من
الطبييعي ان اي دولة لها عدو مؤكد وعدو محتمل ، وتبني استراتيجياتها العسكرية على
وفق تلك المعطيات وتعمل مناوراتها العسكرية بناء على الأحداث السياسية التي من
المحتمل ان تتحول الى احداث عسكرية ..
والمعروف ان أي عمل عسكري يسبقه عمل سياسي ومن ثم الهجوم الاعلامي
حيث ترتفع وتيرته تدريجياً ويتم خلاله وضع الخطط السياسية والعسكرية والحسابات
الاستراتيجية للدول ومنها على وجه التحديد السياسة الداخلية والخارجية وخلق
التحالفات ضد العدو وحساب الخسائر في الأرواح والمعدات والمكاسب السياسية
والعسكرية وغير ذلك من الأمور .
وكل منا يعرف مدى العداء المستمر بين أمريكا وايران، والكل
يتساءل: هل ستضرب أمريكا ايران ام لا ؟
واعتقد ان أمريكا تهدد دول الخليج وبالذات السعودية بالعداء
الايراني ، ويجب عليها ان تدفع حتى تحميها أمريكا وينتج عن ذلك بروباغندا اعلامية
وسياسية ومناورات عسكرية. ومن الطبيعي انه في حالة الحرب بين دولة واخرى، يجب على
الدولة تأمين مراكز القيادة عن نظر ونار العدو ، وكانت آخر مناورات القوات
الامريكية في المنطقة نقل قيادتها من العديد الى أمريكا كمناورة عسكرية لو حصل
اشتباك مع أمريكا حتى تبعد تلك القيادة من الصواريخ الايرانية الضاربة .
وقد صرحت احدى الصحف الامريكية بان القوات الامريكية ستنقل
قيادتها من العديد بصفة نهائية، وجاء نفي القيادة الامريكية لهذا الخبر وكما قلت
سابقا انها مجرد مناورة . ولكن قد يتساءل البعض : ماذا لو نقلت القوات الأمريكية
او حتى التركية لقوتهما من قطر لو تغير اردوغان ؟
هنا أجيب بوضوح: ان مايربط الدول هو تعهدات ومواثيق ومصالح
مشتركة ، وليس اسم شخص مهما كان الشخص ، وعلى أية حال فقطر دولة لها قيادتها التي
تضع في حسبانها كل الاحتمالات وكانت بلادي في السابق تعتمد اعتماداً كلياً على
الأمن الخليجي المشترك ، ولكن بعد الاعتداء ونية الغدر من جيراننا وشركائنا
الاستراتيجيين صار من الطبيعي ان تتغير استراتيجية بلادي من الدفاع الخليجي
المشترك اولا الى الحماية الذاتية لمكتسباتها وأمن اشعبها .
بل ان الهم الأول لبلادنا أصبح العمل على خلق التحالفات واعادة
تنظيم قواتنا المسلحة وتسليح جيشنا بأحدث الأسلحة وبناء قوات تعتمد اعتماداً كلياً
بالدفاع عن نفسها ، وظهر ذلك جلياً في تصدي بلادنا لمحاولة غدرهم الأولى عام 2014
، والكل يعرف ان بلادنا وصلت الآن ولله الحمد الى مستوى ممتاز من التسليح والكثافة
النارية الدفاعية لجميع صنوف القوات المسلحة البرية منها والجوية والبحرية والدفاع
الجوي ..
ويعرف المتابعون مدى وصدق ما أقول في هذا الشأن ، ولا يمنع ان
نخلق تحالفات أخرى في وقت الحاجة وهذا العمل تقوم به أكبر دول العالم . وعلى سبيل
المثال ماقامت به اخيراً امريكا بخلق تحالفات بحرية وما تقوم به دول حلف الناتو
وشمال الأطلسي ودول اخرى في حلف وارسو فضلاً عن قيام دول أخرى بتشكيل حلف سياسي
وعسكري لمواجهة حلف الناتو .
وأخيراً أقول ان ماحصل من جدل بخصوص نقل القيادة الامريكية
قوتها من قاعدة العديد العسكرية لم يكن سوى محض إشاعة ، وان قيادتنا وبعد ان أثبتت
شجاعتها الفائقة في مواجهة الحصار ومحاصرة نتائجه وتداعياته على مدى العامين
المنصرمين قادرة ان تضع حساباتها للقادم من الأيام وانها ماضية باذن الله من نصر
الى آخر .
عاشت قطر وشعبها وعاش تميم المجد.