المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة: الدبلوماسية الثقافية أداة فاعلة في خدمة المصالح الوطنية

شاركت سعادة الشيخة علياء بنت أحمد بن سيف آل ثاني، المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، في النسخة الثانية من منتدى “المكتبات في الصدارة”، الذي عقد بالدوحة.
وتوجهت سعادتها في كلمة خلال المنتدى، بالشكر لسعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني رئيس مجلس أمناء مكتبة قطر الوطنية، على دعوتها الكريمة لإلقاء كلمة تسلط الضوء على دور وتأثير مؤسسات ومبادرات وجهود دولة قطر الثقافية، في الدبلوماسية الثقافية في الولايات المتحدة الأمريكية.
وأعربت سعادتها عن سرورها بانطلاق النسخة الثانية للمنتدى المتميز والمرموق لمكتبة قطر الوطنية، كما أشادت بالدور الإنساني الريادي الذي تضطلع به المكتبة في مضمار تطوير ونشر المعرفة، كمؤسسة بحثية رفيعة تقوم بالحفاظ على التراث الوطني لدولة قطر والمنطقة.


وأفادت سعادتها بأنها تؤمن بشكل قاطع بدور الدبلوماسية الثقافية كأداة فاعلة ورئيسية من أدوات القوة الناعمة المؤثرة في خدمة المصالح الوطنية الحيوية للدول، وصناعة مركزها المؤثر في الساحة الدولية، مضيفة بأن الدبلوماسية الثقافية تعمل على مراكمة القوة الناعمة التي يمكن أن يكون تأثيرها، وفعاليتها، أكثر وأعمق من القوة الصلبة في أحيان كثيرة.
وأضافت أن الدبلوماسية الثقافية تلعب دورا أساسيًا في تعزيز قوة الدول، ومركزها الدولي، فبجانب الدور الذي تلعبه المؤسسات الإنمائية، والتعليمية والمؤسسات الإعلامية، كأدوات للقوة الناعمة والمؤثرة في السياق الوطني لدولة قطر، تقوم المؤسسات والمبادرات الثقافية في دولة قطر بدور حيوي وملهم.


وفيما يتعلق بهيئة متاحف قطر، أفادت سعادتها بأن دولة قطر تمتلك أبرز وأعرق الأعمال والمقتنيات الفنية العالمية، والتي وضعتها في مصاف المتاحف الدولية الكبرى، وفي هذا الإطار، أشارت سعادتها إلى الشراكة بين متاحف قطر ومتحف المتروبوليتان للفنون في نيويورك، في العام 2022، والتي شملت قاعة العالم الإسلامي التي أطلق عليها اسم “قاعة قطر” في متحف المتروبوليتان في قلب نيويورك- حيث تعبر عن البعد الرمزي والاستراتيجي لهذه المبادرة في سياق الدبلوماسية الثقافية، وفي خارطة القوة الناعمة لدولة قطر في الولايات المتحدة والعالم، والتي بلا شك ترسخ قيمتي وبعدي الأصالة والمعاصرة في آن واحد.


ونوهت إلى المشاريع والمبادرات الإبداعية الأخرى لمتاحف قطر في مجال الدبلوماسية الثقافية، مثل مبادرة تنظيم الأعوام الثقافية التي شملت عدة دول منها: اليابان، والمملكة المتحدة، والبرازيل، وتركيا، والصين، وألمانيا، وروسيا، والهند، وفرنسا، والولايات المتحدة الأمريكية.
كما أشارت سعادتها إلى الدور الكبير للمؤسسة العامة للحي الثقافي /كتارا/ والشراكات الاستراتيجية الذكية مع المؤسسات الثقافية الدولية، وعضوية دولة قطر في كبرى هذه المؤسسات، مضيفة أن المؤتمرات والمنتديات الدولية التي تستضيفها دولة قطر بشكلٍ سنوي تلعب دورا في بناء جسور التواصل الإنساني والحضاري، وفي مراكمة القوة الناعمة لدولة قطر، وصناعة صورة إيجابية جاذبة ومبهرة تقوم على الأصالة والمعاصرة، مثل منتدى الدوحة الذي تقيمه وزارة الخارجية، ومؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم” وايز” ومؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية “ويش” اللذين تنظمهما مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع.
وقالت سعادة المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة إن دولة قطر تؤمن بالتكامل والتناسق بين الدبلوماسية التقليدية المعروفة، والدبلوماسية الثقافية كمسارات، وأدوات فاعلة في صناعة، ومراكمة القوة الناعمة لدولة قطر ، لذلك، تواصل دولة قطر العمل على فتح فرص بناء الشراكات بين المؤسسات القطرية والمؤسسات الدولية الرصيفة في هذا الإطار.
وأشارت إلى أن استضافة دولة قطر لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 كانت أكبر مثال للتكامل والتناسق بين الدبلوماسية التقليدية المعروفة، والدبلوماسية الثقافية والرياضية، وقد نجحت دولة قطر في استضافة أنجح مونديال في تاريخ كرة القدم، فهو الأول في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط.


ودعت سعادتها إلى مزيد من التعزيز والترسيخ للدبلوماسية الثقافية لدولة قطر، إضافة الى التنسيق والتآزر بين مؤسسات ومبادرات الدبلوماسية الثقافية من جانب، والدبلوماسية الرسمية من الجانب الآخر، وذلك لتعزيز ومراكمة القوة الناعمة لدولة قطر، وتحقيق أهدافها وغاياتها الوطنية الحيوية والاستراتيجية في الفضاء العالمي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى