق النفط الصادر في مارس من قبل معهد أكسفورد لدراسات الطاقة روسيا كثاني أكبر منتج للنفط الخام في العالم، حيث ضخت حوالي 14 ٪ من إجمالي الإنتاج العالمي في عام 2021. وقبل الحرب، كان حوالي 60 ٪ من صادرات النفط الخام إلى أوروبا روسية، مع توجه 35 ٪ أخرى إلى آسيا. أحد أكبر التحديات التي واجهتها معظم دول القارة الأوروبية بسبب غزو روسيا لأوكرانيا في عام 2022 هو كيف أظهرت تلك الحرب هشاشة دول الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بأمن طاقتها، حيث يلوح عدم اليقين المرتبط بذلك على جبهات عديدة. وأوضح: أدت أزمة الطاقة والأزمة الاقتصادية الحالية، التي تفاقمت بشكل حاد بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، إلى ارتفاع أسعار النفط العالمية إلى مستويات قياسية جديدة. إذ كان بإمكان معظم الدول الأوروبية بشكل عام، قبل الحرب، الاعتماد على التدفق المستقر للغاز الروسي، والذي شكل 40 ٪ من إجمالي واردات الاتحاد الأوروبي في عام 2021. لكن الحرب التي شنتها روسيا ضد جارتها الجنوبية الغربية جعل هذه العلاقة على نحو متزايد غير محتملة بالنسبة للكتلة الأوروبية، ويسارع الاتحاد الأوروبي والعديد من أعضائه الآن للعثور على موردين آخرين. علاوة على ذلك، بدأت الحكومات الغربية تعمل على خفض ضرائب الوقود ودعم تكاليف الطاقة استجابة لفواتير الطاقة المذهلة في جميع أنحاء أوروبا والناجمة جزئيًا عن تقليص الغاز الروسي في أسواق الاتحاد الأوروبي، وهو مسار عمل يتعارض تمامًا مع ما هو ضروري لتشجيع الحفظ المحلي والتحول إلى مصادر بديلة للطاقة. في الوقت نفسه، تحرم هذه السياسات الحكومات من الإيرادات التي يمكن استخدامها للتخفيف من الآثار الاقتصادية، لا سيما بالنسبة للأسر ذات الدخل المنخفض. وكشفت الحرب، كيف أدت ضرورة تلبية الاحتياجات الفورية للطاقة إلى الحد من نفوذ المجتمع الدولي للضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الأعمال العدائية. وكما قال المستشار الألماني أولاف شولتز، فإن فرض حظر على النفط الروسي “سيعني دفع بلادنا وأوروبا بأسرها إلى الركود”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى