المراقب للمشهد الأمريكي الآن بعد قرار الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن باختيار الدبلوماسي المخضرم أنتوني بلينكن لشغل منصب وزير الخارجية في إدارته يدرك ان ثمة مواقف عديدة ستطفو على سطح الخارجية الأمريكية في العهد الجديد.
فالوزير الجديد كتب مقالاً في صحيفة نيويورك تايمز بعد حصار قطر مباشرة انتقد فيه الحصار وأكد ان ترامب يغرد أولاً ثم يطرح الأسئلة لاحقاً .
وقد شخص بلينكن الأخطاء الفادحة التي ارتكبها ترامب في تعامله ودعمه لدول الحصار ومنها قوله : «على ما يبدو، زيارة ترامب للسعودية وإبداء الدعم غير المشروط للمملكة، شجعهم على اتخاذ هذه الخطوة (قطع العلاقات مع قطر) .
ويقول المراقبون ان بلينكن سيكون وزير خارجية قويا للولايات المتحدة. والى جانب خبرته الواسعة في السياسة الخارجية فهو «على علاقة جيدة بالرئيس ما سيتيح له إيصال الحقيقة للسلطة» .
ومن ضمن المواقف التي أطلقها بلينكن في السنوات الماضية، فإنه قال عام 2017، في تصريحات لـ«سي أن أن» إن «الرئيس ترامب كان يتحدث عن إنشاء حلف ناتو عربي عندما كان في السعودية، والآن (مع الأزمة القطرية) نرى مدى صعوبة ذلك، لأن هناك دولا لديها مصالح مختلفة».
كما سيكون بلينكن أحد أقطاب الإدارة الجديدة التي تباشر عملها رسميا فور تنصيب الرئيس المنتخب في 20 يناير بواشنطن. فهو بلا شك ممن وصفهم “العم جو” بأنهم “مبدعون وخلاقون” وقال فيهم إنهم “اختبروا الأزمات”. ولا شك أيضا أن شعار “أمريكا أولا” سيظل في خانة “الأشياء المفقودة” التي لا يكترث بها الفريق الجديد بالعاصمة الفدرالية.
ويتميز أنتوني بلينكن (58 عاما) بقربه من الرئيس المنتخب على مدى سنوات. فقد كان أحد المستشارين الرئيسيين للسيناتور جو بايدن عندما كان رئيسا للجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ. ولدى تولي باراك أوباما الرئاسة في 2009، شغل بلينكن منصب مستشار الأمن القومي لنائب الرئيس ثم نائبا لمستشار الأمن القومي للرئيس، ليصبح في 2014 نائبا لوزير الخارجية جون كيري.
ويعزي بعض المتابعين للشأن الأمريكي انطلاق مسيرة بلينكن السياسية إلى مطلع تسعينيات القرن الماضي عندما انتقل من مهنة الصحافة (التي مارسها لوقت قصير في صحيفة “الجمهورية الجديدة”) إلى البيت الأبيض حيث أصبح محرر خطابات الرئيس الديمقراطي السابق بيل كلينتون في مجال السياسة الخارجية.
ولأجل إصلاح الأضرار التي ألحقها دونالد ترامب بالسياسة الخارجية الأمريكية، تبرز من الآن ثلاثة عناوين في أجندة أنتوني بلينكن: إعادة بلاده إلى اتفاقية باريس للمناخ وإلى عضويتها في منظمة الصحة العالمية، وإنعاش الاتفاق النووي مع إيران الذي شارك في صياغته إلى جانب كيري.