لوموند أراب: الدوحة لاعب إستراتيجي في أمن الطاقي

أكد تقرير لموقع لوموند أراب الفرنسي أن العلاقات القطرية الأمريكية شهد تطورا ملحوظا وانتقلت الى شراكة إستراتيجية واسعة الآفاق. كما أوضح التقرير أن دور الدوحة بارز في مجال الطاقة وتأمينها دوليا خاصة وأن قطر لاعب استراتيجي وعالمي في توريد المواد الهيدروكربونية في العالم، لأنها رابع أكبر منتج في العالم، والأول من حيث نقل الغاز الطبيعي المسال – تمتلك قطر أكبر ناقلات عملاقة في العالم.
دور مميز
قال التقرير: أعادت الأزمة في أفغانستان خلط أوراق اللعبة الدبلوماسية في الشرق الأوسط. كان دورالدوحة حاسما في إجلاء المدنيين بعد وصول طالبان إلى السلطة في أفغانستان. وأبرزت الأزمة الأفغانية الدورالقطري في المنطقة وكان حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر أول زعيم خليجي يزور البيت الأبيض منذ عهد بايدن في 31 يناير. وهو ما قد يشير إلى تحول مهم في التحالف القطري الأمريكي. منذ الأزمة في أفغانستان، تحول نموذجي في البيت الأبيض لصالح قطر. لأنه في وقت الانسحاب الأمريكي والغربي من البلاد الصيف الماضي كان القطريون أول من قدم مساعدتهم من أجل دعم جميع المواطنين الأفغان، ولكن أيضا كل من تعاون مع الدول الغربية منذ عشرين عامًا. لمدة عامين أو أكثر، كانت الدوحة الوسيط الرئيسي في إجراء مفاوضات بين الولايات المتحدة والحكومة الأفغانية وطالبان؛ وأثناء الإجلاء، حرصت الدوحة على إعادة جميع الأجانب الموجودين على الفور إلى الوطن.
وبين التقرير أن الدوحة حريصة على ممارسة التعددية، في الوقت الذي يحاول فيه جو بايدن العودة إلى هذا التوجه في المنطقة. كذلك يبرز دور الدوحة في مجال الطاقة وتأمينها دوليا خاصة وأن قطر لاعب استراتيجي وعالمي في توريد المواد الهيدروكربونية في العالم، لأنها رابع أكبر منتج في العالم، والأول من حيث نقل الغاز الطبيعي المسال – تمتلك قطر أكبر ناقلات عملاقة في العالم لتوريد مواردها الطاقية. وأضاف التقرير: إلى جانب الدور الذي تلعبه قطر في مجال النفط والغاز في الشرق الأوسط، فإن المثير للاهتمام في الوقت الحالي هو النظر إلى الأزمة في أوكرانيا بين روسيا وحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة وأوروبا. هناك مشكلة كبيرة بالنسبة للسوق الأوربية: اعتمادها في مجال الطاقة على الغاز الروسي. تخيل أن هناك تحولًا أو تطرفًا في المواقف قد يؤدي إلى حرب أشمل، وستكون موسكو معزولة مرة أخرى، مع عقوبات كبيرة، وستكون أوروبا في حالة ذعر ومن المحتمل أن تواجه نقصًا في الغاز. وهذا هو السبب في أن واشنطن بدأت محادثات منذ فترة مع قطر لبحث إمكانية التوريد الإضافي للغاز إلى أوروبا. سيسمح لها ذلك، من ناحية، بأن تكون أقل اعتمادًا على الغاز الروسي، ولكن أيضًا لتنويع مصادر إمدادها، وهي حقيقة أساسية، تتجاوز الرؤية الأمريكية، للأمن السياسي وأمن الطاقة في أوروبا.
قوة ناعمة
وقال التقرير الفرنسي إن الدوحة تؤمن بأهمية السلام من أجل مصلحة الجميع، وقد طبقت سياسة الوساطة والجمع بين الفرقاء في عدد من المناسبات. على سبيل المثال، أخذت الدبلوماسية القطرية على عاتقها هذا الدور مؤخراً قبل الأزمة الأفغانية، وكانت وسيطاً للحوار الذي أقيم بين جميع الأطراف المتحاربة، وستستقبل الدوحة ملايين من الناس بمناسبة كأس العالم، مما يساهم في نشر روح التآخي والصداقة وتقليص التوترات والصراعات العالمية لبضعة أيام، فالرياضة هي أداة رائعة لنشر السلام والمحبة والتعارف بين الشعوب وهي أيضاً “القوة الناعمة” لأي بلد يكون قادراً على الجمع بين الناس من خلال تعزيز القيم الإيجابية للتضامن والتعاون المتبادل. ومن خلال الرياضة تتم مكافحة التطرف أيضاً وتنمية الدفاع الدؤوب عن القيم الاجتماعية والفردية التي توحد الناس وتصنع لحمة المجتمع. لطالما كانت قطر تؤمن بالدبلوماسية الثقافية والرياضية قبل كل شيء. ومن هذا المنطلق، طورت مجموعة من الهيئات والمنظمات التي وضعت إستراتيجيات تنموية وشراكات ثقافية ورياضية وأكاديمية واجتماعية مهمة في الداخل والخارج.
قوة ناعمة
وأوضح تقرير الموقع الفرنسي، في الشرق الأوسط، البحث عن الحوار والتهدئة ليس ترفًا، يمكن لكأس العالم هذه أن تخدم لفترة من الزمن منطقة ابتليت بالتوترات والحروب والأزمات، ألا يكفي ذلك إلى حد ما لغرس الأمل؟ القطريون هم من مشجعي كرة القدم، مثل مواطني منطقة شبه الجزيرة العربية بأكملها، لقد استضافوا فرقاً رياضية منذ بداية القرن العشرين وأيضا بطولات، في نهاية العام سيكون دور كأس العرب في الدوحة. وهدف قطر واضح، أن تنظم فعاليات كما هو الحال في الولايات المتحدة وأوروبا أو أمريكا اللاتينية وأن تصبح شعلة كرة القدم هذه محرك اقتصادي واجتماعي للمجتمع بأكمله. إنها طريقة رائعة لتنمية الاقتصاد وتطوير صناعة البناء ومجتمع الخدمات والتكنولوجيا ووسائل الإعلام.
وتابع التقرير: قطر تستثمر الكثير من الأموال في الرياضة وهذا ليس سراً وتعمل على أن تكون لهذا الاستثمار آثار في الاقتصاد إلى ما بعد الحدث العالمي. وأضاف: يجب على جميع دول المنطقة الترويج لمثل هذه اللحظة التاريخية للعالم العربي، صحيح أن العالم الغربي استفاد كثيرا من الديمقراطية والتجارة الحرة والسوق المشتركة والتعاون الإقليمي. وهذه فرصة لدول الخليج لتؤسس سوقا عربيا موحدا وعائدات اقتصادية ومالية مشتركة. وأورد التقرير أن قطر عملت على تحسين التشريعات الخاصة بقانون العمل بالشراكة مع المجتمع الدولي وعلى وجه الخصوص مكتب منظمة العمل الدولية الذي أنشأ فرعاً في الدوحة منذ عام 2018، وتحديد الحد الأدنى للأجور، وتحديد السن الأدنى، والحماية الاجتماعية للعمال، وإنشاء مركز ممثل الموظفين، وتطوير فرق مفتشي العمل في الدولة.
واختتم، يجب على الدوحة أن تستفيد من تأثير كأس العالم من حيث الجاذبية والعمل على أن تكون قادرة على أن تصبح وجهة سياحية أساسية في المنطقة، لأنه بعد استضافة كأس العالم، أصبحت روسيا مرة أخرى وجهة سياحية، كما كان الحال مع ألمانيا مع برلين، وغيرها من البلدان التي استضافت المونديال. قطر لديها كل الإمكانيات لتكسب الرهان وتصبح في قلب المشهد السياحي في الشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى