أحمد الحسين
تزامنت هجمات الحوثيين على جدة مع قرب التوصل لاتفاق مع إيران يخص مشروعها النووي لكن الغريب إغفال تام لأنشطتها العدوانية المزعزعة للاستقرار في المنطقة. اذا أي انجاز جزئي يحققه الغرب، سيكون بلا معنى حقيقي، مع استمرار أزمات المنطقة، وما يعنيه من تهديد لأهم لصادر الطاقة العالمية.وخاصة في ضل الصراع الروسي الأوكراني. ومع إطلاق الرياض مبادرة للحل اليمني اليمني كانت الصواريخ الحوثية الإيرانية التي قصفت المساكن والمنشآت السعودية بشكل مستمر،،كانت رسالة واضحة للتحالف مفادها بأنهم لن يشاركوا في اي حوار ولن ينصاعوا لتنفيذ اي مطالب الحوثي السالب للقرار اليمني هو المكسب العظيم والكنز النفيس تهون أمامه أية مكاسب أخرى، ذلك أنه امتلك البلد دون أن تتكلف ايران حربا ولا تبذل فيها مالا ولا تتحمل عنها أية خسائر!!
كان يكفيها أن يكون لديها رجل تابع لها في سدة الحكم.. فيكفيها القتال والحروب والخسائر، ويعمل بما تمليه مصالحها! ولا تتصور أني أبالغ..وإن كنتَ في شك فافتح أي كتاب في تاريخ الحرب العالمية الأولى أو الثانية لترى مذابح المسلمين من المصريين والهنود والمغاربة والأفارقة وهم يهلكون أرتالا في حروب لا يعرفون لماذا قامت وكيف تنتهي، بل لا يعرفون أسماء هذه البلاد التي يحاربون فيها أصلا!! لقد كانوا يحتلوننا، نعم.. ولكن هل نسيت أنهم كانوا يحتلوننا عبر الحكومات «الوطنية» (جدا)، وأن هذه الحكومات «الوطنية» (جدا) هي التي سحبت الناس من حقولها وقراها وحواريها بل ومن كهوفها وأدغالها وبواديها لكي تعطيهم هدية سائغة للأجنبي المحتل؟!! نعم..
لقد جرى تجنيد شعوبنا في هذه الحروب على يد آلة «الدولة» «الوطنية» (جدا).. بل إن مقاومة الناس للاحتلال الأجنبي هي أشد قوة وبسالة من مقاومتهم للحاكم الوطني الخائن، فمجرد أنه من بني جلدتهم وينطق بألسنتهم يجعل الأمر مختلطا ومشوشا ومثيرا للحيرة!! لذلك لن تجد مكسبا أكبر لدى السياسي من قدرته على تنصيب الحاكم الخائن على بلد ما..
إنه الحل السحري الذي يصل به إلى كل المكاسب دون أن يتكلف أية خسائر! هذا التصعيد الخطير لا يستهدف الرياض فحسب،بل الاقتصاد العالمي وامدادات الطاقة للسوق العالمية في ظرف بالغ الحساسية،لم يكن ليحدث لولا استمرار تغاضي المجتمع الدولي عن ممارسات النظام الايراني وإنشاءه للمليشيات الطائفية وتسليحها وتدريبها واستخدامها لزعزعة الامن والسلم الإقليمي والدولي لمجتمع الدولي اليوم ملزم بتجاوز لغة الادانة،واتخاذ مواقف حازمة لوقف التدخلات الإيرانية انطلاقا من مسئولياته القانونية التي نص عليها ميثاق الامم المتحدة والقوانين والقرارات الدولية ذات الصلة بالازمة اليمنية،واهمها القرارين 2216 و2624،والعمل فورا على تصنيف مليشيا الحوثي منظمة ارهابية حان الوقت في ان يقوم المجتمع الدولي بمسئولياته في دعم الحكومة الشرعية في معركة استعادة الدولة واسقاط انقلاب مليشيا الحوثي الارهابية التابعة لايران، ولما من شأنه وقف نزيف الدم اليمني، وإنهاء المعاناة الانسانية المتفاقمة لليمنيين، وتعزيز الامن والسلم والاستقرار الإقليمي والدولي وخيارات الرياض وارده بتشكيل حلف ثلاثي مع تركيا وباكستان هذا الحلف كفيل بإنهاء خطر الحوثي ، وسحق سلاحه الأهم ، وشل قدراته في “سماء” المعركة ، وتركيعه .
فنجاحات تركيا في سوريه ،واذربيجان ،وليبيا ، والانتصارات التي حققتها ربما ستدفع الرياض لتشكيل هذا الحلف الأسلامي، بالنهاية (وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر). اللهم من أراد بنا سوءاً فأشغله في نفسه ورد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً عليه، اللهم اجعل بلادنا آمنة مطمئنة يا رب العالمين.