شكوك إيرانية مشروعة من نوايا مكشوفة

كلنا يتذكر ما حصل قبل اربع سنوات ، وتحديداً في مايو من عام 2018 عندما أعلن الرئيس الأمريكي السابق ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015 وإعادة العمل بالعقوبات المفروضة على طهران. ويومها اعلن ترامب في كلمة ألقاها من البيت الأبيض أن الولايات المتحدة تنسحب من الاتفاق النووي الإيراني” واصفا إياه بالـ”كارثي” ، كما وقع أمرا رئاسيا للبدء بإعادة العمل بالعقوبات الأمريكية على طهران، في خطوة اعتبرها المراقبون يومذاك بانها ستترك تداعيات واسعة على إيران والعلاقات الأمريكية الأوروبية.

نعود لنقول ان ترامب الغى هذا الاتفاق ، ولم تحرك الدول الاوروبية ساكناً ، ولم تهتم بهم ايران ، وبعد مجيء بايدن أراد العودة هو واتباعه من الاوروبيين للاتفاق ولكن مواقف ايران القوية والثابتة والملتزمة فرضت شروطاً ومطالب تضمن عدم تكرار ماحصل ، ومنها ضرورة ان تلتزم الدول باتفاقياتها.. ولكن وسط هذا التداعيات ، يتوجه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، الى اسرائيل ليأخذ التعليمات منها بخصوص تقريره ضد ايران ، وهذا بلا شك عمل منحاز لاسرائيل التي هي ليست طرفاً في اي حوار او اتفاق مع ايران الأمر الذي جعل ايران تبدي الشكوك والريبة من هذه الزيارة المشبوهة والتي بررها غروسي نفسه انها كانت لتطمين اسرائيل حتى لاتقوم بتوجيه ضربة لايران ، وهو ادعاء كاذب وغير موضوعي لان ايران لديها الامكانيات بالدفاع عن نفسها وهذا العمل الذي قام به ليس من اختصاصه ولا من اختصاص وكالة الطاقه النووية.

لقد كان الأولى من غروسي ان يطلب التفتيش على مفاعل ” ديمونة ” وهذا هو صميم عمله وليس القيام بوساطة سياسية ، ذلك ان إسرائيل لا تخضع لعمليات التفتيش وعلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة ان تفرض عقوبات عليها جراء رفضها التفتيش.

فالكل يدرك ان هناك قلقا عميقاً يسود منطقتنا بشأن وجود برنامج أسلحة نووية إسرائيلي ، وعلى الولايات المتحدة ان تعيد النظر بالمعايير المزدوجة التي تتبعها من خلال تجاهل برامج الأسلحة الإسرائيلية ، فلابد لإسرائيل من التوقيع على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية وتسليم أسلحتها النووية من أجل تعزيز السلام في الشرق الأوسط ، وترك الاسطوانة المشروخة التي تهاجم فيها مواقف ايران وقلقها المشروع من هذا الملف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى