أكد سعادة الدكتور مصطفى كوكصو، سفير الجمهورية التركية لدى الدولة، أن اللجنة الاستراتيجية العليا القطرية – التركية تمثل حجر الزاوية في العلاقات بين البلدين، التي وصلت إلى آفاق أوسع، وتتميز بالعمق الاستراتيجي المستدام، لتصبح نموذجا للتضامن والتعاون الإقليمي والدولي.
وقال سعادته، في حوار مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/، إن اللجنة الاستراتيجية العليا بين تركيا وقطر، التي تأسست في عام 2014، تمثل حجر الزاوية في العلاقات بين البلدين، وتوفر إطارا مؤسسيا شاملا للتعاون الفعال والموجه نحو تحقيق النتائج.
وأضاف: “تمثل اللجنة أعلى مستوى للتنسيق والتعاون بين البلدين، وتهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، بما في ذلك السياسة، والاقتصاد، والتجارة، والدفاع، والأمن، والتعليم، والثقافة”.
وأوضح أن هذه الآلية الفريدة مهدت الطريق أمام تركيا وقطر لتعزيز روابطهما الأخوية من خلال العديد من المبادرات المشتركة، والدعم المتبادل، والسياسات المنسقة في مجموعة واسعة من المجالات، مؤكدا أن اللجنة لا تعمل فقط على توثيق الرؤية المشتركة؛ بل توفر أيضا قناة مباشرة لتعميق الروابط التاريخية والعلاقات الأخوية القائمة بالفعل بين الشعبين الشقيقين.
وأبرز سعادة السفير التركي ما تحقق من إنجازات في مسيرة العلاقات منذ تأسيس اللجنة الاستراتيجية العليا بين البلدين، مشيرا إلى أن اللجنة قد حققت إنجازات مهمة، حيث تم توقيع واعتماد أكثر من 100 اتفاقيات وإعلانات مشتركة في مختلف القطاعات، بما في ذلك المجالات السياسية، والتجارية، والاقتصادية، والعسكرية.
وأكد أنه بفضل الاتفاقيات الموقعة منذ إنشاء اللجنة، تطورت العلاقات الثنائية بشكل سريع في جميع المجالات، واكتسبت طابعا استراتيجيا يستند إلى الثقة المتبادلة وأسس تعاقدية قوية.
وأضاف: “شهدنا تقدما ملحوظا في مجالي التجارة والاستثمار، حيث أصبح البلدان شريكين أساسيين في المشهد الاقتصادي لبعضهما البعض، وقد ازداد حجم التبادل التجاري الثنائي بمقدار خمسة أضعاف خلال السنوات الأخيرة الماضية”.
وذكر سعادة الدكتور مصطفى كوكصو أن أكثر من 1000 شركة تركية تعمل حاليا في قطر في مختلف القطاعات، وحوالي 200 شركة قطرية تعمل في مجالات متنوعة في تركيا.
كما أشار إلى أن قيمة الاستثمارات القطرية المباشرة في تركيا ارتفعت بشكل ملحوظ، وتوزعت على قطاعات عديدة، منها التجارة والسياحة والزراعة والضيافة والعقارات والصناعات الغذائية.. فيما بلغت قيمة الأعمال التي قامت بها شركات المقاولات التركية في قطر حتى الآن حوالي 20.16 مليار دولار.
وأكد سعادة السفير التركي أن الاستثمارات القطرية في تركيا آمنة ومزدهرة وناجحة، مما يعكس ثقة المستثمرين القطريين في تركيا ومناخها الاستثماري.
وفي المجال السياحي والثقافي، ذكر سعادة الدكتور مصطفى كوكصو أن من بين السياح الأكثر زيارة لتركيا هم القادمون من دولة قطر، حيث تجاوز عددهم 200 ألف سائح في عام 2023 فقط.
وأشار إلى أن “مركز يونس إمره الثقافي التركي” بالدوحة، والذي تم توقيع اتفاقية إنشائه خلال الدورة الثامنة للجنة، يلعب دورا كبيرا في تعزيز العلاقات الثقافية بين شعبي البلدين، حيث يجذب عددا كبيرا من المواطنين والمقيمين المهتمين بتعلم اللغة التركية والمشاركة في أنشطة المركز المختلفة.