خاص : ” اللواء ” تلتقي السيدة البوسنية العجوز التي حفرت اسمها في ” نفق الحياة “

سراييفو – حوار أحمد القوبري

ماما شيدا سيدة بوسنية ارتبط اسمها بذكريات أثيرة عن حرب البوسنة وما رافقها من ويلات ومآسي .
هذه السيدة البوسنية ذات ال96 عام هي صاحبة المنزل الذي حُفر تحته “نفق الحياه” اثناء حصار سراييفو 1993-1996 ، ذلك النفق الذي اصبح خطاً للإمداد والذي ربط سراييفو بالاراضي التي هي تحت سيطرة البوسنيين في الجانب الاخر .
” اللواء” كانت في البوسنة وكان لها هذا الحوار السريع والثمين وكان الحديث مع أبنها السيد بايرو كولار نظراً لانها كانت تجد صعوبة في سماع ما نطرحه من تساؤلات وذكريات .

@ كيف تحول حفر النفق الى علامة فاصلة في تاريخ البوسنة وصمود مقاوميها ؟
•• بالتأكيد أن نفق الحياة هو الذي انقذ سراييفو وانقذ الناس في سراييفو ، وجبل إيغمان هو الذي حمى البوسنة كلها ، فكان نفق الحياه هو الخط الفاصل بين الحياه والموت

@ بطلة نفق الحياة كيف تصف دورها في مشروع إنقاذ سكان المدينة من خلال اعداد الطعام للعاملين في الحفر ؟

••طبعاً هذه هي امي وانا ولدها الوحيد ، كانت اولاً تطعمني أنا ثم اصبحت تطعم الناس في سراييفو وثم البوسنة وحتى الاجانب الذين كانوا يمرون من النفق ولا يمتلكون اوراق ثبوتيه ،
وكانت والدتي لا تنام ، فقد كانت تبحث عن كيف تطعم الناس وتنقذهم ، اما الرزق والمساعدات كانت تأتينا اثناء الحرب وحتى الى وقتنا هذا ايضاً والله هو الرزاق ،
وهذا البيت الحالي الذي نحن فيه الآن فقد قامت الدولة بأعطائنا اياه لأن البيت السابق الذي فيه “نفق الحياه” أصبح متحف وذكرى للبوسنيين حتى يتذكروا المأساة التي حدثت لهم وايضاً تستطيع ان تشاهد كيف ان البيت تعرض للقذائف

@ ” مرحبا بكم في جهنم” عبارة مشؤومة كانت مكتوبة على جدار في سراييفو .. ماذا توحي لك هذه الكلمات ؟
••الناس كانوا لا يعرفوا ماذا يفعلون في هذه المدينة المحاطه بالاسلحة من كل النواحي ، هكذا كانت مدينة سراييفو حيث كانت مدينة مضطهده رغم ان لها “روح” ، الآن صعب ان اتحدث في هذا الموضوع لانه ذكرى اليمة.

@ قصة سراييفو التي تحولت لاسطورة خالدة .. ماذا قال عنها الرئيس البوسني آنذاك علي عزت بيغوفيتش؟

••طبعاً اتذكر الرئيس عزت بيغوفيتش شخصياً فقد كانت علاقتنا فيه انا وامي علاقة عن قرب ، لقد كان يسألنا ويستفسر عن بعض الأمور في النفق مثلاً ، وكان يطلب ان يمر الجيش عبر النفق اولاً ومن ثم يمر الرئيس وذلك لضمان سلامة الجيش ، انا عمري الآن 74 سنه وعندي خبره كافيه واستطيع ان اقول ان هذا الرئيس لا تستطيع ان تقارن بينه وبين غيره في البوسنة او حتى في يوغسلافيا السابقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى