قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن قوات حفظ السلام الدولية سوق تنسحب من جزيرة “تيران” الواقعة على البحر الأحمر، نهاية العام الجاري، بما في ذلك القوات الأمريكية، وذلك لتسليمها إلى القوات السعودية. وأوضح بايدن، أمس الجمعة، أنه اتفق على الخطوة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في إطار الترتيبات الجديدة بين البلدين.
وتنازلت مصر عن الجزيرة الاستراتيجية للسعودية عام 2016، إلى جانب جزيرة “صنافير” المجاورة لها، ضمن اتفاق لترسيم الحدود. وقالت الولايات المتحدة والسعودية، في بيان مشترك، إن قوات حفظ السلام الدولية الموجودة في الجزيرة بموجب اتفاقية “كامب ديفيد” الموقّعة بين مصر و”إسرائيل” عام 1979، سوف تنسحب من الجزيرة عام 2022″. وتحتل تيران موقعاً استراتيجياً في مدخل خليج العقبة بين السعودية ومصر على الطريق إلى ميناء “إيلات” الإسرائيلي.
وقال بيان للبيت الأبيض: “توصلنا إلى ترتيبات لسحب قوات حفظ السلام التابعة للقوة المتعددة الجنسيات وتطوير هذه المنطقة (في إشارة لجزيرة تيران) من أجل السياحة والتنمية”. وأضاف البيان: “رحب الرئيس بايدن بهذا الترتيب الذي جرى التفاوض عليه على مدى أشهر عدة، وأخذ في الاعتبار مصالح جميع الأطراف، بما في ذلك إسرائيل”.
وذكر البيت الأبيض في البيان نفسه أن “المملكة العربية السعودية وافقت على احترام جميع الالتزامات والإجراءات القائمة في المنطقة والاستمرار فيها”، والتي نصت أساساً على اعتبار جزيرتي تيران وصنافير جزءاً من منطقة لا توجَد فيها قوات عسكرية، وتنتشر فيها قوة حفظ السلام المتعدّدة الجنسيات.
وحسب البيان فإن قوات حفظ السلام متعددة الجنسيات “ستطبق ترتيبات بديلة لضمان حرية الملاحة لجميع الأطراف، بما فيها إسرائيل”. وتبعد جزيرة تيران البالغة مساحتها 61.5 كيلومتراً مربعاً قرابة 6 كيلومترات عن الساحل الشرقي لشبه جزيرة سيناء، حيث تقع مدينة شرم الشيخ، أما جزيرة صنافير (33 كيلومتراً مربعاً) فتقع على بعد 2.5 كيلومتر شرقاً.
وكانت الجزيرتان غير المأهولتين تحت سيادة مصر منذ 1950، واحتلتهما “إسرائيل” أثناء حرب السويس التي خاضتها ضد مصر مع فرنسا وبريطانيا عام 1956. ومن هاتين الجزيرتين انطلقت شرارة حرب يونيو 1967، عندما أعلنت مصر نشر قواتها فيهما، وأغلقت مضيق تيران، وقد استعادت السيطرة على الجزيرتين عام 1982 بموجب معاهدة السلام الموقعة مع “إسرائيل”.