شهد العراق، اليوم الأكثر دمويّةً منذ انطلاق الاحتجاجات الثلاثاء، والتي راح ضحيّتها 44 شخصاً خلال مواجهات عنيفة غير مسبوقة بين المحتجّين والقوّات الأمنيّة.وفي وقتٍ كانت التظاهرات تملأ ساحات في عدة مدن عراقية، خرج رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، بخطاب متلفز إلى العراقيين، تعهد فيه بتلبية مطالب المحتجين، لكنه قال إن حكومته “لا تمتلك حلولاً سحرية لتحقيق أحلام المواطنين في عام واحد”.وفي كلمته التي ألقاها قبل فجر الجمعة وبثها التلفزيون الرسمي تعهد رئيس الوزراء العراقي بالاستجابة لكل مطالب المتظاهرين المشروعة.وأضاف: “نحن متمسكون بالدستور وعلينا إصلاح المنظومة السياسية، ونتحمل مسؤولية قيادة الدولة في هذه المرحلة الحساسة”.
وقال: “شكّلنا لجاناً من أجل إطلاق سراح المحتجزين من المتظاهرين واعتبار ضحايا المظاهرات شهداء”.وقال عبد المهدي: “نحن اليوم بين خياري الدولة واللادولة”، داعياً لإعادة الحياة إلى طبيعتها في كافة المحافظات واحترام سلطة القانون.وأضاف: “خضنا تجارب كبيرة حتى وصلنا إلى مسيرة ديمقراطية، ونريد أن نخدم ونعمل بإخلاص”، داعياً المتظاهرين “لعدم الالتفات إلى دعاة اليأس ودعوات العودة إلى الوراء، وكذلك لدعوات عسكرة المجتمع”.وإذ يبدو الحراك عفويّاً، قرّر الزعيم الشيعي مقتدى الصدر وضع ثقله في ميزان الاحتجاجات، داعياً أنصاره الذين سبق أن شلّوا مفاصل البلاد، عام 2016، باحتجاجات في العاصمة، إلى تنظيم “اعتصامات سلميّة” و”إضراب عام”، ما أثار مخاوف من تضاعف التعبئة في الشارع.