يتوجه الناخبون الأتراك غدا الأحد إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في أهم انتخابات محلية تشهدها البلاد منذ عقود.
ويعول كل من حزب العدالة والتنمية (الحاكم) وأحزاب المعارضة على هذه الانتخابات التي تشكل البلديات حجر الزاوية فيها.
ويسعى تحالف الجمهور برئاسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في هذه الانتخابات لاستغلال الخلافات التي تعصف بالمعارضة، واستعادة بلديات بعض المدن الكبرى في البلاد، وفي مقدمتها العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول.
وتصاعدت في الأيام الأخيرة حدة الاستقطاب في إسطنبول التي تشهد تنافسا محموما بين المعارضة والحزب الحاكم، في ظل رغبة الرئيس رجب طيب أردوغان في أن يستعيد حزبه رئاسة بلدية المدينة، التي سبق له هو شخصيا أن تولاها، من حزب الشعب الجمهوري.
وأشارت استطلاعات رأي أجريت مؤخرا إلى تقارب كبير في إسطنبول، بين مرشح حزب “الشعب الجمهوري” أكرم إمام أوغلو، ومرشح حزب “العدالة والتنمية”، الوزير السابق مراد كوروم.. فيما تقول مراكز أخرى لاستطلاعات الرأي في البلاد إن الانقسام بين أحزاب المعارضة يعزز آمال حزب العدالة والتنمية في استعادة بلدية إسطنبول.
واستطاع حزب الشعب الجمهوري قبل 5 سنوات، من خلال تحالفه مع قوى سياسية أخرى، الفوز برئاسة بلديتي إسطنبول والعاصمة أنقرة بعد سيطرة دامت 25 عاما لحزب العدالة والتنمية وسلفه حزب الرفاه، لكن آمال إمام أوغلو رئيس بلدية إسطنبول في الفوز هذه المرة تضاءلت كثيرا بعدما قرر كل من حزب الشعوب الديمقراطي وحزب الجيد تقديم مرشح لرئاسة البلدية، مع أنهما كانا قد دعما مرشح حزب الشعب الجمهوري في 2019.
وتكتسب الانتخابات المحلية التركية حاليا أهمية كبيرة خصوصا في ما يتعلق بالبلديات الكبرى الرئيسية (إسطنبول وأنقرة وإزمير)، حيث يسعى كل حزب إلى ترتيب أوراقه وفق حساباته الخاصة ليخرج من هذه الانتخابات بأكبر من المكاسب.
وقال عثمان نوري كباك تبه رئيس حزب العدالة والتنمية (الحاكم) في إسطنبول في تصريح لوكالة الأنباء القطرية “قنا” إن الحزب سيرمي بكل ثقله في هذه الانتخابات، للحفاظ على البلديات التي يسيطر عليها حاليا، وسعيا للفوز ببلديات المدن الكبرى خصوصا إسطنبول التي تضم حوالي 20 في المئة من الخزان الانتخابي في البلاد.. مشيرا إلى أن نسبة المشاركة ستلعب دورا مهما في تحديد نتائج هذه الانتخابات.