البشير الرئيس المظلوم !

كلنا يتذكر المشهد الذي عاشه السودان الشقيق في أبريل من عام 2019 ، عندما ظل آلاف السودانيين يخرجون للشوارع في مظاهرات مطالبين بالديمقراطية وإنهاء الأزمة الاقتصادية..
وكلنا يتذكر كيف ان صلاح قوش رئيس جهاز الأمن والمخابرات السوداني طمأن البشير في قصره أن الاحتجاجات الشعبية لا تشكل خطرا على حكمه وانه سيتم احتواؤها أو سحقها.
فدخل البشير فراشه لينام مرتاح البال ، وعندما استيقظ بعد أربع ساعات أدرك أن قوش خانه وان حراس القصر قد اختفوا وحل محلهم جنود من الجيش النظامي. وانتهى حكم البشير الذي استمر 30 عاما.
تلك ملخص القصة التي تتحدث عن انقلاب نجح بايد خفية في ان يزيح رجلاً تغلب على حركات تمرد وبقي رئيسا رغم العقوبات الأمريكية وتفادي القبض عليه بأمر من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية وجرائم حرب في إقليم دارفور.
لقد كانت السودان محاصرة ثلاثين عاماً لان الرئيس عمر حسن البشير حاول ان يحكم بالعدل والاسلام ، ولكن الم تكن الأوضاع أفضل مما هي عليه الآن من الوضع الحالي سواء بمجلس البرهان أو حمدوك او حتى بعد ما انقلب البرهان على الحكومة المدنية ؟

نعم كان وضع السودان المحاصر 30 عاماً افضل بكثير من الوضع الانقلابي المدفوع بأمر الامارات للقضاء على السودان ، فالكل يعرف ان مشكلة عمر البشير تكمن في انه كان صادقاً ومؤمناً ويخاف الله ولم يكن حرامياً او سارقاً، نعم استغل من بعض البطانة الفاسدة وكان هذا هو خطئه الوحيد وحتى بعد ما انقلب عليه المقربون منه من اجل دارهم الامارات فقط ، حاولو ان يصوروا لشعب ان لديه كمية كبيرة من الذهب والدولارات في منزله ..
لقد كانوا يصورن في نفس الوقت خزانة ملابسه وغرفة نومه المتواضعة جدا وحاولوا الاساءة له كذباً وبهتاناً.. السؤال : من كان يملك هذا الكم الهائل من الاموال ألم يكن حرياً به على الأقل ان يعمل غرفة نوم او حتى سرير جيد للنوم وكماليات منزلية ضرورية ؟
لقد حاولوا الاساءة للبشير ففضحهم الله ونفذوا تعليمات شيطان الامارات الذي هو اول من خان عمر البشير وهو يدق على ركبته ويقول سوف نعلم ابنائنا وفاء ووقفة هذا الرجل وهو والله كاذب ، ووالله انني كنت اعلم انه كاذب!
لقد امتدت أصابع الشر الاماراتية لتعبث بمصير أهلنا في السودان وتتلاعب بمقدراته وتسلم البرهان زمام امور البلاد قبل ان تتفاجأ الجماهير بدخول ” حميدتي” كعضو في المجلس العسكري وكانت صدمة مروعة ما زال الشعب السوداني واقعاً تحت تاثيرها حتي اليوم، فمن كان يصدق وقتها، ان الجنرالات الذين اطاحوا بالرئيس البشير ونظامه، جاءوا ب”حميدتي” الذي هو في نظر ملايين السودانيين اسوأ من يدير دفة البلاد، فتغير كل شيء الى الاسوأ.

كما ان شيطان الامارات هو نفسه الذي وقف وراء الانقلاب المهزلة الذي حصل في السودان والذي كان الهدف منه السيطرة على مقاليد الامور واسكات الأصوات الوطنية التي ترفض منطق الاحتماء بالمال الاماراتي .
وبسبب هذا التدخل السافر اصبحت المرحلة الانتقالية مهددة ودخلت البلاد في حالة من الفوضى غير المسبوقة، وبات المجتمع السوداني يعيش حالة من الاحتِقان والجوع وانعدام الخدمات العامّة، وتفشي الجريمة والانفِلات الأخلاقي، وحالة التمرّد تنتشر في أكثر من ولاية في الشّرق والغرب والشّمال والجنوب.
كل هذا وذاك يجعلنا نترحم على أيام البشير ، وننتقد أيام البرهان والعسكر الذين رهنوا مصير السودان بأجندات اماراتية سيئة الصيت !!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى