أكد الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري مستشار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، استعداد دولة قطر التام لاستقبال شركائها من مختلف أنحاء العالم المشاركين في مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نموا، والذي سيعقد بالدوحة في الفترة من 5 إلى 9 مارس المقبل.
وشدد الدكتور الأنصاري في الإحاطة الإعلامية الأسبوعية التي تنظمها وزارة الخارجية على أن الدوحة عاصمة للعمل الدولي متعدد الأغراض، خاصة العمل الإنمائي الذي يمثل أولوية وأهمية للسياسة الخارجية القطرية، فقطر دائما من الداعمين الرئيسيين للجهود الدولية في دعم الدول الأقل نموا، وهي تمثل 46 دولة وفقا لتصنيف الأمم المتحدة.
وأضاف المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية أن قطر منذ عام 2020 إلى الآن قدمت مساهمات لهذه الدول وصلت إلى مليار و300 مليون ريال قطري، بما يعادل 363 مليون دولار أمريكي، وهذا الدعم يعكس اهتمام قطر البالغ بهذا الملف، وأنها دولة محورية وأساسية في دعم جهود التنمية في هذه البلدان.
ولفت إلى أن المؤتمر يعد منصة لدعم البلدان الأقل نموا على المستويات كافة، سواء الرسمية أو الأهلية أو الخاصة أو الشبابية، متوقعا أن يشارك في هذا الحدث المهم والكبير من 4 إلى 5 آلاف مشارك من الخارج و1000 من الداخل، بخلاف عدد كبير من القادة ورؤساء الحكومات والوزراء والمتخصصين والخبراء المعنيين.
ونبه مستشار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية إلى أنه على هامش المؤتمر (4 مارس المقبل) سيتم افتتاح “بيت الأمم المتحدة” الذي أعلن عنه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في خطابات مختلفة أمام الأمم المتحدة، والذي يترجم الاتفاقيات التي وقعت مع الأمم المتحدة عام 2018 في مختلف المجالات، والمساهمة بمبلغ يزيد على 500 مليون دولار لدعم عدد من مجالات عملها.
وأوضح أن “بيت الأمم المتحدة” مبادرة وطنية قطرية لتعزيز مكانة قطر في العمل متعدد الأطراف، وكشريك دولي موثوق مع الأمم المتحدة في تحقيق الأهداف المرجوة في العمل الدولي بشكل عام، خاصة أن قطر شريك قديم للأمم المتحدة، والعلاقة بينهما تاريخية وممتدة ومتنوعة، مشيرا إلى أن “بيت الأمم المتحدة” يضم 12 مكتبا متنوعا في اختصاصه وطبيعة عمله، من ضمنها مكتب اليونسكو، ومنظمة العمل الدولية، واليونيسيف، ومنظمة الصحة العالمية، وغيرها.
وتابع الدكتور ماجد الأنصاري بأن المؤتمر في نسخته الخامسة فرصة لتضافر الجهود الدولية من أجل تسريع عجلة التنمية المستدامة في الدول الأقل نموا، حيث يعقد هذا المؤتمر مرة كل 10 سنوات، ويتيح الفرصة لهذه الدول للاستفادة من الجهود الدولية لدعم الإمكانيات وتحقيق الأهداف المرجوة، مؤكدا أن القادة خلال المؤتمر سيقومون بإجراء تقييم شامل لتنفيذ برنامج عمل إسطنبول، واتخاذ الإجراءات المناسبة على الصعيد الدولي لصالح البلدان الأقل نموا، وستتم الموافقة على تجديد الشراكة بين هذه الدول وشركائها في التنمية للتغلب على التحديات الهيكلية، والقضاء على الفقر، وتحقيق الأهداف الإنمائية المتفق عليها دوليا، وتمكين الدول المعنية من الخروج من فئة أقل البلدان نموا، حيث يضم المؤتمر مجموعة من المنتديات لـ “القطاع الخاص، والمجتمع المدني، والشباب، والبرلمانيين، ومسارات التعاون بين بلدان الجنوب”.
وذكر الدكتور الأنصاري بترحيب دولة قطر باعتماد برنامج عمل الدوحة لمؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نموا للعقد 2022 -2031، الذي تم بتوافق الآراء العام الماضي في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، واعتبار الدوحة لاعتماد البرنامج في الجزء الأول من المؤتمر إنجازا مهما يساهم في إضفاء زخم إيجابي للجهود والتحضيرات لعقد الجزء الثاني من المؤتمر الذي تتطلع الدولة لاستضافته في الفترة من 5 إلى 9 مارس المقبل.
وبخصوص المساعدات القطرية للمتضررين من الزلزال الذي ضرب الجمهورية التركية والشمال السوري مؤخرا، أكد الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري مستشار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، أن عدد الطائرات التي حملت المساعدات إلى هناك تجاوز الـ 50 طائرة، ولا يزال الجسر الجوي مستمرا في توصيل المساعدات حتى تنتهي الحاجة من الطرفين التركي والسوري، مشيرا إلى أن هذه المساعدات تشمل المعدات والمستلزمات الطبية، والخيام العائلية، والمواد الغذائية، والمستشفيات الميدانية، والوحدات السكنية الجاهزة، وتجهيز 12 مستشفى ميدانيا.
وأشاد الدكتور الأنصاري بجهود مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية القطرية في هذا الإطار، خاصة أن المساعدات مستمرة منذ بداية الأزمة، فالهلال الأحمر القطري وصل منه وفد مكون من 29 طبيبا و4 ممرضين لإجراء العمليات الجراحية وتدريب الكوادر الطبية هناك، وكذلك يواصل إرسال المستلزمات الطبية والأدوية والأجهزة للمراكز والمستشفيات في الشمال السوري التي يستفيد منها 108 آلاف متضرر، كما أعلن الهلال الأحمر عن بناء مدينة سكنية جديدة للعوائل المتضررة، تضم 300 شقة شاملة البنية التحتية الكاملة وكل ما تحتاجه هذه المدينة، كما قدمت /قطر الخيرية/ مساعدات بقيمة تزيد على 22 مليون ريال في تركيا و39 مليونا في الشمال السوري حتى الآن، كما وقع صندوق قطر للتنمية اتفاقية لإنشاء مدينة متكاملة في الشمال السوري مع إدارة الكوارث والطوارئ التركية، وجمعية العيش الكريم السورية، يستفيد منها 70 ألف شخص، وتوفير سبل العيش الكريم لهم بوضع يتناسب مع احتياجاتهم.
وشدد المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية على حرص قطر الدائم على تقديم الدعم والمساعدة للشعب السوري الشقيق انطلاقا من إيمانها بحقه في العيش الكريم، منبها إلى أن المساعدات القطرية الإجمالية المقدمة للأشقاء السوريين تجاوزت الملياري ريال.
وعن زيارة دولة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء المصري للدوحة، أكد الدكتور الأنصاري أنها تأتي في إطار تطوير العلاقات مع جمهورية مصر العربية الشقيقة، وأن توقيع العديد من الاتفاقيات بين الجانبين يعكس عمق هذه العلاقات وتنميتها.
واستعرض المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية جهود الوزارة خلال الأيام القليلة الماضية والمقابلات التي أجراها المسؤولون القطريون في الداخل والخارج، والتي تهدف في مجملها إلى تحقيق الأمن والسلم الدوليين، ودعم جهود الوساطة في اليمن وإفريقيا وأفغانستان وليبيا وغيرها من مناطق الصراع في العالم.