1.5 مليار دولار استثمارات قطرية في سنغافورة

تجمع بين دولة قطر وجمهورية سنغافورة علاقات ثنائية قوية تطورت بشكل كبير على مر السنين، وكانت بداية العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1984 على مستوى سفير غير مقيم، وافتتحت دولة قطر سفارة لها في سنغافورة في عام 2007، كما افتتحت جمهورية سنغافورة سفارتها في الدوحة عام 2006، ودعمت دولة قطر مرشح حكومة سنغافورة لعضوية مجلس المنظمة البحرية الدولية (IMO) في الانتخابات التي جرت خلال الدورة الحادية والعشرين في 1999 بلندن.


تتمتع العلاقات بين البلدين بتعاون سياسي واقتصادي قوي، حيث تشترك قطر وسنغافورة في العديد من أوجه التشابه. كل منهما عضوان نشيطان ومسؤولان وبناءان في المجتمع الدولي. وتعمل اللجنة المشتركة رفيعة المستوى بين قطر وسنغافورة على ترسيخ العلاقات الثنائية الوثيقة. و يتبادل البلدان زيارات متبادلة رفيعة المستوى، قام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بزيارة دولة إلى سنغافورة في أكتوبر 2017، وسجل تبادلات منتظمة للزيارات على مختلف المستويات خلال السنوات القليلة الماضية. إلى جانب مجموعة من الاتفاقيات الثنائية في مختلف القطاعات، بما في ذلك معاهدة الاستثمار الثنائي.

تعزيز التعاون في عام 2006، تم تأسيس اللجنة العليا القطرية السنغافورية، بهدف تعزيز سبل التعاون بين الدولتين، ومن خلالها تم التوقيع على عدة اتفاقيات ثنائية، ومذكرات التفاهم من قبل الدولتين، وقد تم التوقيع على اتفاقية في مجال خدمات النقل الجوي، ومذكرة تفاهم لتطوير دورة خاصة بالوعي الثقافي للأكاديمية الدبلوماسية السنغافورية، من أجل نشر وتعميق الفهم الثقافي في الشرق الأوسط، ومذكرة تفاهم بشأن تنفيذ برامج تدريبية لدول حوار آسيا والشرق الأوسط، بمركز التدريب الإقليمي للإدارة العامة بدولة قطر، ومذكرة تفاهم للتعاون السياحي، ومذكرة تفاهم للتعاون في المجال البيئي.


قطر وسنغافورة شريكان اقتصاديان قويان. في عام 2019، كانت قطر ثاني أكبر شريك تجاري لسنغافورة في مجال السلع عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بأكملها. وهناك أيضًا اهتمام تجاري قوي بين البلدين. وفي نوفمبر 2020، وقع جناح الطاقة السنغافوري اتفاقية بيع وشراء لمدة 10 سنوات مع قطر للبترول. وبموجب الاتفاقية، التزمت قطر للبترول بتوريد ما يصل إلى 1.8 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال إلى سنغافورة سنويًا اعتبارًا من عام 2023 فصاعدًا. كما تعهدت الأطراف بالعمل بشكل مشترك على الحد من انبعاثات الكربون المرتبطة بسلسلة توريد الغاز الطبيعي المسال. ومثل هذه الشراكات مشجعة للاستماع إلى والمساهمة في بناء أساس جيد لمزيد من التعاون بين مجتمعات الأعمال. في عام 2019، بلغ حجم تجارة سنغافورة في السلع مع قطر أكثر من 6.3 مليار دولار أمريكي، على الرغم من أن هذا الرقم قد انخفض في عام 2020 بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد.


تقدر الاستثمارات القطرية في سنغافورة بحوالي 1.5 مليار دولار أمريكي، والعديد منها في قطاعات المال والتأمين والعقارات. الشركات القطرية البارزة مثل شركة قطر للبترول وOoredoo لها وجود في سنغافورة. كما أنشأ جهاز قطر للاستثمار (QIA) مؤخرًا شركة استشارية تابعة مملوكة بالكامل في سنغافورة لتوليد فرص الاستثمار في آسيا. وينشط جهاز قطر للاستثمار في قطاع العقارات التجارية والضيافة في سنغافورة، بعد أن استحوذ على برج آسيا سكوير 1 في منطقة مارينا باي التجارية والمالية بسنغافورة مقابل 2.45 مليار دولار أمريكي.
ويمثل قطاع الاقتصاد في سنغافورة اقتصاد السوق الحر، ويتميز بدرجة مرتفعة من النجاح والتطور، كما يتمتع السوق المحلي في سنغافورة باستقرار في الأسعار التجارية للسلع والخدمات، ويصنف نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي للدولة بأنه مرتفع، وخصوصا مع انخفاض معدل البطالة العام، ويعتمد الاقتصاد السنغافوري على الصادرات المحلية إلى الدول الأخرى، وتحديدا المنتجات الإلكترونية، والاستهلاكية، والصناعات المتنوعة، وأيضا يعتبر قطاع التجارة من أكثر القطاعات نموا، وخصوصا في فترة الألفية الحديثة، كما تمكن الاقتصاد السنغافوري من الخروج من الأزمة الاقتصادية العالمية بأقل الخسائر الممكنة، مما أدى إلى تعزيز الاستقرار الاقتصادي.
تتطلع دولة قطر لتعزيز علاقاتها مع دول الآسيان بشكل عام، وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين قطر ودول الآسيان 10 مليارات دولار عام 2020 ومن المؤكد أن هذا التبادل سيزداد خاصة مع زيادة اهتمام الشركات القطرية بالأسواق والمنتوجات في دول الآسيان بما فيها سنغافورة التي بلغ حجم التبادل التجاري بينها وبين دولة قطر 20 مليار دولار سنويا وأغلبها في قطاع استيراد الغاز القطري المسال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى