نشاط دبلوماسي فاعل يعزز مكانة قطر خلال عام 2022

شهد عام 2022 إنجازات قطرية على كافة الصعد والمستويات، جعلت منه عاما استثنائيا يضاف إلى رصيد قطر من النجاحات، تحت قيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى “حفظه الله”.

وفي العام 2022 تواصل على مدار أيامه نشاط دبلوماسي فاعل، وعمل دؤوب عزز مكانة قطر اقليما ودوليا وقبل أن يجمع العام أوراقه للرحيل، توجت مسيرة الانجازات القطرية بتنظيم بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، التي استضافتها قطر خلال الفترة من 20 نوفمبر إلى 18 ديسمبر.

وقد تفضل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، فشمل برعايته الكريمة افتتاح البطولة مساء يوم 20 نوفمبر الماضي، ليعلن سموه من استاد البيت ترحيب قطر بالعالم : “من قطر، من بلاد العرب، أرحب بالجميع في بطولة كأس العالم 2022. لقد عملنا، ومعنا كثيرون، من أجل أن تكون من أنجح البطولات. بذلنا الجهد واستثمرنا في الخير للإنسانية جمعاء. وأخيرا وصلنا إلى يوم الافتتاح، اليوم الذي انتظرتموه بفارغ الصبر”.

وأضاف سموه: “بدءا من هذا المساء، وطوال ثمانية وعشرين يوما، سوف نتابع، ومعنا العالم بأسره، بإذن الله، المهرجان الكروي الكبير، في هذا الفضاء المفتوح للتواصل الإنساني والحضاري. سوف يجتمع الناس على اختلاف أجناسهم وجنسياتهم وعقائدهم وتوجهاتهم هنا في قطر، وحول الشاشات في جميع القارات للمشاركة في لحظات الإثارة ذاتها. ما أجمل أن يضع الناس ما يفرقهم جانبا لكي يحتفوا بتنوعهم وما يجمعهم في الوقت ذاته. أتمنى لجميع الفرق المشاركة أداء كرويا رائعا وروحا رياضية عالية، ولكم جميعا قضاء وقت ملؤه الفرح والتشويق والبهجة. ولتكن أياما ملهمة بالخير والأمل. أهلا وسهلا بالعالم في دوحة الجميع Welcome and good luck to all”.

وشهد عام 2022 العديد من لقاءات القمة بين حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى وقادة وزعماء الدول الشقيقة والصديقة .

ففي 31 يناير 2022 بحث حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وفخامة الرئيس جو بايدن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الصديقة، علاقات التعاون الثنائي الاستراتيجي الوطيدة بين البلدين، وسبل تنميتها وتعزيزها في مختلف المجالات كما بحثا خلال اللقاء الذي عقد بالبيت الأبيض أبرز المستجدات إقليميا ودوليا.

وأكد حضرة صاحب السمو أن العام 2022 بالغ الأهمية، حيث يصادف مرور خمسين عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين دولة قطر والولايات المتحدة، معربا سموه عن اعتزازه بهذه العلاقات المتينة، وبما حققه البلدان منذ تأسيسها. أما الرئيس الأمريكي فوصف دولة قطر بأنها “صديق عزيز وشريك موثوق وقادر”، كما أعرب عن شكره لسمو الأمير على الزيارة، والتزام سموه تجاه علاقات الصداقة بين البلدين والشعبين الصديقين.

وفي الخامس من فبراير عقد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وفخامة الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية الصديقة جلسة مباحثات رسمية، في قاعة الشعب الكبرى بالعاصمة بكين .

وفي جلسة المباحثات الرسمية التي عقدها حضرة صاحب السمو وفخامة الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية الصديقة، نوه سمو الأمير بأهمية المباحثات مع الرئيس الصيني في تعزيز وتقوية التعاون الاستراتيجي المشترك بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين، في شتى المجالات، خاصة الاقتصاد، والطاقة، والصناعة، والسياحة. كما حضر سموه حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية الرابعة والعشرين تحت شعار “معا من أجل مستقبل مشترك”، في الملعب الوطني “عش الطائر” بالعاصمة بكين.

وفي الثاني عشر من مايو عقد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وفخامة الرئيس إبراهيم رئيسي رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية جلسة مباحثات رسمية بالقصر الجمهوري بمدينة طهران ، وتم خلال الجلسة بحث العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، بالإضافة إلى تعزيز آفاق التعاون الثنائي في قطاعات السياحة والاستثمار والنقل والمواصلات.

كما زار سموه الجمهورية التركية الشقيقة وبحث مع أخيه فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية الشقيقة، العلاقات الاستراتيجية القائمة بين البلدين الشقيقين، والسبل الكفيلة بتنميتها وتطويرها في شتى المجالات.

مع انتصاف شهر مايو 2022 ، بدأ حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، زيارة رسمية إلى جمهورية سلوفينيا الصديقة، ضمن جولة أوروبية شملت كذلك كلا من مملكة إسبانيا، وجمهورية ألمانيا الاتحادية، والمملكة المتحدة، بالإضافة إلى مشاركة سمو الأمير في المنتدى الاقتصادي العالمي في مدينة دافوس السويسرية.

وقد أجرى سمو أمير البلاد المفدى، خلال الجولة، مباحثات مع قادة هذه الدول وكبار المسؤولين فيها، تضمنت السبل الكفيلة بتعزيز العلاقات الثنائية، وأوجه التعاون بين دولة قطر ودولهم، إضافة إلى مناقشة عدد من المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك كما جرى خلال الجولة التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين الجانبين في مختلف المجالات.

وخلال زيارة سمو الأمير المفدى إلى العاصمة الفرنسية باريس في 29 مايو الماضي بحث حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وفخامة الرئيس إيمانويل ماكرون رئيس الجمهورية الفرنسية الصديقة، تعزيز علاقات الصداقة والتعاون المشترك القائم بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها في مختلف المجالات، وجرى خلال مأدبة عشاء العمل، التي أقامها فخامة الرئيس الفرنسي، لسمو الأمير المفدى في العاصمة باريس اليوم، استعراض أبرز المستجدات الإقليمية والدولية التي تهم البلدين، ووجهات النظر بشأنها.

وبمناسبة انعقاد اجتماع رؤساء حكومات الكومنولث السادس والعشرين بمدينة كيغالي في جمهورية رواندا الصديقة في 24 يونيو، التقى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، مع فخامة الرئيس بول كاغامي رئيس جمهورية رواندا الصديقة، وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل تنميتها وتعزيزها في مختلف المجالات، وأبرز المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وفي 25 يونيو عقدت بالقاهرة جلسة مباحثات رسمية بين حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وأخوه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة، جرى خلالها بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات.

وخلال زيارة أمير البلاد المفدى إلى الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة التقى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، أخاه فخامة الرئيس عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة. وقد حضر صاحب السمو خلال الزيارة حفل افتتاح الدورة الـ19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط وهران 2022.

وفي ضوء زيارة الدولة التي أجراها حضرة أمير البلاد المفدى إلى جمهورية التشيك، فقد عقد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وفخامة الرئيس ميلوش زيمان رئيس جمهورية التشيك الصديقة، جلسة مباحثات رسمية بالمقر الرئاسي بقلعة براغ في جمهورية التشيك في الخامس من أكتوبر الماضي، وأعلن حضرة صاحب السمو خلال تصريحات صحفية مشتركة مع الرئيس التشيكي “عن عزم دولة قطر خلال الأشهر القادمة فتح سفارة مقيمة لها في العاصمة براغ، مما سينقل العلاقات الثنائية بين البلدين إلى مرحلة جديدة من التعاون والشراكة”.

وفي 13 أكتوبر شارك حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في القمة السادسة لمؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا “سيكا”، وذلك بقصر الاستقلال في أستانا عاصمة جمهورية كازاخستان.

كما ترأس حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وأخوه فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية الشقيقة، اجتماع الدورة الثامنة للجنة الاستراتيجية العليا القطرية التركية، في قصر “دولما بهتشه” في يوم 14 أكتوبر الماضي.

وقال سمو الأمير، في تغريدة عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي /تويتر/، “ترأست اليوم مع أخي فخامة الرئيس اجتماع الدورة الثامنة للجنة الاستراتيجية العليا القطرية التركية، والتي تعبر بانتظام دوراتها والاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي توقع خلالها، عن مستوى التعاون الاستراتيجي بين بلدينا الشقيقين”، مضيفا “مرتاحون لما تحقق.. ونتطلع للمزيد”.

 نشاط دبلوماسي فاعل يعزز مكانة قطر خلال عام 2022 إضافة ثالثة

وعكست مشاركة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في قمة جدة للأمن والتنمية في 16 يوليو الماضي، بمشاركة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والأردن ومصر والعراق والولايات المتحدة الأمريكية، أهمية القمة والملفات المطروحة أمام القادة، والتي عقدت في ظل تحديات عديدة تواجه المنطقة والعالم.

ومثلت هذه المشاركة الكبيرة من قادة دول المنطقة في القمة الأمريكية مع (دول مجلس التعاون + 3)، فرصة للتوصل إلى تفاهمات مشتركة مع الولايات المتحدة حول أبرز الملفات والتحديات، بما يعزز الجهود الرامية لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار والازدهار.

وجاءت كلمة سمو الأمير المفدى لتؤكد الموقف القطري الداعي لضرورة الربط بين الأمن والتنمية، وتوضح بجلاء أهمية تحقيق الاستقرار في منطقة الخليج، حيث قال سموه : “إننا نؤكد على أهمية العلاقات الخليجية، والعربية عموما، مع الولايات المتحدة، وعلى ضرورة الحفاظ عليها وتعميقها. ولا يخفى على أحد الدور المحوري للولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط والعالم.. إن تحقيق الاستقرار في منطقة الخليج ضروري ليس لها فحسب، بل للمجتمع الدولي بأسره. ونؤكد هنا على موقفنا الثابت بتجنيب منطقة الخليج، والشرق الأوسط عموما، مخاطر التسلح النووي مع الإقرار بحق دول المنطقة في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية وفقا للقواعد الدولية. كما نؤكد على ضرورة حل الخلافات في منطقتنا بالحوار القائم على احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وتعزيز المصالح المشتركة، والمشاركة في تحمل المسؤوليات”.

وفي 20 سبتمبر 2022، شارك حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في الجلسة الافتتاحية للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة في دورتها السابعة والسبعين، التي عقدت في مدينة نيويورك، بحضور أصحاب الجلالة والفخامة والسعادة رؤساء الدول والحكومات ورؤساء الوفود والمنظمات الحكومية وغير الحكومية.

وقدم سمو الأمير المفدى، في خطابه كلمته أمام الجمعية العامة، تحليلا عميقا لما يعانيه عالمنا المعاصر من مشاكل، وما يجابهه من تحديات، حيث حدد سموه الحل الأمثل لمواجهة تلك الظروف الاستثنائية.

وقال سمو الأمير: “السياسة الدولية ما زالت تدار بمنطق الدول المتفاوتة القدرات والمصالح والأولويات، وليس بمنطق العالم الواحد والإنسانية الواحدة”.

وتذكيرا للعالم بمحورية القضية الفلسطينية، جاءت كلمة سمو الأمير التي قال فيها: “لا أعتقد أن مندوبي الدول الحاضرين يحتاجون إلى التذكير بأن القضية الفلسطينية ما زالت دون حل، وأنه في ظل عدم تطبيق قرارات الشرعية الدولية، ومع التغير المتواصل للوقائع على الأرض أصبح الاحتلال الاستيطاني يتخذ سياسة فرض الأمر الواقع، مما قد يغير قواعد الصراع، وكذلك شكل التضامن العالمي مستقبلا. ومن هنا أجدد التأكيد على تضامننا الكامل مع الشعب الفلسطيني الشقيق في تطلعه للعدالة، كما أكرر التأكيد على ضرورة تحمل مجلس الأمن لمسؤوليته بإلزام إسرائيل بإنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية، وإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.

وحول النهج القطري الراسخ، ودور الوساطة النزيهة في حل كثير من الأزمات، قال سمو الأمير المفدى: “إن النهج الذي اتخذناه في قطر هو التركيز على التنمية الوطنية والتنمية الإنسانية داخليا، وعلى السياسة الخارجية القائمة على الموازنة بين المصالح والمبادئ، والوساطة في حل النزاعات بالطرق السلمية، وإدراك مسؤوليتنا كمصدر للطاقة. وهو ما مكننا من ترسيخ سمعتنا كشريك موثوق به دوليا”.

وألقى سمو أمير البلاد المفدى “حفظه الله” خطابا بمناسبة افتتاح دور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي الأول، الموافق لدور الانعقاد السنوي الحادي والخمسين لمجلس الشورى في 25 أكتوبر الماضي.

وقال سموه :” تظل التنمية الشاملة للبلاد هي الهدف الأسمى الذي تعمل الدولة على تحقيقه، وتمضي بثبات في القيام بمتطلباته على كافة الأصعدة، وفقاً لرؤية قطر الوطنية 2030، والغايات المرجوة منها”.

“وتجري إعادة تنظيم الأجهزة الحكومية والهيئات والمؤسسات والشركات العامة لزيادة كفاءتها وتوافقها مع متطلبات العصر، والتوسع في استخدام الأنظمة الإلكترونية لضمان نجاعة الأداء الحكومي وتنفيذ الخطط التنموية بالكفاءة والسرعة اللازمتين والتيسير على المواطنين في الأنشطة والخدمات كما شهدت بلادنا نهضة تشريعية استكملت بموجبها قوانين أساسية تنظم مختلف أوجه الحياة والمعاملات في الدولة”.

وتعزيزا للعمل العربي المشترك، ترأس حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وفد دولة قطر للمشاركة في اجتماعات الدورة العادية الحادية والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، والتي عقدت أول نوفمبر الماضي، بمدينة الجزائر عاصمة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة.

كما ترأس حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى وفد دولة قطر للمشاركة في اجتماع الدورة الثالثة والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية على مستوى القمة، وقمة الرياض الخليجية الصينية للتعاون والتنمية في الثامن من ديسمبر في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية الشقيقة.

و شهد عام 2022 ترسيخا للشراكات والعلاقات الاستراتيجية المتميزة بين دولة قطر ودول العالم، وفي هذا الاطار عقدت دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية في شهر نوفمبر الماضي، الحوار الاستراتيجي القطري – الأمريكي في دورته الخامسة حيث ناقشت تلك الدورة عددا من القضايا الإقليمية والدولية، لا سيما تطورات الأوضاع في فلسطين، ومفاوضات العودة لخطة العمل المشترك، وتطورات الأزمة الروسية – الأوكرانية، وأمن الغذاء وأمن الطاقة، والتعاون في مجال حقوق الإنسان، بالإضافة إلى عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

وشهد العام 2022 حراكا فاعلا، وتعاونا مثمرا، في إطار الشراكة الاستراتيجية الراسخة بين دولة قطر ومنظمة الأمم المتحدة، انطلاقا من الرؤية العالمية والإنسانية الثاقبة للقيادة الرشيدة، والتي تتضمن في أولوياتها دعم الأمم المتحدة في ظل التحديات والمتغيرات الدولية العميقة والمتسارعة، ففي شهر مارس الماضي، تم اختيار دولة قطر لاستضافة الجزء الثاني لمؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بالبلدان الأقل نموا في مارس المقبل، ما يعد شهادة نجاح جديدة من المجتمع الدولي لدولة قطر، بما يعكس أهمية الدور القطري في دعم الجهود الدولية لمحاربة الفقر والأوبئة، ومواجهة التحديات العالمية المشتركة.

كما اعتمد الجزء الأول من مؤتمر الأمم المتحدة الخامس، الذي عقد في نيويورك، برنامج عمل الدوحة لصالح أقل البلدان نموا، حيث يمثل البرنامج خريطة طريق للإصلاح، ويتضمن أدوات وتدابير طموحة لضمان إتاحة المزيد من الموارد لمساعدة أقل البلدان نموا على التعافي وإحداث التغير المنشود.

كما شهد العام 2022 توقيع دولة قطر، ممثلة باللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر، مع هيئة الأمم المتحدة، ممثلة بمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، إعلان نوايا لإنشاء مركز دولي للتدريب والبحوث، مختص بمكافحة الاتجار بالبشر، يتخذ من الدوحة مقرا له، ويكون تحت إشراف الأمم المتحدة، حيث سيعمل المركز على إعداد قاعدة بيانات ومعلومات تتضمن التشريعات ذات الصلة بمكافحة الاتجار بالبشر، وعملية رصد مخالفاتها، وتقديم ونشر التقارير الدولية المتعلقة بهذا المجال، بما يساهم في تفعيل آليات ومعايير الأمم المتحدة في مختلف الدول.

وانتخبت دولة قطر، لعضوية مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية للفترة من 2022 – 2024، وذلك خلال المؤتمر العام السنوي للوكالة الدولية للطاقة الذرية في دورته الـ(66) في فيينا . وعكست هذه الخطوة ثقة المجتمع الدولي بالدور البناء الذي تضطلع به دولة قطر في تنفيذ مهام الوكالة الدولية التي تتخذ من فيينا مقرا لها.

وعلى الرغم من حجم التحديات التي تواجه منطقتنا العربية، تبقى القضية الفلسطينية على رأس أولويات دولة قطر، حيث تعمل قطر في جميع المحافل الدولية على دعوة المجتمع الدولي إلى التسوية الدائمة والعادلة والشاملة للقضية الفلسطينية، على أساس الشرعية الدولية، وقرارات الأمم المتحدة، ومبادرة السلام العربية.

وفي هذا الصدد، شاركت دولة قطر في شهر سبتمبر الماضي، في الاجتماع الوزاري للشركاء الرئيسيين لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين /أونروا/، الذي عقد على هامش أعمال الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وذلك انطلاقا من السياسة الثابتة لدولة قطر في التضامن مع الشعب الفلسطيني، وتقديم كافة أشكال الدعم له، حيث تعد قطر أول دولة عربية توقع اتفاقية متعددة السنوات مع الوكالة لدعم مواردها الأساسية، فقد أعلن صندوق قطر للتنمية العام الماضي عن تبرع بمبلغ 18 مليون دولار أمريكي، دعما لموارد الوكالة خلال عامين، يشمل 10 ملايين دولار في عام 2021، و8 ملايين دولار في عام 2022.

وأولت الدولة اهتماما كبيرا للمشاركة في الجهود الدولية لدعم الوساطة والدبلوماسية الوقائية، حيث حققت الوساطة القطرية نتائج إيجابية في العديد من الملفات، وساهمت في التسوية السلمية للكثير من الخلافات والنزاعات، وجمعت الكثير من الأطراف المتنازعة على طاولة الحوار، لإحلال وتعزيز السلام والأمن في مختلف أنحاء العالم، لتتحول قطر بذلك إلى منارة للسلام والاستقرار الدولي.

وفي إنجاز يضاف إلى سجل النجاحات الدبلوماسية القطرية، توجت دولة قطر وساطتها برعاية توقيع الأطراف التشادية على اتفاقية الدوحة للسلام، ومشاركة الحركات السياسية العسكرية في الحوار الوطني الشامل السيادي في تشاد، بعد مفاوضات شاركت فيها أكثر من 50 مجموعة من تشاد، على مدار خمسة أشهر، حيث وقعت الأطراف التشادية في شهر أغسطس الماضي، برعاية دولة قطر، على اتفاقية الدوحة للسلام في تشاد، في خطوة مهدت الطريق لانطلاق الحوار الوطني الشامل، بمشاركة الحركات الموقعة على الاتفاق إلى جانب المعارضة الداخلية.

وفي إطار جهودها الدولية لدعم وتعزيز الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، رحبت دولة قطر باستضافة جولة محادثات غير مباشرة بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، في شهر يونيو الماضي، برعاية منسق الاتحاد الأوروبي، لإحياء الاتفاق النووي الموقع في العام 2015، بما يفتح آفاقا جديدة للتعاون وحوارا أوسع فيما يتعلق بالأمن الإقليمي.

كما استضافت الدوحة،اجتماعٌ ثلاثيّ لوفود من دولة قطر والجمهورية التركية وحكومة تصريف الأعمال الأفغانية، حول إدارة وتشغيل مطار كابول الدولي، ويأتي هذا الاجتماع استمراراً للمباحثات السابقة، والتي جرى آخرها بين الأطراف الثلاثة بالعاصمة الأفغانية كابول.

وفي إطار دور قطر في دعم الدول الشقيقة والصديقة خلال أوقات الأزمات، قدمت الدولة مساعدات إغاثية على مدار العام 2022، استمرارا للتعهدات القطرية الدائمة في إطار تخفيف وقع الأزمات الإنسانية والجوائح الطبية، وتلك المتعلقة بالتغير المناخي.

وفي جانب مما شهده العام الجاري من مساعدات وتعهدات قطر، فقد أعلنت دولة قطر في شهر مارس الماضي عن تعهد إضافي بـ 25 مليون دولار لدعم الاستجابة الإنسانية في أفغانستان، وأطلقت جسرا جويا من قطر إلى كابول، نُقل عبره ما يزيد عن 700 طن من المواد الغذائية والطبية العاجلة، بجهود من صندوق قطر للتنمية، وقطر الخيرية، والهلال الأحمر القطري، وبالتعاون مع الوكالات الأممية.

كما أعلنت دولة قطر تخصيصها مبلغ 5 ملايين دولار أمريكي، من خلال صندوق قطر للتنمية، للمساعدات الإنسانية لدعم اللاجئين والنازحين الأوكرانيين، وذلك انطلاقا من مسؤوليتها الأخلاقية، مؤكدة أن الوضع الإنساني الصعب الذي يواجهه ملايين اللاجئين في ظل تواصل التصعيد والتوتر يستوجب تضامن المجتمع الدولي لوضع خطط طارئة للاستجابة لاحتياجاتهم الضرورية.

وفي العاشر من مايو الماضي، أعلنت دولة قطر عن مساهمة بقيمة 50 مليون دولار أمريكي لدعم الشعب السوري، حيث تجاوزت المساعدات القطرية للسوريين منذ بداية الأزمة ملياري دولار أمريكي، سواء من خلال المساعدات الحكومية أو من خلال منظمات المجتمع المدني والجمعيات الإنسانية والخيرية والمؤسسات المانحة القطرية.

وفي يوليو الماضي، وقع صندوق قطر للتنمية اتفاقية مع برنامج الغذاء العالمي (WFP) لدعم الموارد الأساسية بقيمة 10 ملايين دولار لتلبية احتياجات الأمن الغذائي الأساسية، حيث تعد هذه الاتفاقية استكمالا للوفاء بتعهدات دولة قطر لتمويل الموارد الأساسية بقيمة 500 مليون دولار، لدعم منظمات الأمم المتحدة، والذي تم الإعلان عنه خلال منتدى الدوحة لعام 2018.

كما وقع الصندوق، ومكتب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعني بالأطفال والنزاع المسلح، اتفاقية تدعم بموجبها دولة قطر الموارد الخارجة عن الميزانية للمكتب بمبلغ مليون دولار للفترة (2022 – 2023)، كما دعمت قطر إنشاء وتمويل مركز التحليل والتواصل التابع لمكتب الممثل الخاص في الدوحة من أجل دعم الوساطة وبناء القدرات لإنهاء ومنع الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في النزاعات المسلحة.

وتخفيفا من آثار الحرب الأوكرانية وأزمة نقص الحبوب، تعهدت دولة قطر بتقديم 12 مليون دولار مساعدات إنسانية في منطقة القرن الإفريقي، مشيرة إلى أن الملايين من الناس في بلدان تلك المنطقة يواجهون خطر المجاعة، وتحديات هائلة ناجمة عن تدهور الأوضاع بسبب الجفاف، وانعدام الأمن الغذائي، وسوء التغذية.

كما أعلنت دولة قطر عن مساهمتها بمبلغ 20 مليون دولار دعما للبرنامج الإنساني “Grain from Ukraine”، الذي يهدف لمساعدة البلدان الإفريقية في الحصول على صادرات المواد الغذائية الأوكرانية كشكل من أشكال التزام دولة قطر بكونها شريكا دوليا موثوقا بدعم المبادرات الجماعية والعمل الدولي متعدد الأطراف.

وتواصلت خلال عام 2022 المنحة القطرية إلى قطاع غزة بالتعاون مع الأمم المتحدة للتخفيف من آثار الوضع الانساني بالقطاع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى