أشادت سعادة السيدة ناتالي بيكر القائم بأعمال السفارة الأمريكية لدى الدولة، بمتانة العلاقات القطرية الأمريكية مبرزة أن العلاقات بين بلدينا أصبحت أقوى من أي وقت مضى بفضل الشراكة الراسخة لمواجهة التحديات الإقليمية والعالمية. وقالت سعادتها:”لقد تم توسيع وتعميق التعاون الثنائي بين الولايات المتحدة وقطر في التجارة والتعليم والدعم الإنساني والأمن بشكل كبير في السنوات الأخيرة. وسنواصل تعميق الصداقة والروابط التجارية والتبادلات الثقافية والتعاون الأمني بين بلدينا في السنوات القادمة. جاء ذلك خلال ندوة صحفية بمناسبة الذكرى الخمسين من العلاقات الدبلوماسية بين دولة قطر والولايات المتحدة الامريكية التي تصادف يوم 19 مارس الجاري. وأضافت:” نشعر بالفخر حين نتأمل الخمسين عاما الماضية من العلاقات الدبلوماسية والروابط بين بلدينا، ونتطلع الى الخمسين عاما المقبلة وما ستجلبه للصداقة القطرية الأمريكية.
شراكة إستراتيجية
وبينت سعادتها أن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى الولايات المتحدة الأمريكية في يناير من العام الجاري، كان فرصة جدد فيها صاحب السمو والرئيس بايدن، التأكيد على الاهتمام المشترك بتعزيز الأمن والازدهار في الخليج ومنطقة الشرق الأوسط وضمان استقرار إمدادات الطاقة العالمية ودعم الشعب الأفغاني فضلًا عن تعزيز التعاون التجاري والاستثماري. مبرزة أن حضرة صاحب السمو كان أول قائد عربي يتلقى دعوة من الرئيس بايدن لعقد اجتماع وزيارة دولة الى البيت الأبيض.
وأوضحت القائم بأعمال السفارة الأمريكية،أن نتائج الزيارة مهمة للغاية حيث رحب صاحب السمو والرئيس بايدن بتوقيع اتفاقية بقيمة 20 مليار دولار بين شركة بوينج والخطوط الجوية القطرية والتي ستدعم وظائف التصنيع في شركة بوينج ومئات الموردين ذوي الجودة العالية في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأيضا في دولة قطر وهي اكبر اتفاقية في تاريخ بوينج ولذلك فهي بالغة الأهمية للولايات المتحدة وأيضا بالنسبة للخطوط الجوية القطرية.
كما أبرزت سعادتها أنه تقديرا للشراكة الاستراتيجية بين قطر والولايات المتحدة، قام الرئيس بايدن بتصنيف قطر كحليف رئيسي للولايات المتحدة من خارج الناتو، ما يوفر امتيازات عسكرية واقتصادية متنوعة لدولة قطر ليست متوفرة لغير شركاء الناتو.
وقالت بيكر، إن الشراكة الأمنية بين البلدين مهمة للكثير من المصالح المشتركة، ومن خلال هذا التعاون تم نقل عشرات الآلاف من الأشخاص المستضعفين من أفغانستان وحفظ الاستقرار في غزة وتقديم مساعدة منقذة للحياة للشعب الفلسطيني. وأيضا الحفاظ على الضغط على داعش بمنطقة الشرق الأوسط ودعم السلام والدبلوماسية في أوكرانيا ضد الغزو الروسي وعدد من القضايا الأخرى.
علاقات وطيدة
أبرزت سعادتها أن قطر والولايات المتحدة تجمعهما علاقات اقتصادية واسعة النطاق ازدهرت على مدار الخمسين عاما الماضية حيث أن الولايات المتحدة هي أكبر مستثمر أجنبي مباشر في قطر وثاني أكبر مصدر للواردات، كما أن الدوحة لديها استثمارات بمليارات الدولارات في الولايات المتحدة ويستمر تعميق وتنويع الشراكة والعمل المشترك على تحقيق رؤية قطر الطموحة لعام ٢٠٣٠ وعلى سبيل المثال، تم مؤخرا إطلاق مايكروسوفت ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مركز التميّز الرقمي في مشيرب منصة لاطلاق قدرات الأجيال المقبلة في البلدين.
وأبرزت بيكر أن الولايات المتحدة هي الشريك والمورد الرئيسي لمعدات صناعة النفط والغاز في دولة قطر وتلعب الشركات الامريكية دورا مهما في تطوير قطاع النفط والغاز وتواصل مشاركتها بشكل كبير بما في ذلك توسع قطاع الغاز. وأوضحت انه بالإضافة الى الطاقة، كان اداء الشركات الامريكية جيدا لاسيما فيما يخص الصادرات في قطاعات الدفاع والطيران والرعاية الصحية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والغذاء والهندسة والانشاءات. كما تستورد الولايات المتحدة من قطر الغاز الطبيعي المسال والالمونيوم والاسمدة وغيرها.
وحول أهمية تصنيف قطر كحليف رئيسي للولايات المتحدة من خارج الناتو، قالت بيكر إن تصنيف الحلفاء من خارج الناتو يعني مجموعة متنوعة من المزايا المالية والوصول الى خبرات تقنية وأشكال مختلفة للتعاون سواء تبادلات المستشارين العسكريين أو الأمنيين وأيضا شراء بعض المعدات العسكرية والدفاعية الامريكية الحصرية واى تعاون اخر في التشاور المتعلق بالقضايا الأمنية.
وأضافت أن هذا التصنيف يزيد تعزيز الشراكة الأمنية حيث ترتبط الدوحة وواشنطن بشراكة أمنية قوية جدا بالفعل حيث تستضيف قطر أكبر قاعدة جوية أمريكية خارج الولايات المتحدة. وهذا التصنيف سوف يعزز وصول قطر لفرص تدريب وتعزيز القدرات العسكرية لشركائنا وسيكون هناك أيضا توسيع لعلاقاتنا البحرية لذلك فانه عبر كل هذه المجالات التي يتواصل فيها تحقيق الأهداف المشتركة من أجل تعزيز الاستقرار والازدهار الإقليمي والأمن والاستقرار الدولي فان هذا التصنيف إعادة تأكيد أخرى للالتزام الثنائي لشراكة التعاون العسكري بين البلدين.
وأكدت بيكر أنه فيما يتعلق بافغانستان يتواصل التنسيق حيث إن قطر شريك أمريكا الأكثر موثوقية فيما يتعلق بالإخلاء الذي حدث في أغسطس وسبتمبر من أفغانستان وأيضا في دعم إعادة بناء الدولة بعد عدة سنوات من الأزمات والنزاع. مبرزة:” القطريون يقدمون الدعم الإنساني ونحن نساعد في ذلك أيضا ونحاول إعادة بناء الدولة اقتصاديا حتى نوقف معاناة الشعب الافغاني ويكون لديهم حق الوصول إلى الموارد وضمان أن الحكم شامل واحترام حقوق المرأة وحق الفتيات في التعليم ولذلك ستظل أفغانستان محور جهودنا المشتركة.
وأشارت إلى توقيع البلدين اتفاقية في نوفمبر الماضي تكون بموجبها دولة قطر قوة حامية للمصالح الدبلوماسية للولايات المتحدة في أفغانستان بما في ذلك الخدمات القنصلية للمواطنين الأمريكيين ورعاية منشآت السفارة الأمريكية. إلى جانب الدور المساعد للعثورعلى مسار للعودة إلى كابول دبلوماسيًا في المستقبل ولكن في الوقت الحالي، فان البعثة الأمريكية في أفغانستان تقيم في الدوحة وهذا مجال آخر من مجالات التعاون حيث تلقت دعمًا هائلاً من الحكومة القطرية.
الحوار الإستراتيجي
وذكرت سعادتها أن الحوارالإستراتيجي السنوي يتم عقده بالتناوب بين الدوحة وواشنطن وتم عقد نسخته الماضية في واشنطن وسيتم التطلع إلى النسخة المقبلة في الدوحة تكون فيه العلاقات الاقتصادية أحد المكونات الرئيسية إلى جانب مناقشة سبل زيادة تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية.
وتابعت: خاصة مع انتهاء جائحة كوفيد ١٩وزيادة حركة السفر حاليا نأمل في استضافة عدد من الوفود التجارية ودعم إرسال بعثات تجارية من قطر إلى كافة الولايات الأمريكية لذلك فلدينا مثل هذا النوع من التبادلات سواء لعرض أسواق مختلفة في الولايات المتحدة أمام المستثمرين القطريين او جلب رواد الاعمال خاصة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة من الولايات المتحدة ليتعرفوا على الفرص المتعددة المتاحة في قطر خاصة في ضوء رؤية ٢٠٣٠ والتطورات القائمة. ونعمل على الحفاظ على زخم الحوار الاستراتيجي الأخير في واشنطن نوفمبر الماضي وهناك فرق عمل تعمل على تعزيز التعاون في قطاعات مثل التعليم والعدالة والأمن.
وفيما يخص التعاون القطري الأمريكي حول الحرب في أوكرانيا أوضحت القائم بأعمال السفارة الأمريكية، أن قطر شريك قوي جدا للولايات المتحدة الأمريكية في التضامن والدعم للشعب والحكومة الأوكرانية، مشيرة إلى اتصالات سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية مع وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن عدة مرات منذ بداية النزاع. وأوضحت: “نتقاسم الأهداف ونحاول حل الوضع دبلوماسيا وشجعنا بشدة استخدام قطر لمساعيها الحميدة لمحاولة الوصول الى حل وكنا ممتنون جدا انه من خلال شراكتنا القوية، تمكنا من التنسيق بشأن بعض من هذا التواصل الذي كان القطريون يقدمونه للأوكرانيين وأيضًا على الجانب الروسي. وكنا على تواصل مع الاوكرانيين من واشنطن وأيضا من هنا بالحفاظ على تواصل وثيق مع السفير الأوكراني بشأن مطالب الدعم والتي قدمها بشكل مباشر الى الحكومة القطرية أيضا كما أن صاحب السمو كان على اتصال مباشر مع الرئيس زيلينسكي ولذلك فانه من خلال شراكتنا فاننا نتبادل المعلومات لتحديد أفضل سبل لدعم الشعب الأوكراني.
التعاون الثقافي والرياضي
وعن الجديد على أجندة التعاون ومستوى المشاركة الأمريكية في منتدى الدوحة نهاية الشهر الجاري، قالت بيكر إن عددا من المسؤولين الأمريكيين سوف يشاركون في منتدى الدوحة لمناقشة عدد من القضايا المتنوعة من أفغانستان الى التغير المناخي وحقوق المرأة وحقوق الانسان وسوف تشارك وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون في المنتدى وسيكون هناك حضور أمريكي مهم نتطلع اليه بحضور مسؤولين رفيعي المستوى من الكونجرس الأمريكي وسيكون هناك مناقشات متنوعة على هامش منتدى الدوحة إضافة الى المشاركة في الجلسات الرئيسية.” وأضاف:”وهذا يعكس ما نبحث عنه من حيث المبادرات المستقبلية لشراكتنا حول التغير المناخي وأمن الطاقة الذي يحظى باهتمام بالغ الان بسبب النزاع والازمة في أوكرانيا وسيكون لدينا مبعوثنا الخاص لقضايا الطاقة في الدوحة ليناقش مع نظرائه كيفية تأمين مصادر الطاقة وتوسعتها في الوقت المناسب وبطريقة فعالة وكيف يمكن للولايات المتحدة أن تكون داعمة في هذه الجهود. وبالنسبة للتغير المناخي، فاننا نبحث الوصول الى اهداف المناخ لعام ٢٠٣٠ وكيفية العمل معا في شراكة لتحقيق ذلك عبر عدة مبادرات بما فيها البصمة الكربونية المحايدة لكأس العالم فيفا قطر ٢٠٢٢ والاستفادة منها في تنظيم كأس العالم ٢٠٢٦.”
وفيما يتعلق بالتعاون في قطاعات الثقافة والتعليم قالت بيكر إننا نبحث توسيع برامج التعاون ولدينا زيارات متبادلة بين البلدين في برامج متنوعة للموسيقى والطعام والفنون والعلوم بما يساهم في تطوير علاقاتنا الثقافية. ولاحظنا انخفاضا في اعداد الطلاب الدارسين في الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة وربما يرتبط ذلك بظروف الجائحة وقيود السفر عالميا ولكننا نضاعف جهودنا لاستقبال المزيد من الطلاب القطريين في الجامعات الامريكية وإيجاد المزيد من التبادلات وفي نفس الوقت فاننا نرغب في جلب المزيد من فرص التعليم من الولايات المتحدة الى قطر ولذلك فانه مع المدينة التعليمية كنموذج مبهر للتميز في التبادل التعليمي، سنحاول جلب ودعم المزيد من فروع الجامعات الامريكية للقدوم الى قطر لتطوير برامج التبادل الطلابي مع الجامعات والمؤسسات القطرية. ورحبت بدعوة الولايات المتحدة لتكون ضيف شرف العام الثقافي قطر 2021 للإحتفاء بالشراكة القوية من خلال فعاليات متعددة على مدار هذا العام بهدف زيادة تعزيز العلاقات المتنوعة بين شعبي البلدين وتعزيز الحوار الفكري والثقافي ولبناء الجسور بين البلدين.
كما هنأت القائم بأعمال السفارة الأمريكية، قطر على استعداداتها المبتكرة لتنظيم بطولة كأس العالم 2022 مشددة على تواصل دعم الجنة العليا للمشاريع والارث والإلتزام بتوسيع التعاون الوثيق لضمان بطولة آمنة وناجحة وتعاون في الأمن السيبراني والتدريب على انفاذ القانون والعلاقات العامة وحقوق الانسان والبصمة الكربونية المحايدة لكأس العالم. كذلك فان الولايات المتحدة الامريكية ترحب بفرصة التشاور مع قطر بخصوص بطولة كأس العالم ٢٠٢٦ والتي سيتم تنظيمها في أمريكا الشمالية في كندا والولايات المتحدة والمكسيك.