جاءت العقوبات والإجراءات الأمريكية الأخيرة ضد شركة هواوي الصينية العملاقة للتكنولوجيا، لتشكل زلزالاً مدوياً بالنسبة للشركة وشركائها وعملائها في جميع أنحاء العالم، فالشركة ليست جزيرة معزولة ، لكنها ترتبط بشبكة معقدة وواسعة من عمليات التوريد والتصدير والتصنيع على مستوى العالم ، وتعتبر رمزاً وطنياً في الصين وارتبط اسمها بالإنجازات الصينية الكبرى في السنوات الأخيرة ، وقد جلبت لبلادها إيرادات تجاوزت مائة مليار دولار.
وتمتلك هواوي العديد من براءات الاختراع الهامة على شبكات المحمول من الجيل الخامس فائقة السرعة ، وهي من أكبر منتجي أجهزة الاتصالات في العالم ، ما يعني أن أي صدمة تصيبها قد تهز عالم التكنولوجيا في العالم بأسره.
وقد وضعت الحكومة الأمريكية الأسبوع الماضي هواوي والشركات التابعة لها على قائمة سوداء تجارية تقيد الشركة وتحرمها من شراء الخدمات وقطع الغيار من الشركات الأمريكية دون موافقة. كما وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أمر تنفيذي يمنع الشركات الأمريكية من استخدام معدات الاتصالات السلكية واللاسلكية التي تقدمها الشركات التي تشكل خطرا على الأمن القومي، وفي التاسع عشر من الشهر الحالي أعلنت شركة غوغل الأمريكية العملاقة للإنترنت، التي تعمل معظم الهواتف الذكية في العالم بنظام أندرويد الذي تملكه، قطع علاقاتها مع هواوي، فيما منحت السلطات الأمريكية للشركات مهلة مدتها 90 يوما لتطبيق الحظر على التعامل مع هواوي.