مساعد وزير الخارجية تؤكد أن حماية التعليم من الهجوم تشكل أهمية لدولة قطر

أكدت سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر مساعد وزير الخارجية، أن حماية التعليم من الهجوم تشكل أهمية لدولة قطر، مشيرة إلى أنه “على مدى العقدين الماضيين، عملنا كوسطاء محايدين في نزاعات مختلفة، ورأينا عن كثب محاسن التعليم والتدمير الحاصل في غيابه؛ لذلك كان الاستثمار في التعليم الجيد دائما إحدى أولوياتنا القصوى، على المستويين الوطني والدولي”.

وأضافت سعادتها، في كلمة مسجلة أمام حدث جانبي بمناسبة الاحتفال باليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات والذكرى السنوية الثانية له، أن دولة قطر كانت ولا تزال من الداعمين والمؤيدين الرئيسيين لإعلان المدارس الآمنة منذ إطلاقه في عام 2015، لافتة إلى أن تأسيس مؤسسة التعليم فوق الجميع، إحدى الجهات الراعية لهذا الحدث، كان بهدف توفير تعليم جيد للمتضررين من الفقر والصراع والكوارث، منوهة بأن المؤسسة تمكنت من خلال برنامجها “علم طفلا” من تنفيذ مشاريع مع 82 شريكا عالميا و50 دولة، وتحقيق هدفها المتمثل في تسجيل 10 ملايين طفل في المدرسة.

وقالت إن دولة قطر كانت قد قدمت مسودة قرار اعتماد اليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات الذي تمت الموافقة عليه بالإجماع من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، في إقرار بأهمية ضمان التعليم الجيد على جميع المستويات، وضمان بيئات التعلم الآمنة في حالات الطوارئ والنزاعات المسلحة.

وشددت سعادة مساعد وزير الخارجية على أن التعليم بحد ذاته حق أساسي من حقوق الإنسان، ويجب أن يتمتع به جميع الناس في جميع الأوقات، مشيرة إلى أن التعليم في حالات الطوارئ ينظر إليه بشكل خاص على أنه شريان حياة لأولئك العالقين في مناطق الصراعات أو المشردين في مخيمات النزوح واللجوء البعيدة.

واعتبرت أن الاحتفال بهذا اليوم الدولي فرصة للتفكير في كيف يمكن للتعليم أن يغير حياتنا إلى الأفضل، وكيف يمكن أن يحررنا من الحلقات المفرغة التي لا تخلف إلا الدمار، وكيف يمكن للهجمات على التعليم أن تهدد رفاهية الملايين من أطفالنا وبقاءهم على قيد الحياة في جميع أنحاء العالم.

وتابعت: شكلت السنوات في ظل جائحة /كوفيد – 19/ تحديا استثنائيا لكل من المعلمين والطلاب، ناهيكم عن أولئك الذين يعيشون في مناطق الصراع، فبينما نسعى جاهدين للتخلص مما نأمل أن يكون بقايا الوباء، يجب أن نضع التعليم في صميم جهودنا للتعافي، خاصة أننا نلاحظ زيادة في الهجمات على المدارس. وفقا لتقرير (التحالف الدولي لحماية التعليم من الهجمات) JSI GCP، التعليم تحت الهجوم 2021، شهد العامان 2020 و2021 أكثر من 5000 هجوم على المنشآت التعليمية والطلاب والمعلمين، وأكثر من 9000 طالب ومعلم وأكاديمي تعرضوا للأذى أو الإصابة أو القتل في هجمات على التعليم خلال الصراعات المسلحة، هذه أرقام مقلقة للغاية وتستدعي اهتمامنا الفوري والحاجة إلى مزيد من العمل لحماية التعليم من الهجوم.

وأعربت سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر عن قناعتها بأن الحماية المثلى للتعليم من الهجوم لن تتحقق إلا بوضع حد للصراعات المسلحة، داعية -حين تحقيق هذا الهدف- إلى اتخاذ خطوات ملموسة نحو تأمين سلامة الطلاب والمعلمين.

واستطردت: يمكن القيام بذلك من خلال حملات توعية لكل من المقاتلين في مناطق الصراع ولعامة الناس. من الأهمية بمكان إشراك الجماعات المسلحة في التثقيف حول كيف يشكل انتهاك الحق في التعليم خرقا خطيرا للقانون الإنساني الدولي، وقد يرقى إلى مستوى جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية. وكذلك من خلال توثيق الهجمات على التعليم والتحقيق فيها، ونشر التقارير على نطاق واسع لتسهيل المساءلة، وإقناع المزيد من الدول والأطراف بالمصادقة على إعلان المدارس الآمنة والالتزام به.

ورأت سعادتها أن قمة تحويل التعليم، التي ستعقد في شهر سبتمبر الحالي في نيويورك، يمكن أن تكون المكان المناسب لجميع الدول وأصحاب المصلحة لتبادل الأفكار والآراء حول كيفية جعل التعليم على رأس جدول الأعمال السياسي؛ من أجل حشد العمل والدعم لتحويل التعليم في هذا العالم المتغير.

واختتمت بقولها إن المسؤولية عن احترام وحماية وإعمال الحق في التعليم تجعل من الضروري اعتماد نهج متعدد الأبعاد يضع التعليم في قمة الأولويات من حيث صنع السياسات والتمويل والتخصيص وتقديم المساعدة، مشددة على أنه لا يمكن تحقيق هذا الهدف ما لم تتم حماية المدارس والجامعات وجميع المرافق التعليمية من الهجمات والاعتراف بطبيعتها المدنية لضمان أن تظل دائما ملاذات آمنة لتعزيز السلام والتنمية والاستقرار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى