التجارة البينية بين العراق وقطر: آفاق التعاون وفرص النمو – أ.د قيس عبدالعزيز الدوري

تُعدّ التجارة البينية بين العراق وقطر واحدة من المجالات الواعدة في إطار العلاقات الاقتصادية العربية، حيث تشهد العلاقات الثنائية بين البلدين تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، مدفوعة بالإرادة السياسية لتعزيز التعاون المشترك، واستثمار الفرص المتاحة في مختلف القطاعات.
العلاقات الاقتصادية: من التقارب إلى الشراكة
شهدت العلاقات الاقتصادية بين بغداد والدوحة تحسناً ملحوظاً بعد عام 2017، وتزايدت الزيارات الرسمية والوفود التجارية بين الجانبين، ما ساهم في تمهيد الطريق لتوسيع التعاون في مجالات متعددة، لا سيما في التجارة، الطاقة، البنية التحتية، والاستثمار العقاري.
حجم التبادل التجاري
على الرغم من أن حجم التبادل التجاري لا يزال محدوداً مقارنةً بإمكانات البلدين، إلا أنه شهد نمواً تدريجياً. تستورد العراق من قطر مواداً متنوعة من بينها البتروكيماويات، منتجات الحديد والصلب، المواد البلاستيكية، والأجهزة الكهربائية. في المقابل، يسعى العراق إلى تصدير منتجات زراعية وصناعية خفيفة، إضافة إلى النفط ومشتقاته في إطار التبادل التجاري أو المشروعات الاستثمارية المشتركة.
القطاعات ذات الأولوية
• الطاقة: قطر، باعتبارها من أكبر منتجي الغاز الطبيعي، يمكن أن تلعب دوراً مهماً في دعم قطاع الطاقة العراقي من خلال نقل الخبرات أو المساهمة في مشروعات الغاز المسال ومحطات توليد الطاقة.
• الزراعة والصناعات الغذائية: العراق يمتلك قدرات زراعية كبيرة بحاجة إلى تطوير، بينما تمتلك قطر اهتماماً بالأمن الغذائي، ما يجعل التعاون في هذا المجال خياراً استراتيجياً.
• الاستثمار والبنى التحتية: أبدت شركات قطرية اهتماماً متزايداً بالاستثمار في مشاريع البنى التحتية بالعراق، خصوصاً في مجالات الإسكان والنقل.
التحديات والمعوقات
رغم الفرص الكبيرة، تواجه التجارة البينية تحديات عديدة مثل:
• عدم استقرار بعض المناطق في العراق.
• البيروقراطية والإجراءات الجمركية.
• ضعف البنية التحتية اللوجستية.
• الحاجة إلى اتفاقيات واضحة تحكم حركة السلع والاستثمار.
آفاق مستقبلية
تتجه النية بين الجانبين إلى توقيع اتفاقيات تجارية واستثمارية لتعزيز التبادل، وتفعيل مجلس رجال الأعمال القطري العراقي المشترك. كما يُتوقع أن تفتح المعارض والمنتديات الاقتصادية الباب أمام بناء شراكات تجارية استراتيجية تعود بالنفع على البلدين.
واخيراً فإن
العراق وقطر تمتلك المقومات اللازمة لبناء علاقة تجارية متينة ومستدامة، شريطة إزالة العوائق الإدارية والأمنية، وتوفير بيئة قانونية واستثمارية مشجعة. إن تعزيز التجارة البينية لا يحقق فحسب نمواً اقتصادياً، بل يعزز أيضاً الاستقرار الإقليمي والتكامل العربي.
وستبقى دولة قطر عمق العرب المهم والاستراتيجي شاء من شاء وابى من أبى .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى