أكد تقرير لمؤسسة وورلد إيكونوميك فورم، أن قطر قامت ببناء اقتصاد قوي من خلال الاستفادة من مواردها الطبيعية كثاني أكبر مصدر للغاز في العالم وخلقت سوقا تنافسية تتمتع بعلاقات تجارية عالمية قوية واتصال سلس بالشركاء الدوليين وقيادة طموحة. وتسعى الدوحة إلى بناء نموذج اقتصادي أكثر مرونة للمستقبل من خلال نموذج يعتمد على اقتصاد قائم على المعرفة وإزالة الكربون من الصناعة. وأبرز التقرير أن مستقبل قطر طويل الأمد يتطلب نموذجًا جديدًا للصمود يعتمد على الاقتصاد القائم على المعرفة وإزالة الكربون من الصناعات الاستراتيجية في البلاد. وبالتالي يعتمد مستقبل قطر على المواهب والابتكار وهي رافعة أساسية لفتح حقبة نمو جديدة.
* جيل جديد
قال التقرير: يعتقد ثلاثة من القادة القطريين الشباب أن الاستثمار المستدام وبناء أطر الحوكمة وتمكين المرأة سيكون أمرًا أساسيًا في مستقبل قطر. تحدثنا مع ثلاثة من القادة الشباب القطريين الذين يلعبون دورا في تحقيق رؤية واعدة للمستقبل. يتشاركون في الاقتناع بفكرة أن حماية مرونة الاقتصاد القطري يكمن في الاستثمار المستدام، وبناء أطر حوكمة متماسكة، وتمكين المرأة.
في عام 2021، أطلقت بورصة قطر أول مؤشر جديد للاستدامة البيئية والاجتماعية والمؤسسية (ESG) وأعلنت عن خطط لتفويض إفصاحات ESG للشركات المدرجة في البورصة، تعكس هذه الخطوة تحولًا عالميًا أوسع نحو خلق قيمة طويلة الأجل في البلاد.
قال أحمد علي الحمادي هو الرئيس التنفيذي للاستثمار في أوروبا وروسيا وتركيا في جهاز قطر للاستثمار، صندوق الثروة السيادي القطري. “لقد نظرنا إلى الداخل لبناء رؤيتنا وصياغة الدور الذي سنلعبه بصفتنا وكلاء للأجيال القادمة في قطر”، واصفًا نهج جهاز قطر للاستثمار في الاستثمار المستدام، والذي تم تكليفه بتحديده بأنه طموح إلى العالمية. في عام 2017، شارك الصندوق في تأسيس مبادرة One Planet Sovereign Wealth Funds، بالعمل مع صناديق الثروة السيادية الأخرى ومديري الأصول الكبار، لدراسة كيفية تقييم المخاطر والفرص المتعلقة بالمناخ. وأوضح الحمادي قائلاً: “تُظهر الإجراءات التي نتخذها التزام صناعتنا بتشكيل الجهد العالمي بشأن تغير المناخ”، مشيرًا إلى نمو المبادرة من ستة إلى 43 عضوًا، والتي تمثل الآن أكثر من 36 تريليون دولار من الأصول الخاضعة للإدارة.”
* الحوكمة البيئية والاجتماعية
الشيخة العنود بنت حمد آل ثاني، هي نائب الرئيس التنفيذي والمدير التنفيذي للأعمال في مركز قطر للمال، حيث تساعد في توجيه تحول قطر إلى مركز مالي وتجاري عالمي، قالت: “شركات مركز قطر للمال هي في طليعة ثورة الحوكمة البيئية والاجتماعية.. تتصدى 1300 شركة في مركز قطر للمال لتحديات الحوكمة البيئية والاجتماعية من انتقال الطاقة إلى الحوكمة. وأوضحت أن “هذا السجل ليس من قبيل الصدفة”، مضيفة أن “النجاح حسب المقاييس المالية كان في صميم مهمة مركز قطر للمال منذ إنشائه”.
وقال عبدالرحمن عيسى المناعي، وهو الرئيس التنفيذي لمجموعة ملاحة، إحدى أكبر شركات النقل البحري والخدمات اللوجستية في الشرق الأوسط: “يجب أن أقود موظفينا وألهمهم لدمج الحوكمة البيئية والاجتماعية في تفكيرهم وسلوكهم”. وأضاف”المعايير العالية لحوكمة الشركات والشفافية تبدأ من الأعلى وتتغلغل في جميع مستويات الشركة”.
ووصف جهوده في إنشاء ميثاق حوكمة لمجلس إدارة الشركة، وخط ساخن للإبلاغ عن المخالفات، وأطر للحد من كثافة الكربون، ومبادرات صحة الموظفين. وأبرز “نحن لا ننظر إلى هذا على أنه إجراء امتثال لدينا مسؤولية كبيرة تجاه موظفينا من خلال رعاية رفاهيتهم، سيكون لدينا قوة عاملة أكثر سعادة وتحفيزًا”.
بين الحمادي: “بالنسبة للمؤسسات الاستثمارية، علينا واجب تحديد سياسات الاستثمار التي تعكس قيمنا وتمكين المجتمعات على مستوى العالم” وأضاف. “أكثر لحظات فخري تأتي من قدرتي على زيادة الوعي، والتأكد من أن الاستدامة هي محور المناقشة- وليس فكرة لاحقة. “يستمد إلهامه من دوره في لجنة الاستثمار في جمعية الهلال الأحمر القطري. ويوضح قائلاً: “يتطلب التغيير الدائم سلسلة من الخطوات الإضافية- على غرار قصة النمو في قطر”.
* تمثيل المرأة
بالنسبة إلى الشيخة العنود، فإن إنجازاتها الأكثر إرضاءً هي زيادة تمثيل المرأة في القوى العاملة، والتي تعتبرها جزءًا لا يتجزأ من الحكم الرشيد. و توضح: “إنني أفتخر بتأييد دور المرأة، بعد أن وظفت العديد من النساء وتوجيههن خلال مسيرتي المهنية”.
وتقول: “وفقًا لبيانات عام 2019، فإن 13.5٪ من المناصب العليا في شركات مركز قطر للمال تشغلها نساء- مقارنة بـ8.5٪ في القطاع المالي في قطر ككل”. “يستمر هذا الرقم في النمو- وفي الوقت نفسه، تسجل هذه الشركات أرباحًا قياسية.”
وبالمثل بالنسبة للمناعي، فإن أكثر لحظات اعتزازه كانت في تحقيق التكافؤ يقول: “في بداية مسيرتي المهنية، عملت في الموارد البشرية ولعبت دورًا في تغيير سياسات أصحاب العمل.. وبعد سنوات أصبحت هذه السياسات هي القاعدة في القطاعات الرئيسية في قطر”. وأضاف “كما أنني من حسن حظي أن أرشد العديد من الشباب القطريين، وخاصة النساء، الذين تمكنوا من النجاح”.
وتحدث المناعي عن تنمية القدرات “المحلية”. يقول: “فيما يتعلق بالابتكار، أنا مؤمن بجوهر الإمكانات البشرية التي لا حدود لها”. “هذا يعني إلهام الأشخاص.. الجزء الأصعب هو القدرة على جعل الناس يعتقدون حقًا أنهم قادرون على فعل ذلك.”