أكدت سعادة الدكتورة حمدة بنت حسن السليطي نائب رئيس مجلس الشورى، أن العدالة الاجتماعية والتكافل الاجتماعي، يعدان من الركائز الأساسية لرؤية قطر الوطنية 2030، وهو ما أكد عليه الدستور الدائم لدولة قطر كحق أساسي من حقوق المواطنة. وأشارت سعادتها، إلى أنه ووفق التوجيهات السديدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى “حفظه الله”، تبنت دولة قطر سياسات واضحة لتعزيز مكانة المرأة في كافة الميادين، وأتاحت لها الفرص في مجال التعليم، وفي الحصول على الخدمات الصحية، وفرص المشاركة في مختلف ميادين العمل، علاوة على ممارسة حقها في المشاركة السياسية. جاء ذلك في كلمة سعادتها أمام الجمعية العامة الـ145 للاتحاد البرلماني الدولي المنعقدة في العاصمة الرواندية كيغالي، والتي ناقشت موضوع “المساواة بين الرجال والنساء والبرلمانات المراعية لهذا المنظور باعتبارها دوافع للتغيير من أجل عالم أكثر صمودا وسلما”.
ولفتت سعادتها إلى أهمية موضوع الحوار والنقاش، الذي تسعى الجمعية من خلاله إلى تحقيق السلام والأمن والاستقرار والتنمية للبشرية جمعاء، وذلك بتحقيق المساواة بين الجنسين، وتعزيز دور المرأة في المجتمع. وتطرقت لخطة عمل الاتحاد البرلماني الدولي للبرلمانات المراعية للمساواة بين الجنسين، والتي صدرت قبل عشرة أعوام وحظيت بإجماع أعضاء الجمعية العامة السبعة والعشرين بعد المئة للاتحاد البرلماني الدولي في كويبك بكندا. وفي سياق متصل، استعرضت سعادة نائب رئيس مجلس الشورى، إنجازات دولة قطر في هذا المضمار، وقالت “خير ما أبدأ به نفسي، باعتباري أول نائب لرئيس أول مجلس شورى منتخب، مما يبشر بالمزيد من الإنجازات وما يبعث الأمل في نفسي هو أن من اختاروني لهذا المنصب، هم إخواني أعضاء المجلس من الرجال”.
وتابعت “بفضل تكافؤ الفرص التي وفرتها الدولة للمرأة في التوظيف، فقد تقلدت المرأة القطرية مناصب تنفيذية وإدارية عليا، وعملت وزيرة وسفيرة ورائدة أعمال ووكيل نيابة عامة وقاضيا، وتشكل اليوم أكثر من 40 بالمئة من قوة العمل في كافة المجالات، وبوجه خاص في مجال التعليم والصحة والعمل الاجتماعي”. ونوهت سعادة الدكتورة حمدة السليطي إلى أن جهود دولة قطر في تحقيق العدالة الاجتماعية لم تقتصر على الداخل وحسب، بل إنها دعمت وتدعم تعليم المرأة في العديد من الدول، خاصة في مناطق الحروب والنزاعات والكوارث. وأضافت “لعل آخر تلك الجهود الدور القطري البارز في مناصرة المرأة الأفغانية، وذلك انطلاقا من إيمان دولة قطر بأن مشاركة المرأة في صنع وحفظ وبناء واستدامة السلام هو أمر حيوي وشرط أساسي لنجاح هذه المساعي”.
وأشارت سعادتها إلى سعي البرلمانات ومن ورائها الدول إلى تحقيق العدالة الاجتماعية عبر سياقات وآليات متعددة، مبينة أن تلك المساعي تعرضت لعقبات وواجهت أزمات متعددة، من جهل، وفقر، ومرض، وحروب، ونزوح، وهجرات، وجوائح، وأزمات اقتصادية، وتغير مناخي. وقالت إن تلك العقبات حالت، وما زالت، دون بلوغ الغاية المرجوة بحلول عام 2030، خاصة وأن عدم النجاح في تجاوزها يعني عدم الاستقرار وانعدام الأمن والتخلف الاقتصادي، وهو ما يؤدي إلى تعقيد كافة جوانب الحياة. وعرجت سعادة نائب رئيس مجلس الشورى، على وضع المرأة المناضلة في فلسطين، وهي تكابد جميع هذه المصاعب الجسيمة، وتشاطر أخاها الفلسطيني تحمل شظف العيش والتمييز العنصري وتحمل الجانب الأكبر من ويلات وآثار جرائم الاحتلال، من تضييق في التعليم والعمل، والحصار الاقتصادي الذي يحرم المرأة من كافة حقوقها، وينتهك حقوق الفلسطينيين، على وجه الخصوص في مدينة القدس وأقصاها الشريف. وشددت سعادتها، على أن قضايا العدالة الاجتماعية لا تنفصل عن قضايا الأمن والسلم والحروب، وقضايا النزاعات والنزوح والهجرة، والتغير المناخي، وغيرها من القضايا.
وأكدت في هذا السياق، سعي دولة قطر لمشاركة العالم في جهود تأمين الغذاء والدواء وسيادة السلام ودعم جهود الدول النامية في سعيها لمعالجة التغير المناخي، مشيرة إلى توقيع دولة قطر على وثيقة الشروط المرجعية لمنتدى الدول المنتجة والتي تنتج ما نسبته 40 بالمئة من النفط والغاز العالمي، الأمر الذي يؤكد التزام دولة قطر بقرارات إعلان نوسادوا القاضي بتحقيق صفر انبعاثات. وفي سياق متصل، أشارت إلى أن دولة قطر ومن موقعها كدولة فاعلة ورائدة في مجال التسوية السلمية للصراعات والنزاعات توسطت مؤخرا في جمع إرادة الفرقاء في تشاد والتوقيع على اتفاقية الدوحة للسلام. ودعت سعادتها إلى تحكيم العقل واللجوء إلى الوسائل السلمية لحل كل الخلافات وتسوية كل النزاعات، الأمر الذي تنادي به قطر باستمرار، وما يعمل على تحقيقه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، من خلال الوساطات التي يقوم بها سموه، ومن خلال دعمه المتواصل والسخي لمبادرات الأمم المتحدة.
وفي سياق آخر، أكدت سعادة الدكتورة حمدة بنت حسن السليطي نائب رئيس مجلس الشورى، جاهزية دولة قطر لاستضافة كأس العالم FIFA قطر 2022، واصفة إياها ببطولة العصر المراعية للبيئة، والداعية للمحبة والسلام والتسامح، وقالت “نأمل أن تكون حدثا كرويا غير مسبوق، ينشر السلام ويعلي قيم المساواة والتسامح”، داعية المجتمعين للمشاركة في هذا الحدث الرياضي الكبير. وكانت سعادة نائب رئيس مجلس الشورى، قد أعربت في بداية كلمتها، عن شكرها وتقديرها لحكومة وشعب رواندا الصديق، ولمجلس النواب الرواندي على الدعوة الكريمة للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي، وعلى كرم الضيافة وحسن الاستقبال والتنظيم، متمنية للجمعية العامة النجاح، وأن تحقق الأهداف المرجوة.