اعتبر الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، ما يتعرض له الشعب الفلسطيني الشقيق من تجويع متعمد ليس في شمال غزة فحسب بل في القطاع بشكل عام، كارثة حقيقية لا يمكن السكوت عنها، مشيرا إلى ضرورة وقوف المجتمع الدولي بشكل واضح ضد هذه المسألة.
وأوضح الدكتور الأنصاري، في الإحاطة الإعلامية الأسبوعية التي تنظمها وزارة الخارجية، أن ما نراه على شاشات التلفزيون يعكس الحالة الإنسانية المريرة والوضع الكارثي في شمال غزة مع وجود أكثر من 300 ألف إنسان بدون غذاء أو دواء أو ماء أو كهرباء أو أي شكل من أشكال الحياة الإنسانية الطبيعية، منبها إلى أن أي مساعدات تقدم لقطاع غزة تعد جزءا بسيطا جدا مما يحتاجه سكان القطاع، فهناك مليونان ونصف المليون نسمة يعيشون في غياب كامل للخدمات الصحية وخدمات الطوارئ، منهم أكثر من مليون شخص يعيشون في خيام جنوب القطاع، وهذه الأعداد والاحتياجات الإنسانية لا يمكن تخيلها في أي عملية إدخال مساعدات، فكيف الحال إذا كانت هذه المساعدات محددة ومشروطة؟.
وشدد على ضرورة إدخال المساعدات بشكل مفتوح وبلا قيود، وهو ما تؤكد عليه دولة قطر دائما، معربا عن تقديره لجهود جميع الدول والشركاء الإقليميين والدوليين في إطار إيصال المساعدات للأشقاء في غزة.
ولفت المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية إلى أن الجسر الجوي الذي بدأته قطر لمدينة العريش المصرية لإيصال المساعدات للداخل في غزة وصل لأكثر من 80 طائرة، وأن التحديات حول دخول هذه المساعدات كبيرة ومستمرة، مبينا أن التقارير تتحدث عن انخفاض ملحوظ في العمل الإغاثي وإدخال المساعدات، وكل ذلك يؤدي لتدهور الوضع الإنساني أكثر وأكثر، ومشددا على ضرورة وقوف المجتمع الدولي بشكل جاد ضد هذا الانتهاك الواضح للقانون الدولي والتعامل معه بطريقة واضحة، حيث قال في هذا السياق “فحتى الآن لم نر ضغطا حقيقيا من المجتمع الدولي للسماح بدخول المساعدات بشكل كامل وبدون شروط”.
وعن جهود الوساطة الجارية حاليا، أكد الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري سعي دولة قطر، بالتعاون مع شركائها، إلى وقف القتال قبل شهر رمضان المبارك، مشددا على أن الضغط مستمر للوصول إلى اتفاق.
وقال “نطمح أن نصل إليه قريبا ونعلن عنه قبل الشهر الكريم” لكن الوضع على الأرض به العديد من المعوقات والكثير من المشاكل، معبرا عن تفاؤله بجهود الوساطة واستمرار الحديث بين الأطراف وتبادل الأفكار، مشيرا إلى أن أي تطور في هذا الجانب سيتم الإعلان عنه فور التوصل إليه.
وتابع الدكتور الأنصاري “من المؤلم أن يكون إدخال المساعدات الإنسانية من الأمور المطروحة على طاولة المفاوضات، فقد قلنا مرارا وتكرارا إن الجانب الإنساني لا يجب أن يكون جزءا من المفاوضات فما يحدث في القطاع مخالفة حقيقية للقانون الدولي وانتهاك صارخ لكل الأعراف والمواثيق الدولية التي تتعلق بتجنيب المدنيين ويلات الحروب، وبالتالي من المؤلم أن يكون ذلك جزءا من المفاوضات أو جهود الوساطة، لكن على كل حال فإن هذه المسألة الإنسانية بكل تفاصيلها جزء من جهود الوساطة الحالية”.
كما استعرض الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية جهود الوزارة ومسؤوليها ولقاءاتهم واجتماعاتهم ومشاركاتهم في الفعاليات الإقليمية والدولية، ومنها ترؤس معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، السبت المقبل الجانب القطري في اجتماع اللجنة العليا المشتركة القطرية – المصرية،
ويترأس الجانب المصري سعادة السيد سامح شكري وزير الخارجية بجمهورية مصر العربية الشقيقة، مشيرا إلى أن اللجنة تم تشكيلها عام 2022 برئاسة وزيري خارجية البلدين بهدف التشاور المستمر وتعزيز التعاون والتنسيق في مختلف الملفات.
وأوضح أنه بصفة دولة قطر الرئيس الحالي للدورة الـ44 لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، يترأس معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية اجتماع الدورة العادية الـ159 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي يوم الأحد المقبل في مدينة الرياض، حيث سيلقي معاليه الكلمة الافتتاحية بصفته رئيس الدورة،
كما ستعقد يوم الأحد المقبل في الرياض الاجتماعات الوزارية المشتركة بين دول المجلس وكل من المملكة المغربية والمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية، وسيترأس معاليه هذه الاجتماعات باعتباره رئيسا لوفد دولة قطر رئيس هذه الدورة.
وأضاف أن معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية سيغادر يوم الإثنين المقبل متجها إلى العاصمة الأمريكية واشنطن ليترأس وفد دولة قطر في افتتاح الدورة السادسة للحوار الاستراتيجي بين قطر والولايات المتحدة الأمريكية، حيث سيترأس معاليه وفد الدولة الذي يضم عددا كبيرا من المسؤولين،
مبينا أن هذا الحوار تأسس عام 2018 بهدف التنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية، وتعزيز التعاون الثنائي في مجالات الصحة والمساعدات الإنسانية والتنمية الدولية وحقوق الإنسان والتعاون الإقليمي وتغير المناخ والتجارة والاستثمار والثقافة والتعليم، إضافة إلى استمرار التعاون الاستراتيجي الوثيق في الملفات المختلفة.
ولفت إلى تضمن الحوار هذا العام العديد من الجلسات في مجالات جديدة منها: التعاون الدولي والاقتصاد ومكافحة الإرهاب والأمن وإنفاذ القانون والدفاع والرياضة والتخطيط الاستراتيجي والشؤون القنصلية وحقوق الإنسان والعمالة والاتصال الاستراتيجي والتكنولوجيا الناشئة والمساعدات الإنسانية،
وسيلتقي معاليه بعدد من المسؤولين الأمريكيين وعلى رأسهم سعادة السيد أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي.
وذكر بنشاط سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر وزير الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية، خلال الأسبوع الماضي، ومشاركة سعادتها في الجلسة الـ55 لمجلس حقوق الإنسان، وتطلعها لإعادة انتخاب قطر لعضوية المجلس للفترة من 2025 إلى 2027، وكذلك مشاركتها في الجزء رفيع المستوى لمؤتمر نزع السلاح في جنيف وفي الحدث الجانبي الوزاري رفيع المستوى حول “حالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة – الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني”، ولقاءات سعادتها على هامش هذه الاجتماعات مع عدد من المسؤولين العرب والأوروبيين، منوها إلى أنها ستغادر من جنيف إلى الجمهورية التركية للمشاركة في منتدى أنطاليا الدبلوماسي الذي يعقد في الفترة من 1 إلى 3 مارس المقبل.