ابن زايد ..عدو الشعوب العربية – خالد بن علي الكواري

بداية من ثورات تونس ومصر وليبيا عام ٢٠١١ كان الشغل الشاغل لولي عهد أبوظبي هو تدمير تلك الثورات وقتل أحلام الشعوب التي تحلم بالحرية وكرامة العيش والعدالة الاجتماعية والحصول على أبسط حقوقها.
وأكبر مثال ذلك ما فعلته الإمارات في الثورة المصرية التي انطلقت بعد عقود من السطوة العسكرية لأرض الكنانة والتي أدت بعد عام من انطلاقها الى انتخابات نزيهة لأول مرة في تاريخ مصر الحديث والتي جاءت ولأول مرة أيضاً بأول رئيس مدني شرعي منتخب وهو الشهيد الرئيس محمد مرسي عليه رحمة الله، وفور استلام الرئيس المصري لمهامه تدخلت هنا أيادي العبث الإماراتية وضخت المليارات لشراء الولاءات في الجيش ونشرت الفوضى لقتل الحلم الديمقراطي.
وكما نرى الوضع الحاصل في مصر من غلاء معيشة وتدهور الأوضاع الاقتصادية وانهيار الجنيه كلها نتائج انهيار ذاك الحلم واستفادة المصريين من خير وثروات بلادهم.
ولم يقتصر الدور الإماراتي على مصر بل قفز أيضا الى ليبيا وعمل على زرع المؤامرات بين الشعب الليبي والذي تخلص من الديكتاتور القذافي بعد أربعة عقود من الجبروت والتضييق على الناس، ولم يجد النظام الاماراتي أفضل من الأسير حفتر لتنفيذ مشروع تدمير ليبيا وسفك الدماء الليبية رغم وجود حكومة شرعية في طرابلس معترف بها دولية كان الاولى دعمها ومساعدتها على الوقوف لمستقبل ليبي افضل.
كما يبرز لنا بشكل جلي وواضح ما تفعله الامارات في اليمن وكيف تسعى لتقسيمه ونهب ثرواته ورمت بكل ثقلها في أرض اليمن مالياً وعسكرياً وقامت بضرب القوات الشرعية رغم دخولها تحت غطاء دعم اليمن ودعم الشرعية وهي اول من خان اليمن والشرعية ودعم الانفصاليين وما يسمى بالمجلس الانتقالي.
وفي هذا السياق وعلاوة على الأمثلة السابقة فإن جهاز مخابرات محمد بن زايد نشط في اغلب الدول العربية وما يزرعه في فتن في دول كتونس التي أيضا بالكاد تنفست هواء الحرية والمغرب التي وقفت ضد حصار قطر الأمر الذي اصاب ابن زايد بنوبة غضب ، وما رأيناه في الصومال من عدم استقرار للدولة ودعم للمليشيات المتمردة وضخ الملايين عبر الطائرات.
وأيضا لا يمكن أن نغفل ما فعله النظام الاماراتي منذ انفجار الشعب السوداني وقيامه بكل حزم ضد الديكتاتورية وطلبه العيش بكرامة، فقام الاماراتيون على الفور بفرق المخابرات صاحبة الخبرة في قتل الشعوب واحداث الفتن والدسائس وأعطت أوامرها للمتحكمين آنذاك بقطع الانترنت وفصل السودان عن العالم الخارجي والانطلاق في قتل المتظاهرين وتصويب فوهات البنادق لصدور الشعب الثائر.
وأخيراً وليس آخراً نتحدث عن الشأن السوري بعد ثمان سنوات من التهجير والمذابح التي قام بها نظام الأسد في حق الشعب السوري الأعزل هرولت الإمارات لإعادة فتح سفارتها في دمشق واعلان تعاونها الكامل مع نظام استهتر بدم شعبه ونسف حريته.
ختاماً أقول بأن الشعوب وإن بدا عليها الوهن والضعف فإنها حتماً ستقوم من جديد وستحاسب كل الأيادي العابثة في أوطانها وأمنها وسيكون الجزء الأكبر من المحاسبة لولي عهد أبوظبي المريض نفسياً المحب للفوضى والتدمير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى