عقد مجلس الشورى، اليوم، جلسته الأسبوعية العادية، برئاسة سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم رئيس المجلس. وفي بداية الجلسة، رفع مجلس الشورى أحر التهاني وخالص التبريكات إلى مقام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وإلى صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وإلى سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل ثاني نائب الأمير، وإلى الشعب القطري الكريم، بمناسبة النجاح الذي تحقق في استضافة بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، والتي اختتمت فعالياتها أمس الأحد على استاد لوسيل، بمباراة نهائية جماهيرية جمعت بين منتخبي الأرجنتين وفرنسا.
وجدد المجلس التهنئة بمناسبة اليوم الوطني للدولة، سائلا الله -سبحانه وتعالى- أن يديم على هذه الأرض الطيبة الأفراح والمسرات والخير والازدهار. وأشار إلى أن يوم أمس كان يوما استثنائيا لدولة قطر، حيث توجهت أنظار العالم إليها لمتابعة نهائي كأس العالم لكرة القدم، الذي جاء متزامنا مع ذكرى اليوم الوطني.
وعبر المجلس عن فخرة واعتزازه بما أنجزته دولة قطر لأبنائها وللمنطقة، ولما قدمته للإنسانية في ترسيخ مفاهيم جديدة للرياضة من أجل وحدة الشعوب وتآخيها.
ونوه بأن دولة قطر قدمت بطولة مبهرة، وبتنظيم محكم، شهد له الجميع، حيث عاشت خلالها الجماهير التي وفدت إلى البلاد من كافة أنحاء العالم أجواء حماسية واحتفالية، ونال التنظيم إعجاب جميع الفرق المشاركة، كما تسابقت الصحف والشبكات العالمية ومختلف وسائل الإعلام للإشادة به. كما أكد أن دولة قطر نجحت من خلال تنظيمها للبطولة في تقديم الصورة الصحيحة عن المنطقة، وتغيير الصورة السلبية النمطية السائدة عن الإنسان العربي والمسلم، بما وضعته من بصمة عربية وإسلامية في أهم وأكبر حدث رياضي في العالم.
وأشار مجلس الشورى إلى أن ذلك تجلى بشكل واضح في حفل الافتتاح الذي مزج بين الثقافة العربية والإسلامية وانفتاحها على مختلف الثقافات، منوها بأن البطولة استقبلت آلاف الجماهير من مختلف أنحاء العالم، والذين كونوا انطباعات جيدة عن المنطقة وشعوبها، بعد أن كان عدد منهم يحمل أفكارا سلبية عنها، وتردد في القدوم إليها. وأكد المجلس على أن آثار هذا الإرث لكأس العالم برزت في شتى المجالات منذ فترة طويلة، وخاصة في إنشاء بنية تحتية متكاملة، وتعزيز وسائل النقل، وتعدد المرافق الترفيهية والسياحية والرياضية والحدائق والمنتزهات في مختلف أنحاء الدولة، ودعم الابتكار وريادة الأعمال، ودعم ذوي الإعاقة، وتقنية تبريد الملاعب. وأضاف أنه ما كان لهذا النجاح أن يتحقق لولا التخطيط المسبق، والرؤية السديدة لقيادتنا الرشيدة. وثمن المجلس ما قدمته القيادة الرشيدة للبلاد من دعم ومساندة لهذا الحدث، “حيث تابعت بشكل دوري مراحل سير العمل فيه، ووجهت بتسخير كافة الإمكانات له، وتذليل العقبات التي قد تواجهه”.
كما أشاد بجهود الحكومة الموقرة وكافة مؤسسات الدولة في القطاعين العام والخاص، ومساهماتهم في إنجاح هذا الحدث العالمي، مؤكدا أن التعاون والتكاتف وما بذله الجميع من جهود مشتركة لهذه البطولة يجسد شعار يومنا الوطني لهذا العام “وحدتنا مصدر قوتنا”. ونوه بخطة العمل الدقيقة للحكومة، والتي حظيت بدعم لا محدود من القيادة الرشيدة، لتنظيم البطولة بأبهى صورة وبشكل احترافي، مؤكدا أن تلك الخطة أسهمت في عدم تأثر مستوى الخدمات المقدمة في ظل زيادة أعداد الزائرين للدولة. وتقدم المجلس بالشكر الجزيل للجنة العليا للمشاريع والإرث على الجهود الدؤوبة التي بذلتها على مدى السنوات الماضية لتحقيق هذا الإنجاز التاريخي، مثمنا عملها الذي أسهم بشكل كبير في تقديم الصورة الصحيحة والإيجابية عن البلاد، عبر إنجاز المشاريع وفق أعلى المقاييس، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، والتصدي لكل ما من شأنه النيل من هذا الاستحقاق.
كما تقدم بالشكر للمتطوعين نظير جهودهم التي كان لها أثر ملموس في إنجاح البطولة. وندد بما تعرضت له البلاد منذ لحظة الفوز بشرف استضافة المونديال، من حملات ممنهجة ومغرضة وهجمات شنيعة، بنيت على ادعاءات باطلة، وبيانات مضللة، ووقفت خلفها وسائل إعلام ومنظمات غربية، ولقيت لاحقا دعما من بعض المسؤولين والجهات الرسمية في بعض الدول. وشدد على أن تلك الحملات زادت من قوة وإصرار قطر، وقابلتها بالعمل والإنجاز، فتحولت تلك الانتقادات خلال البطولة إلى إشادات. وأشار المجلس إلى أن استضافة بطولة كأس العالم مجرد مرحلة وليست نهاية الطريق.. مؤكدا ثقته بأن مسيرة العمل والإنجاز ستتواصل عبر البناء على هذا النجاح.
كما أكد مجلس الشورى أن رحلة استضافة قطر لبطولة كأس العالم لكرة القدم كانت رحلة طويلة وشاقة، مليئة بالصعوبات والتحديات، استطاعت البلاد تجاوزها، ورحبت على مدى 28 يوما بالعالم أجمع، ونجحت في تنظيم أفضل نسخة من كأس العالم، ستبقى في الذاكرة إلى الأبد. بعد ذلك، تلا سعادة الدكتور أحمد بن ناصر الفضالة الأمين العام لمجلس الشورى، جدول أعمال الجلسة، وتم التصديق على محضر الجلسة السابقة. واستعرض المجلس مشروع قانون بشأن الوثائق والمحفوظات والمحال إلى المجلس من الحكومة الموقرة، وقرر إحالته إلى لجنة الشؤون الثقافية والإعلام، لدراسته ورفع تقرير بشأنه إلى المجلس.
كما استعرض المجلس تقرير لجنة الشؤون المالية والاقتصادية حول مشروع قانون بتعديل بعض أحكام قانون الضريبة على الدخل الصادر بالقانون رقم (24) لسنة 2018. وبعد الاطلاع على تقرير اللجنة، واستعراض بنود المشروع ومناقشتها، أقر المجلس مشروع القانون المذكور. كما وافق المجلس على طلبي تمديد أعمال لجنة الشؤون القانونية والتشريعية لدراسة مشروع قانون بتعديل بعض أحكام القانون رقم (6) لسنة 2014 بتنظيم التطوير العقاري، وأعمال لجنة الشؤون الثقافية والإعلام لدراسة موضوع تعزيز القيم والهوية الوطنية في المجتمع. حضر الجلسة عدد من سفراء اللجنة العليا للمشاريع والإرث، إلى جانب مختصين بالهيئة العامة للضرائب وباحثين قانونين.