تشو جيان السفير الصيني: الدوحة وبكين تنسقان لاستقرار سوق الطاقة

أكد سعادة تشو جيان السفير الصيني لدى قطر أن العقد الماضي شاهد على التطور السريع للعلاقات الصينية القطرية، حيث عرف التعاون الثنائي مرحلة ذهبية سجلت تقدما وازدهارا بفضل القيادة الإستراتيجية لزعيمي البلدين. وقال سعادته خلال الاحتفال بالذكرى الـ73 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية إن الثقة السياسية المتبادلة بين البلدين تعمقت حيث التقى الرئيس الصيني شي جينبينغ بحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أربع مرات لوضع التصاميم العليا للعلاقات الصينية القطرية في العصر الجديد.

وشدد سعادته على أن الصين على استعداد تام للمشاركة في أعمال التنمية والبناء لمرحلة ما بعد كأس العالم في قطر، وبناء شراكة الطاقة المستقرة طويلة الأمد، وتشجيع مزيد من الشركات الصينية للاستثمار في قطر، والمشاركة بالنشاط في بناء البنى التحتية والمناطق الحرة القطرية. كما رحب بزيادة الاستثمارات القطرية في الصين مع تعزيز التعاون في مجالات البنى التحتية الخضراء والاقتصاد الرقمي والطاقة النظيفة والتكنولوجيا المنخفضة الكربون بما يبني شراكة تنموية خضراء.

كما أبرز السفير جيان أن الجانبين أقاما علاقات شراكة إستراتيجية، وتبادلا الدعم الثابت في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والتحديات الكبرى المشتركة، وذلك في حفل استقبال أقامته السفارة الصينية في الدوحة أمس حضره كل من سعادة السيد محمد بن علي المناعي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وسعادة د. حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الدولة رئيس مكتبة قطر الوطنية وسعادة السفير إبراهيم فخرو مدير إدارة المراسم بوزارة الخارجية وعدد من أصحاب السعادة.

علاقات إستراتيجية

وبين السفير الصيني أن التعاون بين البلدين حقق ثمارا وافرة، حيث ارتفع حجم التبادل التجاري ضعفا ليتجاوز 18 مليار دولار، وأصبحت الصين أكبر شريك تجاري لقطر وأكبر مصدر للواردات ومقصد للصادرات. كما شهد العام الثقافي الصيني القطري فعاليات متنوعة مبهرة، وتم التوقيع على الإعفاء من تأشيرات الدخول بين البلدين لتسهيل التواصل والتنقل، إلى جانب الأنشطة المهمة التي تقوم بها جمعية الصداقة الصينية القطرية ولجنة الصداقة.

كما أكد سعادته أن صفحات جديدة تم فتحها في سجل العلاقات القطرية الصينية لتعزيز أواصر الصداقة. مبرزا أنه في مطلع العام الجاري، تشارك صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس شي جينبينغ في متابعة الأولمبياد الشتوي مما ساهم في مزيد من التعاون والشراكة في عدد من المجالات. كما حرص الزعيمان على وضع خريطة طريق جديدة للعلاقات الصينية القطرية في ظل إحراز تعاون في عدد من المجالات على غرار مجالات الاتصالات والنفط والغاز والمقاولة. وقال السفير الصيني: يسرني أن أعلن أن زوجاً من الباندا العملاقة الصينية “سهيل وثريا” سيصلان إلى الدوحة قريبا كهدية من الشعب الصيني لمونديال كأس العالم في قطر، وبالتأكيد سيصبحان رمزا جديدا للصداقة الصينية القطرية”.

وأعلن سعادته أن هذا العام استثنائي لتاريخ العلاقات الصينية القطرية، فسيزاح ستار مونديال كأس العالم بعد شهر ونصف في الدوحة، وهي لحظة كان الشعب القطري ينتظرها ويستعد لها لـمدة 12 سنة، وبعدها ستدخل قطر المرحلة ما بعد كأس العالم لتنفيذ رؤية 2030 الوطنية. وتابع:”سنستقبل الذكرى السنوية الـ35 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وقطر في العام القادم، مقبلين على آفاق رحبة للارتقاء بالعلاقات الثنائية”.

عصر جديد

وأوضح سعادته أن كلا من الصين وقطر تعملان على بناء المستقبل القائم على المبادئ والمواقف المشتركة للتعامل على قدم المساواة والتعاون والكسب المشترك، وتبادل الدعم في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية. وقال سعادته: “سنحشد الجهود المشتركة لإنجاح أحداث الصداقة الثلاثة: سيبذل الجانب الصيني قصارى الجهد لدعم مونديال كأس العالم. ستقوم سفارة الصين بالتنسيق والتعاون الوثيقين مع الجانب القطري خدمة للمشجعين الصينيين في قطر. سنساهم بدورنا في إنجاح الدورة الأولى لقمة الصين والدول العربية، وتدعيم بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك، والارتقاء بالتعاون الجماعي الصيني العربي إلى مستوى أعلى”.

وتابع: “في العصر الجديد، سنبني المستقبل المشترك القائم على التنمية والازدهار.. نعمل على تعميق المواءمة بين تعاون بناء “الحزام والطريق” و”رؤية 2030 الوطنية”، وتسريع ترجمة مبادرة التنمية العالمية على أرض الواقع في قطر. وأضاف: “سنبذل جهودا مشتركة لتوسيع التعاون في مجالات الثقافة والتعليم والسياحة. إننا متطلعون إلى توصل الجانبين إلى الاتفاق حول التشييد المتبادل للمركز الثقافي وإنشاء معهد كونفوشيوس في قطر وغيرهما من المشاريع المهمة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى