باحث بريطاني يكشف تفاصيل كذبة الغارديان في وفاة 6500 عامل في قطر

كشف مارك أوين جونز، الأستاذ المساعد لدراسات الشرق الأوسط بجامعة حمد بن خليفة، عن مصدر أكثر المعلومات المضللة انتشاراً عن قطر في الفترة الأخيرة، وهي الادعاء بوفاة 6500 عامل مهاجر في ملاعب كأس العالم، على الرغم من عدم وجود أي إحصاء رسمي أو مصدر لهذه المعلومة، إلا أن كثير من وسائل الإعلام الغربية رددت هذه المعلومة دون تحقق.

وأجرى الأستاذ المساعد بجامعة حمد بن خليفة، بحثاً عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر، ليكشف أن أول مصدر لهذه المعلومة كانت صحيفة الجارديان البريطانية، إلا أن الصحيفة قامت بعدها بتعديل العنوان الرئيسي لتوضيح أن عدد الوفيات كان على مدى عشر سنوات، إلا أنها  استمرت في التلميح لأن هذه الوفيات مرتبطة بكأس العالم. وشدد مارك جونز، عبر حسابه في تويتر، على أن استخدام رقم 6500 حالة وفاة دون الإشارة لسبب الوفاة، هو نوع من أنواع المعلومات المضللة، والذي يندرج ضمن “المحتوى المضلل” بسبب الاستخدام الانتقائي لبعض الإحصاءات على وجه الخصوص للوصول لنتيجة معينة، وضرب مثلاً بأن يرصد أحد الأشخاص عدد الوفيات في المملكة المتحدة مع بداية انتشار فيروس كورونا ويصل هذا العدد إلى 100 ألف قتيل، فلا يمكن هنا أن نقول أن كل الوفيات لها علاقة بالفيروس، فقد تكون الوفيات الفعلية بسبب انتشار الفيروس لا تتجاوز 0.1٪ من العدد الأصلي.

وأوضح “مارك” أن منذ نشر موضوع الجارديان تم كتابة أو إعادة تداول ما يزيد عن 400 ألف تدوينه منذ فبراير 2021 تتضمن نفس المعلومة عن وفاة العمال، مؤكداً أن بسبب عنوان الصحيفة البريطانية تم تفسير الأمر على أن كل الوفيات كانت في مواقع البناء، مؤكداً أن التغريدات كانت باللغات الإنجليزية والفرنسية والإنجليزية والهولندية لكن كلها ركزت على عنوان مقال الجارديان المثير- حسب وصفه.

وشدد الأستاذ المساعد بجامعة حمد بن خليفة، على أن الكثير من التقارير الصحفية عن قطر وكأس العالم تأثرت بشكل كبير بهذه الإحصائيات المضللة، مؤكداً في الوقت نفسه على أن ضعف التغطية الصحفية لبلدان الشرق الأوسط ساهم في رسم صورة كاريكاتورية، غالبًا ما تكون من أكثر سماتها سلبية، لذا فالبعض مستعد لأن يصدق أن 6500 حالة وفاة حدثت في الجزء الجنوبي من العالم الأقل حضارة. إلا أنه أكد في الوقت نفسه أن هناك مقالات جيدة ودقيقة مكتوبة حول هذا الموضوع دون الحاجة لاستخدام المعلومات الكاذبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى