قال أمير دولة قطر إن بلاده مستعدة لتقديم أي مساعدة تضمن إنهاء الخلافات وتعزز أمن واستقرار المنطقة، مؤكداً أن الحوار هو السبيل الأمثل لإنهاء الأزمات، فيما قال الرئيس الإيراني رغبته في تعزيز العلاقات مع جميع دول الخليج.
وأكد الشيخ تميم بن حمد خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الإيراني، اليوم الاثنين، أنه بحث مع رئيسي عدداً من الملفات ذات الاهتمام المشترك في مقدمتها أمن المنطقة واستقرارها.
وأضاف: “أكدنا خلال نقاشاتنا أن الحوار هو السبيل الوحيد لحل كل الخلافات والتحديات التي تواجه المنطقة، ونأمل في التوصل لاتفاق يرضي كافة الأطراف ويضمن الاستخدام السلمي للطاقة النووية”.
وأشار أمير قطر إلى توقيع عدد من الاتفاقيات مع الجانب الإيراني، وأكد ترحيبه بالجماهير الإيرانية التي ستأتي للدوحة لحضور كأس العالم 2022.
وحول المفاوضات النووية بين إيران والدول الكبرى والجارية حالياً، أكد أمير قطر أن بلاده “تتابع بكل اهتمام سير مفاوضات فيينا؛ لما لهذا الموضوع من تأثير على أمن واستقرار المنطقة”.
وأضاف: “اطلعت من الرئيس الإيراني على ما وصلت إليه مفاوضات فيينا بشأن الاتفاق النووي، ونأمل أن يتم التوصل قريباً لاتفاق يرضي كل الأطراف، ويضمن حق الدول في الاستخدام السلمي للطاقة النووية”.
من جهته، قال الرئيس الإيراني، خلال المؤتمر، إن بلاده تتبادل مع قطر وجهات النظر في عدد من الملفات، بينها مكافحة الإرهاب والملف الأفغاني، مؤكداً أن هذه الزيارة تفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين.
وأكد رئيسي أنه اتفق مع أمير قطر على استغلال كل الفرص المتاحة لتوسيع العلاقات بين البلدين، وأنه يسعى لتوسيع التعاون والعلاقات مع جميع دول الخليج، وأن “دول المنطقة تتعاون من أجل الحوار وإدارة الأزمات.
ووصل الرئيس الإيراني إلى العاصمة القطرية الدوحة، اليوم الاثنين، في أول زيارة له لدولة خليجية منذ توليه الرئاسة في أغسطس الماضي.
وكان في استقبال رئيسي لحظة وصوله أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
ويزور رئيسي الدوحة للمشاركة في أعمال قمة منتدى الغاز التي تنطلق غداً الثلاثاء وتستمر يومين.
وفي تصريحات صحفية قبل مغادرته متوجهاً إلى الدوحة، قال الرئيس الإيراني: “زيارة قطر هي لتفعيل دبلوماسية الجوار، لا سيما الدول المطلة على الخليج، ونعتبر هذه الزيارة خطوة لتفعيل العلاقات بين دول المنطقة واستخدام طاقات وقدرات هذه الدول لتطوير العلاقات السياسية والاقتصادية، وعلى وجه الخصوص مع قطر، التي نملك حقولاً غازية مشتركة معها”.
وأضاف رئيسي: “هذه الزيارة تتم بدعوة من الشيخ تميم بن حمد أمير قطر بهدفين؛ الهدف الأول هو تطوير العلاقات الثنائية مع قطر، بصفتها دولة صديقة وشقيقة وجارة، والهدف الثاني المشاركة في اجتماع الدول المنتجة والمصدرة للغاز، وهو ليس الاجتماع الأول الذي تستضيفه دولة قطر”.
وكانت وكالة “إرنا” الإيرانية الرسمية قالت، يوم السبت الماضي، إن رئيسي سيصل إلى الدوحة على رأس وفد رفيع المستوى، لتوقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم.
وتأتي زيارة رئيسي لقطر في وقت تقترب فيه إيران من التوصل إلى صيغة لإحياء اتفاقها النووي الذي وقعته مع القوى الكبرى عام 2015، قبل أن ينسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عام 2018.
وتحتفظ الدوحة بعلاقات جيدة مع طهران، التي أكدت مراراً رغبتها في إصلاح علاقاتها مع دول الجوار، وخصوصاً في منطقة الخليج.
وأمس الأحد، قالت وكالة الأنباء الفرنسية إن وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أجرى زيارة غير معلنة لطهران بعد الزيارة التي أجراها أمير قطر إلى واشنطن نهاية يناير الماضي.
ونقلت الوكالة عن المصادر أن الشيخ محمد بن عبد الرحمن أجرى خلال زيارته غير المعلنة مباحثات مع الرئيس الإيراني ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان.
وقالت المصادر: إن “زيارة الرئيس الإيراني للدوحة ستبنى على زيارة وزير خارجية قطر والاتصالات لإحياء الاتفاق النووي”.
وأبدت دول مجلس التعاون مخاوف مشتركة من البرنامج النووي الإيراني، وطالبت طهران، في بيان مشترك مع الولايات المتحدة، نهاية العام الماضي، بوضع حد لتدخلاتها في شؤون المنطقة ودعمها لأذرعها.
كما دعا البيان المشترك آنذاك المسؤولين الإيرانيين إلى اغتنام فرصة مفاوضات فيينا لإيجاد حل دبلوماسي لبرنامجها النووي؛ تفادياً لأزمة قد تندلع في حال فشلت المفاوضات.