قطر وتركمانستان..علاقات متميزة قوامها التفاهم والاحترام المتبادل

تندرج زيارة الدولة التي يقوم بها فخامة الرئيس سردار بيردي محمدوف رئيس تركمانستان الصديقة للبلاد في إطار العلاقات المتميزة والطيبة التي تربط بين البلدين وشعبيهما الصديقين.

وسيستقبل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، غدا الإثنين فخامة الرئيس التركماني لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها.

كما سيشهد سمو الأمير وفخامة الرئيس سردار بيردي محمدوف التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، بالإضافة إلى مناقشة عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وتعكس زيارة فخامة الرئيس التركماني للبلاد عمق العلاقات بين البلدين الصديقين، والرغبة المشتركة في تطوير هذه العلاقات، وفتح المجال أمامها للمضي نحو آفاق أرحب، ومن المنتظر أن تسهم الزيارة والمباحثات التي ستجرى خلالها والاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي سيتم توقيعها، في تطوير العلاقات بين البلدين وخدمة مصالحهما المشتركة بما يخدم طموحات وتطلعات شعبيهما الصديقين والسلام والاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم.

ويرتبط البلدان بعلاقات متميزة وودية تتسم بالاستقرار ومبنية على روح التفاهم والاحترام المتبادل، والرغبة المشتركة في تطوير هذه العلاقات والارتقاء بها، وكانت العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين قد أقيمت عام 1996، وتم تبادل السفراء بين البلدين على مستوى سفير غير مقيم، وافتتحت سفارة دولة قطر في تركمانستان في 24 /12 / 2014 .

وفي ديسمبر 2022 ، صدر قرار رئاسي بافتتاح سفارة مقيمة لتركمانستان في الدوحة، وذلك عقب الزيارة التي قام بها فخامة الرئيس سردار بردي محمدوف، رئيس تركمانستان إلى دولة قطر تلبية لدعوة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى “حفظه الله” لحضور جانب من مباريات بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022.

ومنذ استقلال تركمانستان تواصلت الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في البلدين على مختلف المستويات ما يعكس مدى الحرص والاهتمام المتبادل والرغبة المشتركة في تعزيز علاقات التعاون ورفع مستوى الشراكة والتنسيق بين الطرفين بالعديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك.

وقد شهدت العلاقات بين قطر وتركمانستان تطورا متناميا، خاصة بعد زيارة الرئيس السابق لتركمانستان قربان قولي بيردي محمدوف لدولة قطر عام 2010 ، وفي العام 2016 ، قام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، بزيارة دولة إلى تركمانستان، تبعتها زيارة رسمية لفخامة الرئيس التركماني السابق إلى دولة قطر عام 2017 ، وهناك نحو سبع عشرة اتفاقية تنظم العلاقات بين الجانبين في مختلف المجالات وخصوصاً المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والرياضية، وفي قطاعات الطاقة والاستثمار، والمواصلات والسياحة والتعليم والثقافة والنقل الجوي.

وتحافظ دولة قطر وتركمانستان على علاقات جيدة بالمجال السياسي والدبلوماسي من خلال تبادل الدعم في المحافل الدولية والمشاورات السياسية بين وزارتي الخارجية في البلدين والتي أجريت آخر مرة في الدوحة على مستوى نواب وزراء الخارجية في أكتوبر 2022. وفي فبراير 2022 نظم اجتماع مرئي بين مديري المعاهد الدبلوماسية في البلدين تضمن مسائل التعاون في العديد من المجالات.

وترتبط دولة قطر وتركمانستان بعلاقات تجارية واقتصادية، وقد ساعدت زيارات الوفود التجارية واجتماعات اللجنة القطرية – التركمانية المشتركة وملتقى رجال الأعمال القطري التركماني وغرفتا قطر وتركمانستان، في تعزيز وتعميق العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات خاصة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والصناعية.

وبمقدور القطاع الخاص في البلدين أن يقوم بدوره في تطوير العلاقات التجارية بين البلدين، من خلال التعاون المشترك بين الشركات القطرية والتركمانية وإنشاء شراكات فاعلة وتحالفات اقتصادية تفيد اقتصادي البلدين، خاصة مع الإمكانيات الهائلة التي تتوفر لدى الطرفين كونهما من أبرز الأسواق العالمية في مجال النفط والغاز.

وتعتبر السوق القطرية سوقاً واعدة وجاذبة، وترحب بكافة الاستثمارات الأجنبية، وتشهد وفرة الفرص في أغلب القطاعات الاقتصادية، مع وجود بنية تحتية على مستوى عالمي، وتعد قطر أكبر مصدر للغاز الطبيعي في العالم، وتمتلك بنية تحتية على مستوى عالمي وتشريعات اقتصادية وقوانين تشجع على الاستثمار فيها، وتوفر المناطق الحرة في قطر فرصاً هائلة في قطاعات متنوعة، وقد تبوأت مكانة متميزة في العديد من مؤشرات التنافسية عالمياً، ما يؤكد على أنها مكان مثالي للاستثمار وإقامة الأعمال.

ويبدي رجال الأعمال القطريون اهتماما ملحوظا بالاطلاع على الفرص الاستثمارية المتاحة في تركمانستان التي تزخر بالعديد من الموارد الطبيعية، التي تسمح بالتوصل إلى اتفاقات وتفاهمات استثمارية مشتركة، خصوصاً في قطاعات السياحة والرياضة والعقار والزراعة والغذاء، خاصة وأن دولة قطر تنتهج استراتيجية التنوع الاقتصادي، والتي تشمل الاستثمارات الخارجية، بما يخدم المنظومة الاقتصادية المتكاملة للدولة، ورؤيتها الوطنية 2030.

وتتميز تركمانستان باستقرار أوضاعها على الصعيد الداخلي والخارجي، وذلك بفضل انتهاجها لمبدأ الحياد التام، وتعتبر لاعباً أساسياً في الساحة الجيوسياسية، لكونها واحدة من أكبر الدول المصدرة للغاز الطبيعي وتضم رابع أكبر احتياطيات الغاز بالعالم، ويبرز اسمها كأحد أعمدة صناعة الغاز في وسط وجنوب شرق آسيا من خلال مشروع أنابيب الغاز الذي يضم تركمانستان وأفغانستان والهند وباكستان.

وتقع تركمانستان في آسيا الوسطى، وتبلغ مساحتها بعد استقلالها عن الاتحاد السوفييتي السابق نحو 491.200 كيلومتر مربع، ويقطنها نحو ستة ملايين نسمة، تحدّها من الشرق وجزء من الشمال أوزبكستان، وفي شمالها كازاخستان، وفي جنوبها أفغانستان وإيران، وفي غربها بحر قزوين.

ويعتبر الموقع الجغرافي لتركمانستان مصدراً للقوة في الاقتصاد، إذ تمر العديد من الطرق التجارية الرئيسية عبر أراضيها، ما يجعلها مركزاً تجارياً رئيسياً في المنطقة، كما تمتلك حدوداً مشتركة مع عدة دول، تؤهلها لتكون مركزاً للتجارة والتبادل الاقتصادي مع تلك الدول.

ويتميز الاقتصاد التركماني بانخفاض نسبة البطالة، حيث يتم توظيف العديد من العمال في القطاع الحكومي، ويتم تشجيع الاستثمار في الصناعات الأساسية مثل الطاقة والنقل والتعدين والزراعة.

وتسعى الحكومة التركمانية إلى تنويع الاقتصاد عن طريق تعزيز القطاع الخاص وجذب المستثمرين الأجانب، وتطوير الصناعات الأخرى غير النفطية، مثل الصناعات الغذائية والخدمية والسياحة.

وشهد الاقتصاد التركماني تحسناً كبيراً خلال السنوات الماضية، حيث زادت صادراتها من الغاز والنفط، بالإضافة إلى صادراتها من المواد الصناعية والمنتجات الزراعية والمنسوجات والطاقة الكهربائية، ويعتقد العديد من الاقتصاديين أن اقتصاد تركمانستان هو أحد أسرع الاقتصادات نموًا في العالم.

كما تلعب الزراعة دوراً مهماً في الاقتصاد التركماني، إذ تنتج البلاد مجموعة واسعة من المنتجات الزراعية المختلفة، مثل القطن والقمح والأرز والشاي والفواكه والخضراوات، وتعد تركمانستان من بين أكبر عشرة بلدان منتجة للقطن في العالم وتشتهر تركمانستان بتربية الأغنام وتنتج من الفراء والجلود أكثر من مليون متر سنويًا، كما تربي الجمل ذا السنامين والخيول من سلالة (أكال تيكه) التي تعد من السلالات العريقة في العالم، وتتصدر شعار الدولة وتربى في مزارع الدولة، وتعد صناعة السجاد من النشاطات الاقتصادية الرئيسية في تركمانستان، وهي من الصناعات الأصيلة التي تعود إلى أجداد الشعب التركماني، كما تشكل السياحة مصدراً آخر للدخل، إذ تمتلك تركمانستان مواقع سياحية جذابة وفريدة من نوعها، وتهدف الحكومة هناك لتطوير هذا القطاع بشكل أكبر لتعزيز السياحة الداخلية والوافدة من الخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى