أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أن زيارته إلى الشرق الأوسط التي تبدأ الأربعاء المقبل ستشهد بدء فصل جديد وواعد للدور الأمريكي في المنطقة، مؤكدا أن هذه الزيارة تأتي في وقت “حيوي” بالنسبة للمنطقة، وستعزز المصالح الأمريكية المهمة. وكان البيت الأبيض أعلن، في وقت سابق، أن الرئيس جو بايدن سيجري أول زيارة له إلى الشرق الأوسط في الفترة بين 13 و16 يوليو الجاري، وتشمل السعودية والأراضي الفلسطينية وإسرائيل. وسيحضر بايدن بمدينة جدة السعودية في 16 يوليو الجاري قمة تضم قادة مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى مصر والعراق والأردن.
وفي مقال في صحيفة واشنطن بوست حمل عنوان “سبب زيارتي للسعودية”، استعرض بايدن أهداف زيارته للمنطقة، وللسعودية خاصة، وما اعتبرها نجاحات حققتها إدارته فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي والحرب في اليمن، وقال إن رحلته للشرق الأوسط تأتي في وقت حيوي للمنطقة كما ستساهم في تعزيز المصالح الأمريكية.
وأضاف: “منذ البداية، كان هدفي هو إعادة توجيه العلاقات، وليس قطعها، مع دولة كانت شريكا استراتيجيا لمدة 80 عاما”. وتابع: “اليوم، ساعدت المملكة العربية السعودية في استعادة الوحدة بين دول مجلس التعاون الخليجي الست، ودعمت الهدنة في اليمن بشكل كامل، وتعمل الآن مع خبرائي للمساعدة في استقرار أسواق النفط مع منتجي منظمة أوبك الآخرين”.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن إدارته أعادت بناء العلاقات الأمريكية الفلسطينية واستعادت بالعمل مع الكونغرس نحو 500 مليون دولار لدعم الفلسطينيين. وأضاف بايدن أن بلاده ساهمت في إنهاء الحرب في غزة خلال 11 يوما فقط، وإن هذه الحرب كان من الممكن أن تستمر شهورا، مشيرا إلى أن إدارته عملت مع قطر ومصر والأردن وإسرائيل للحفاظ على السلام. وتحدث عن الاتصالات الفلسطينية الإسرائيلية الأخيرة، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس تحدثا معا هذا الأسبوع لأول مرة منذ 5 سنوات.
وقال إن الشرق الأوسط الذي سيزوره أصبح أكثر استقرارا من الذي ورثته إدارته قبل عام ونصف العام، كما أن وجود شرق أوسط أكثر أمنا وتكاملا يعود بالفائدة على الأمريكيين من نواح عديدة، وفق تعبيره.
وأضاف أنه سيواصل الدبلوماسية بشكل مكثف لتحقيق أهدافه، بما في ذلك من خلال اجتماعات تعقد وجها لوجه.
وقال: “في الأسبوع المقبل، سأكون أول رئيس يزور الشرق الأوسط منذ أحداث 11 سبتمبر دون مشاركة القوات الأمريكية في مهمة قتالية هناك”. وتابع: “هدفي هو الحفاظ على هذا الوضع”.
وقال إن قادة من مختلف أنحاء المنطقة سيجتمعون في جدة لحضور اجتماع دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى العراق والأردن ومصر، مشيرا إلى إمكانية قيام شرق أوسط “أكثر استقرارا وتكاملا”، تلعب فيه الولايات المتحدة “دورا قياديا حيويا”.
وتابع إن رحلته للشرق الأوسط تأتي في وقت حيوي للمنطقة وستساهم في تعزيز المصالح الأمريكية، قائلا إن من غير المرجح أن تتسبب منطقة تتحد عبر الدبلوماسية والتعاون في تطرف عنيف يهدد الولايات المتحدة أو في حروب جديدة يمكن أن تضع أعباء جديدة على قواتها. وذكر بايدن أن ممرات الشرق الأوسط المائية ضرورية للتجارة العالمية، وأن مواردها من الطاقة حيوية للتخفيف من التأثير على الإمدادات العالمية لحرب روسيا في أوكرانيا.
وأضاف: “بالطبع، لا تزال المنطقة مليئة بالتحديات، (منها) برنامج إيران النووي ودعمها جماعات وكلاء الحرب، بالإضافة إلى الحرب الأهلية السورية، وأزمات الأمن الغذائي التي تفاقمت بسبب الحرب الروسية ضد أوكرانيا، والجماعات الإرهابية التي لا تزال تنشط في عدد من البلدان، والجمود السياسي في العراق وليبيا ولبنان، وتراجع معايير حقوق الإنسان في أغلب دول العالم”. وأكد قائلا: “يجب أن نعالج كل هذه القضايا”.
وفيما يتعلق بالحرب في اليمن، أشار الرئيس الأمريكي إلى أنه بعد عام من الدبلوماسية المستمرة، تم إبرام الهدنة وبدأت المساعدات تصل إلى مدن وبلدات يمنية كانت تحت الحصار. وقال بايدن إن الأشهر القليلة الماضية في اليمن كانت الأكثر أمنا منذ 7 سنوات بسبب الهدنة التي تم التوصل إليها.