اسألوا حكامكم : أين الشروط ال 13 ؟

في الصميم – مبارك بن محمد الخيارين

يجب ان يسأل الشعب السعودي قادته ، الآن وبعد مضي مايقارب الثلاث سنوات على حصار قطر براً وبحراً وجواً وتسخير اعلامها ، والهجوم بأبشع الصور والألفاظ وجلب أرغوزات قطرية وتسويقهم امام الشعب السعودي على انهم الحكام الجدد في قطر ، وتجميع القبائل وتجييشهم بالعرضات والخيل والسيوف والرماح لغزو قطر..
ولا ننسى الأغاني والأوبريتات التي حشدت فيها أكبر فناني السعودية ، بمشاركة مجموعة من مرتزقة العراق وتوعدهم بعدم اقامة كاس العالم 2022 في قطر ، وتجهيز مئتين سيارة جيب حسب إدعاء سعود القحطاني لغزو قطر بها ..
وهناك الشروط ال 13 والتي وضعوها واهمين لإجبار قطر على الرضوخ والإستسلام ، فضلاً عن تصريحات الجبير وزير الخارجية والتي زعم فيها ان بلاده سوف تأمر جمعية سلمان الخيرية بان تقوم بالتصدق على شعب قطر ، ومنع المواطنين القطريين من الحج والعمرة وتشتيت الأقرباء بين الدولتين ..
كل هذي المسخرة التي هي ليست من أفعال دول بل أفعال صبيان مراهقي سياسة ، والآن وبعد ظهور بوادر المصالحة بين قطر والسعودية نقول : ألا يحق للشعب السعودي ان يسأل حكامه : هل حققتم أيّاً من الشروط المذكورة سابقاً ، او حتى شرطاً واحداً من شروطهم الثلاثة عشر ؟
وهل يعي الشعب السعودي الآن انه شعب مغيّب من قيادة سياسية مراهقة تأخذه الى هاوية سحيقة بتعليمات محمد بن زايد ؟
طبعاً لا أوجه السؤال نفسه الى أهل ساحل عُمان، لان هذه الدولة النتوء – كما قلتها سابقاً – تأخذها من قطر الغيرة وعقدة النقص ، وتجاوزت قيادتها السياسية فخلافات الدول وحتى خلافات الرجال لم يعرفوا ابجدياتها ، لأن الرجال تختلف وتتحارب وتتصالح ، ولا تدخل في الأعراض او المحارم ، وقيادة ساحل عمان تفتقد لأقل وأبسط أنواع الشرف ، ولذلك فهي ليست في قاموسنا. اما البحرين فلا نعتبرهم دولة ، لانهم يفتقدون مقومات الدول بكل مقاييسها ، وقيادتها مجرد نباحة يتم تسكيتها برمية العظم لها ، في حين لا نعترف أصلاً بمصر السيسي وقيادتها لانهم مجرد حرامية انقلابيين على الشرعية ومغتصبين للسلطة !
ان المراقب لمشهد الحصار سرعان ما يحد ان بلادنا وقيادتنا ملتزمة بسيادة القانون الدولي، في كل منعطف من منعطفات الأزمة الخليجية ، وكان من المفروض ان تتحلى القيادة السعودية بالحكمة والشجاعة ليعترفوا بأخطاء الماضي ويتخلوا عن كل ما ارتكبوه بحق شعبنا وأهلنا من اجراءات تعسفية منها إغلاق المعبر البري الوحيد لقطر، وإغلاق المعابر الجوية والبحرية، وطرد جميع القطريين من الأراضي السعودية ومن ضمنهم (معتمرو بيت الله الحرام في شهر رمضان المبارك لعام 1438 هجرية)، هذا بالإضافة إلى استمرار الممارسات العنصرية ضد قطر وشعبها بكل طريقة ممكنة.
والغريب ان السعودية تزعم أنها ترحب بالقطريين في أراضيها، بينما تم تسجيل عدد من حالات الإخفاء القسري لمواطنين قطريين في المملكة، بينما تصر السعودية ومعها دول الحصار على تكرار أسطوانة دعم الإرهاب المشروخة والتي لم يصدقها أحد في العالم.
فقد قدمت قطر أدلة على الانتهاكات الأساسية والمقلقة للغاية لاتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، وتضمنت هذه الأدلة توثيقا بأن المملكة العربية السعودية فرقت بين أطفال وذويهم، وبين أزواج وزوجاتهم، ومزقت عوائل في المنطقة..
والمضحك المبكي ان السعودية وبعض دول الحصار كانت قد جرمت بعض أشكال التعاطف مع قطر، ومنها التهديد بأن أي انتقاد لسياسات السعودية التعسفية ضد قطر، قد يعرض الشخص لعقوبة الحبس لمدة تصل إلى خمس سنوات ، علماً ان تجريم التعاطف مع قطر يعد جريمة ضد حق حرية التعبير وأدى بلا شك إلى خلق مناخ من الخوف للقطريين وأقاربهم وأصدقائهم غير القطريين.
وأخيراً نقول ، مهما يحصل فاننا لم ولن ننسى دسائس ومؤامرات دول الحصار التي حاولت غزونا، وظلت تزعم كذباً : صبرنا عليكم 20 سنة ونحن الذي صبرنا عليهم اكثر من 35 سنة ” !
عاشت قطر وشعبها ، وعاش تميم المجد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى