جهود محورية للدوحة في أصعب عملية إجلاء في التاريخ.. الدور الحيوي يعزز مكانة قطر في 2021

ذكر موقع الشرق أن عام 2021 قد شهد تطورات متسارعة على الساحة الأفغانية منذ عودة حركة طالبان إلى مقاليد السلطة في الـ15 من أغسطس الماضي، ولعبت دولة قطر الدور المحوري الأبرز خلال تلك التطورات، لاسيما في عمليات الإجلاء وحركة الطيران في أفغانستان، التي لاقت إشادات دولية واسعة. وتستمر الدوحة في بذل جهودها الحثيثة كوسيط حيادي وموثوق لتعزيز التوافق الدولي حول أفغانستان، من خلال مواصلة تعاونها وتشاورها مع كافة الدول الحليفة والصديقة لدعم الشعب الأفغاني والتوصل لحلول مستدامة، وذلك انطلاقا من إيمانها الراسخ بجدوى الحوار والتواصل لفض النزاعات والخلافات الدولية سلميا. كان اقتراب القوات الأمريكية من استكمال آخر مراحل انسحابها في الـ31 من أغسطس الماضي، تنفيذا لاتفاق الدوحة التاريخي المبرم في 29 فبراير 2020، مرحلة دقيقة في أفغانستان، شهدت فيها البلاد حربا طاحنة بين القوات الأفغانية وحركة طالبان، وتصاعدت حدتها مع اتساع رقعة نفوذ طالبان، التي عادت إلى الحكم بعد عقدين من الزمن. وقبل يوم من سيطرة الحركة على العاصمة الأفغانية، انطلقت من مطار كابول أسرع عمليات إجلاء جوي مشحونة بالتوتر وسط تهديدات أمنية، نظرا لاقتراب السقف الزمني المحدد لتوقفها من خط النهاية، وقد وصفها الرئيس الأمريكي جو بايدن، بأنها أصعب عملية إجلاء في التاريخ. ولعبت دولة قطر الدور المحوري الأبرز خلال تلك العمليات، من خلال إقامة جسر جوي أمَّن عبور أكثر من 120 ألف شخص بين الرعايا الغربيين والأفغان الراغبين بمغادرة بلادهم، كما استقبلت عشرات الآلاف قبل نقل أغلبهم إلى الوجهة التي يقصدونها، فضلا عن نجاح الفرق الفنية القطرية المختصة في عمل إصلاحات جزئية لمطار كابول بهدف إتاحة وصول المعونة الإنسانية الحيوية وتسهيل حركة الأشخاص.


وفي إطار دعمها الإنساني السخي للشعب الأفغاني، أقامت الدوحة جسرا جويا لنقل عشرات الأطنان من المساعدات الإغاثية العاجلة وإمدادات أخرى، مؤكدة التزامها بالتعاون والتنسيق القائم مع الأمم المتحدة للتصدي للأوضاع الإنسانية في أفغانستان. وخلال سبتمبر الماضي، حطت في مطار حمد الدولي أول رحلة تجارية دولية تنطلق من مطار كابول منذ انسحاب القوات الأجنبية، معلنة أن المطار بات جاهزا للملاحة الدولية بعد تمكن الفرق الفنية القطرية من إعادة تشغيله وإصلاح الأضرار التي لحقت به أثناء انسحاب القوات الأمريكية، وذلك انطلاقا من إيمانها بضرورة حماية المدنيين وتوفير ممرات آمنة وضمان حرية التنقل ووصول المساعدات الإنسانية.
وتواصل الدعم القطري للشعب الأفغاني، الذي يعيش أوضاعا معيشية صعبة منذ توقف الدعم الخارجي وتجميد الأصول الأفغانية بالخارج، في ظل تحذيرات دولية من كارثة إنسانية وشيكة في أفغانستان، حيث دعت قطر المجتمع الدولي إلى عدم ربط المساعدات الإنسانية بالمواقف السياسية، محذرة بدورها من أن تجاهل الأزمة هناك قد يفجر الأوضاع المتردية ويتسبب في انعدام الأمن والاستقرار، ولاقت دعواتها توافقا دوليا كبيرا، ظهر في القرارات الدولية الأخيرة الصادرة من مجلس الأمن والولايات المتحدة بتسهيل المساعدات الإنسانية، فضلا عن مواقفها الثابتة بضرورة تحقيق المصالحة الوطنية والحفاظ على المكتسبات التي حققها الشعب الأفغاني، وضمان مكافحة الإرهاب وألا تكون أفغانستان في المستقبل عاملا في عدم استقرار المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى