السعودية وقبرص ! – حسان عبد الله عبد الغني

قلت لعقلي : كيف يدعم السعوديون قبرص عدوة تركيا نكاية في تركيا، وهم في مستنقع يستجدون احد أن ينقذهم ؟
‏قلت هذا التساؤل مع علمي ويقيني ان السعودية هي من اعتدت على تركيا في دعم الانقلاب والاكراد بالسلاح والتلاعب بعملتها وقتل خاشقجي لإتهام تركيا بقتله زوراً وبهتاناً ، وان تركيا تدافع عن نفسها ولم تهاجم السعودية وتريد اظهار الحقيقة ليس الا !

فقال‏ عقلي الباطن ان هناك احتمالاً أن الامارات المتحكمة في السعودية هي من يقف وراء ذلك لأنها تديرها وبالتالي تحقق أهداف الصهيونية في نشر العداء بين المسلمين وابعاد تركيا عن إنقاذ الخليج خلال المرحلة المقبلة، فتركيا وباكستان هما خطا دفاع.
وتعدى عقلي الباطن مستوى التفكير العادي وقال لي : ان هناك  تحالفاً سرياً بين السعودية وتركيا وان تركيا لاتستطيع الدخول لليمن بدون اي عذر حتى لاتكسب عداء الغرب ، فاتفقوا مع السعودية في دعم قبرص وبالتالي نكاية في السعودية ستقوم تركيا بالدخول في اليمن وانقاذ السعودية.
لم استوعب، فقال لي : ماتراه من أحداث هي سياسة لتحقيق أهداف لاتستوعبها، فمثلا السعودية والامارات لم يستطيعا غزو اليمن بدون عذر ، فقاموا بتسليح الحوثي ودفعوه ليقاتل حزب الاصلاح، والهدف هو التخلص من الاصلاح، بينما الهدف الحقيقي هو جعل الحوثي يستولي على اليمن وبالتالي غزو اليمن بحجة سيطرة الحوثي.!
وعاد عقلي الباطن ليقول لي ان كل هذا‏ هدفه الوصول الى هدف آخر ‏ وهو تقسيم اليمن وتفتيته لعدة دول حتى يكون ضعيفاً ، وبالتالي يذهب الخطر عنهم،
‏وكذلك الإستيلاء على خيراته ومنعه من انتاج الغاز والبترول حتى لايضخ كميات في السوق فيتأثر السعر العالمي وبالتالي يخسرون المليارات . فمن يريد تحقيق أهدافه لابد ان يضع شماعة كما تفعل أمريكا ، فيتم تحريك الشماعة للوقوع في الفخ ومن ثم اتخاذه حجه لتحقيق الهدف.
‏رجع عقلي الباطن وقال لي : ” لاتضحك ، فثمة إحتمال ان يكون هناك تحالفاً سعودياً تركياً ، وقضية قبرص هي لاعطاء تركيا حجة للدخول لليمن بحجة دعم اليمنيين ضد السعودية نكاية في السعودية نفسها “.
قلت له : ربما تقول هذا الكلام ليصل البيت الابيض كخبث منك لدق أسفين بين أمريكا والسعودية من خلال إظهار ان السعودية تخونهم مع تركيا وبالتالي التخلص من بن سلمان ” . ‏وقلت له أيضاً : لاتستبعد ذلك ، واذا تكلمنا في السياسة فستظهر حكايات أخرى ولن ننتهي !
هذه حكاية من حكايات العقل الباطن.. وطالما ان السياسة كما يعرفها الكثيرون كمصطلح هي ” فن الممكن ” فقد تصيب واحدة من استنتاجات عقلي الباطن حتى اذا اعتبرها البعض من المستحيلات ، والله أعلم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى