ليس مجاملة، بل استنادًا إلى مواقف واضحة، متكررة، ومنهجية في دعم السلام، ونصرة الشعوب، وحماية الضعفاء، وتفكيك الأزمات بدلًا من تغذيتها.
لماذا يستحق أمير قطر جائزة نوبل للسلام؟
في عالم تتسارع فيه الحروب، ويزداد فيه خطاب الكراهية والاصطفاف، يبرز قادة قِلّة، اختاروا أن يكونوا وسط نيران السياسة… نقطة سلام.
وفي مقدمة هؤلاء، يقف أمير دولة قطر، سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ليس كمجرّد قائدٍ خليجي، بل كصاحب دور إقليمي وإنساني ودولي واضح في دعم السلام وإنهاء النزاعات.
أولًا: الوسيط النظيف في أخطر أزمات المنطقة
1. الوساطة في أفغانستان (طالبان – أميركا – العالم)
قطر لم تكن مجرد مضيفة للمفاوضات… بل ضمنت بيئة تفاوض غير منحازة جمعت طالبان والولايات المتحدة والعالم،
وأنتجت اتفاق الدوحة 2020، وهو أبرز اختراق سياسي في تاريخ الحرب على أفغانستان منذ 2001.
> شهادة دولية: الخارجية الأميركية وصفت قطر بـ”الحليف الأساسي” في إنجاز الاتفاق.
2. التهدئة في غزة
منذ أكثر من 10 سنوات، تقوم قطر بدور رئيسي في:
إعمار غزة
تقديم مساعدات شهرية للفقراء
تمويل مشاريع إنسانية بلا تدخل سياسي
التدخل الدبلوماسي في كل حرب لوقف القتال وحماية المدنيين
في الحرب الأخيرة 2023، كانت قطر من الدول القليلة التي تواصلت مع كل الأطراف لوقف إطلاق النار، مع دعم إنساني عاجل بقيمة عشرات الملايين.
3. مشاركة في إنهاء أزمات لبنان –
قطر كانت الوسيط الصادق في ملف رئاسة الجمهورية اللبنانية، واحتضنت مفاوضات سابقة.
كل الأطراف اللبنانية تعترف أن قطر لم تدعم طرفًا ضد طرف، بل سعت لاستقرار حقيقي.
ثانيًا: دعم الشعوب
في كل الأزمات العربية:
في ليبيا، دعمت قطر ثورة الشعب وقللت مخاطر الحرب الأهلية الدموية
في سوريا، وقفت مع الشعب المهجّر، واحتضنت المعارضة، وقدّمت أكبر مساعدات إنسانية.
في السودان، أدانت العنف وسعت للمصالحة بين الأطراف.
> هذا الدور لم يكن مجانيًا سياسيًا… بل تعرّضت قطر لحصار من جيرانها بسبب مواقفها الأخلاقية، لكنها لم تغيّر موقفها من الشعوب.
ثالثًا: ثقافة السلام والرياضة والإعلام الحر
1. كأس العالم 2022 – احتفال بالاختلاف
قطر استضافت أول كأس عالم في دولة عربية،
ووجّهت للعالم رسالة:
> “نحن نختلف… لكن يمكن أن نتعايش بسلام وكرامة”.
كأس العالم كان مناسبة جمعت الشرق بالغرب دون تصادم، وأظهرت نموذجًا لحوار الثقافات لا صراع الحضارات.
2. شبكة الجزيرة – منبر الحقيقة
الجزيرة، رغم ما تتعرض له من هجمات، كانت دومًا:
صوتًا للضحايا
منصة للشعوب
ساحة للجدل والحوار بدل السلاح
وهذا جزء من مشروع السلام الثقافي الذي ترعاه قطر منذ سنوات.
رابعًا: لغة الخطاب السياسي القطري = سلام لا عنجهية
الشيخ تميم، في كل خطاباته بالأمم المتحدة أو المؤتمرات الدولية، يقدّم خطابًا متّزنًا، يرفض الحرب، ويُذكّر بالقانون الدولي، ويدعو للعدالة.
> لا تهديد، لا تطاول، لا تخوين… بل لغة احترام وتوازن ودعوة للحلول.
– خامسًا: المساعدات الإنسانية دون شروط سياسية
قطر هي من الدول القليلة التي:
تقدم مساعدات في اليمن، سوريا، لبنان، غزة، أفغانستان، تركيا، المغرب، ليبيا…
دون أن تربط ذلك بتدخل سياسي أو ولاء.
وهذا نادر في زمن أصبح فيه الدعم الإنساني سلاحًا سياسيًا.
الخلاصة: نعم، أمير قطر يستحق نوبل للسلام
ليس لأنه فقط توسط…
بل لأنه حافظ على ثبات أخلاقي، بينما تغيّر الجميع.
لأنه آمن أن السياسة ليست تجارة، بل مسؤولية إنسانية.
لأنه وضع بلاده في موقف العقلاء، لا المنتصرين.
وإذا كانت جائزة نوبل تُمنح لمن أطفأ نارًا، أو حمَى شعبًا، أو جمع خصومًا، أو قال لا حين كان “السكوت خيانة”… فأمير قطر أهلٌ لها .
* صحفي من أبناء سيناء
داعٍ للسلام ومحب لصناعة