قطر تشارك خبراتها في تأمين المونديال مع كندا والمكسيك وأمريكا

بدأت في مركز عمليات أمن بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، أعمال برنامج «المراقبة» الأمني، الذي تنظمه على مدى خمسة أيام لجنة عمليات أمن وسلامة بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، بالتعاون مع الجهات المنظمة للبطولة، ومشروع (استاديا) التابع للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية.

ويأتي البرنامج في إطار استراتيجية التعاون الدولي للجنة مع الدول التي ستحتضن كأس العالم 2026 (كندا، المكسيك، الولايات المتحدة الأمريكية) بهدف نقل الخبرات القطرية في تأمين بطولة كأس العالم، وإطلاع المشاركين على ما قامت به دولة قطر من استعدادات أمنية، وأبرز استراتيجيات الأمن المتبعة في البطولة.

وعرض المقدم علي محمد العلي، المدير التنفيذي لمكتب رئيس لجنة عمليات أمن وسلامة بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، رئيس وحدة التخطيط والمتابعة باللجنة، مراحل الاستعدادات الأمنية لتأمين المونديال، بدءا بقرار تشكيل اللجنة ووحداتها واختصاصات كل وحدة، والتخطيط لتنفيذ المهام الموكلة لها وما تلاها من إجراءات.

كما استعرض آلية وإجراءات عمل الفرق الأمنية المسؤولة عن تأمين البطولة، وما تم من تدريبات وتجهيزات ودورات خلال السنوات السابقة، وأبرز المشروعات والسيناريوهات الأمنية التي تم تنفيذها، كما تناول آليات التنسيق بين الجهات الأمنية، وغيرها من الموضوعات ذات الصلة.

ويتضمن برنامج المراقبة الأمني العديد من الموضوعات التي يقدمها المختصون والمعنيون، منها: إدارة الأمن والسلامة، وإدارة مسؤولي الاتصال الأمني للفرق، ومكافحة الطائرات المسيرة، وتنسيق عمليات نقل البطولة، والإجراءات الأمنية في المواقع، وتأمين تحركات الفرق، وخطط وعمليات الأمن والاستجابة للحوادث، إلى جانب الزيارات الميدانية لمجموعة من المنشآت الرياضية، وغير الرياضية ذات الصلة بالبطولة.

خطاب النوايا

وكانت قطر والولايات المتحدة وقعتا، في هذا السياق، على خطاب نوايا بشأن إرث كأس العالم (2022 – 2026) في افتتاح الحوار الاستراتيجي القطري الأمريكي في دورته الخامسة قبل أسبوعين.

ووقع سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وسعادة السيد أنتوني بلينكن، وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية الصديقة، على خطاب نوايا بين حكومة دولة قطر وحكومة الولايات المتحدة الأمريكية بشأن إرث كأس العالم (2022-2026).

وأعلن الطرفان بموجب خطاب النوايا اعتزامهما تبادل المعرفة والاستنتاجات المستخلصة المتعلقة بكأس العالم، البناء على نجاح دولة قطر في جعل بطولة كأس العالم قطر 2022 في متناول الأشخاص ذوي الإعاقة وتطبيق الدروس المستفادة في البطولات المستقبلية، بما في ذلك بطولة كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة، وإيجاد أماكن تتيح الإدماج أكثر وزيادة إمكانية الوصول للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة إليها.

كما أكد الجانبان اعتزامهما زيادة التبادل التقني وتبادل المعرفة لمكافحة جريمة الاتجار بالبشر، بما في ذلك ما يتعلق بالأحداث الرياضية الكبرى، العمل معًا من أجل تقديم وتطبيق ممارسات توظيف عادلة بغرض حماية العمال المهاجرين، تبادل المعارف في مجال حماية العمالة، وإنشاء مجموعة عمل مشتركة لوضع خطوات محددة للقيام بها تعزيزاً لخطاب النوايا الحالي.

*خطط واستعدادات

ظل هدف دولة قطر الذي سعت إلى تحقيقه منذ فوزها باستضافة كأس العالم لكرة القدم قبل 12 عاما، هو «مونديال أكثر أمنا وأمانا»، وذلك بتوفير بيئة آمنة وقوات أمنية مستعدة للتعامل مع أي طوارئ قد تحدث خلال المونديال.

وفي هذا الإطار جاء تمرين «وطن» الذي تم تنفيذه قبل أسابيع من انطلاق البطولة بمشاركة جميع الجهات العسكرية والمدنية المعنية وقوات من بعض الدول. واتضح خلال التمرين أقصى درجات الجاهزية لجميع الجهات المشاركة به، بعد أن تمت مراجعة الخطط وآليات التنفيذ وفقا للسيناريوهات الموضوعة، ومع إشارة البدء قامت جميع الجهات بتنفيذ مهامها على أتم وجه، وذلك من خلال تفعيل غرف العمليات على مستوى الجهات المشاركة كافة (الأمن العام، وأمن البطولة، والجهات المدنية).

وتم خلال التمرين الانتقال إلى غرف العمليات البديلة، كما تم تفعيل خطة الانتشار، وتطبيق مجموعة من السيناريوهات على أرض الواقع، التي تحاكي مجموعة من الخطط والفرضيات التي تتطلب تفعيل خطط الطوارئ لمواجهة الأحداث المختلفة التنظيمية والأمنية.

ونجحت دولة قطر من خلال هذا التمرين في تجسيد وتعزيز التعاون الوثيق وتبادل الخبرات والتجارب مع القوات المشاركة من الدول المختلفة، وتعزيز التعاون المشترك في تطبيق أفضل الممارسات الأمنية لتنظيم بطولة كأس العالم، وقياس سرعة الاستجابة للأحداث الطارئة، وتفعيل آلية القيادة والسيطرة والتعاون المشترك بين الجهات العسكرية والمدنية.

ويتصل مركز عمليات أمن البطولة الذي يجسد التكامل في الأدوار والمسؤوليات والمهام بين الجهات المدنية والعسكرية في البطولة، بـ150 ألف كاميرا تعرض جميع ما في الميدان، لتسهيل اتخاذ قرار من قبل القيادة بالبطولة، فيما تعمل قوات الأمن على مدار الساعة من أجل ضمان أمن وسلامة الجماهير واخراج نسخة مميزة وآمنة من المونديال.

وكان سعادة الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني قائد عمليات أمن بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، قال في حوار سابق مع وكالة الأنباء القطرية «إن اللجنة تعمل بصورة متكاملة ومتجانسة مع شركائها الإقليميين والدوليين لضمان انسيابية تبادل المعلومات والخبرات في المجالات الأمنية، حيث تم في هذا الشأن توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم مع دول ومنظمات دولية مختلفة، مثل: (الإنتربول، المركز الدولي للأمن الرياضي (ICSS)، وكالة الشرطة الأوروبية اليوروبول (Europol)، وهذا يعود إلى اقتناعنا بأهمية التعاون المشترك مع مختلف المنظمات والهيئات الشرطية المتخصصة». وحول التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة فيما يتعلق بأمن البطولة، قال سعادته «في البدء لابد من التأكيد على أن دولة قطر تمتلك كفاءات شرطية وأمنية مؤهلة ومدربة على أعلى المستويات وقادرة على تأمين بطولة كأس العالم وفعالياتها المختلفة.. وفي ذات الوقت حرصنا على تعزيز علاقتنا مع مختلف الدول الشقيقة والصديقة وبخاصة في تنظيم مثل هذه الأحداث والفعاليات العالمية التي تستقطب العديد من المهتمين والمتخصصين، حيث حرصنا على التواصل مع عدد من الدول بهدف تبادل الخبرات والتجارب المشتركة».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى