لقاء اللواء مع عبيدة البنكي خطاط مصحف قطر : الخط العربي هو هويتنا وصورتنا أمام العالم

@ تكريمي بوشاح الاستحقاق من قبل سمو الأمير  أعتبره أعلى وأغلى وسام وضعته على صدري 

@ كتابة المصحف أعظم أمنية لدى الخطاط 

@ تكريماً لكتابة مصحف قطر تم اختياري لكتابة خطوط العملة القطرية 

@ والدي كان شاعراً وكنت أكتب قصائده بخط يدي 

حاوره : أحمد القوبري 

هذه زاوية نطل بها على مختلف قضايا الساعة عبر حوارات سريعة نحاول من خلالها عبر ” لقاء اللواء” ان نسلط الضوء على الحقيقة وكل جديد في السياسة والرياضة وكل قضايا الوطن والمواطن . وضيفنا اليوم هو عبيدة البنكي خطاط مصحف قطر.

@ كيف جاءت مشاركتك في مسابقة مصحف قطر ؟ 

•• طبعاً جاءت عن طريق مسابقة دولية طرحتها وزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية في دولة قطر ، في البداية تم توجيه دعوة لعدد معين من الخطاطين المتميزين في العالم والحاصلين على جوائز وانجازات في خط القرآن الكريم وأنا كنت أحدهم والدعوة كانت لعشرين خطاط وثم فتحوا باب الدعوة وشارك بها حوالي 120 خطاط .

وجرت المسابقة على مراحل ، المرحلة الأولى طُلب من كل خطاط أن يكتب 5 صفحات وتم إختيار سبعة خطاطين من بين ال120 ، وثم جرت تصفية أخرى من السبعة وطلبوا أن يكتب كل واحد جزئين من القران (40) صفحة وتم إختيار خطاطين منهم ، وثم كانت التصفية الأخيرة بأن يتم كتابة المصحف بشكل كامل ، المسابقة استمرّت من سنة 2001 إلى 2006 ولم تعلن النتيجة من البداية ليبقى التنافس مستمرا.

نعم توقعت الفوز 

** وهل توقعت الفوز بشرف كتابة مصحف قطر؟

•• نعم توقعت الفوز كوني شاركت بمسابقات كثيرة وأتنافس مع الخطاطين وأعرف مستوياتهم وأعرف نقاط الضعف والقوة فيهم ، وكان عندي أمل كبير في الفوز نتيجة الخبرة التي أمتلكها ولله الحمد ، فعلم الخط والتمرين يحتاج إلى خبرة ، وكانت هناك لجنتان للتدقيق ، لجنة علمية ولجنة فنية ، وكنت أنظر بعينين ، عين إلى اللجنة العلمية وعين إلى اللجنة الفنية ، فوفقت ما بين اللجنتين .

** ماذا كان شعورك بعد أن وقع عليك الاختيار لكتابة المصحف ؟ 

•• كانت فرحة عظيمة لا توصف وخصوصاً أنني كنت الهج بالدعاء إلى الله ان يوفقني في كتابة المصحف وهذه أعظم أمنية لدى الخطاط ، وعندما نلت هذا الشرف العظيم الذي لا يوجد بعده شرف شكرت الله كثيراً على هذه ‏النعمة العظيمة .

** كم الوقت الذي استغرق لإنجاز المصحف كاملا، وكم عدد الساعات لكتابة صفحة واحدة ؟ 

‏•• تقريبا ثلاث سنوات ونصف ‏من العمل المتواصل ‏مع التصحيح ، الصفحة الواحدة تأخذ حوالي ثمان ساعات من العمل الدقيق ما بين دراستها على المصحف الأصلي ، فهناك شروط وضوابط للمسابقة ‏فتكون الكثافة الخطية موزعة بشكل متناسب على الصفحة وأن تنتهي الآية بسطرها ولا يحق لك ان تكتب نهاية آية ببداية سطر جديد ، وهذه تحتاج منك إلى إخراج الصفحة بشكل جديد من المصحف الذي تنقل منه ، وهذا عمل غير مسبوق من قبل.

 ، فتحتاج إلى عمل مسودة بعد الدراسة على المصحف الأساسي ، ويتم كتابتها من غير تشكيل ثم أقوم بعمل التشكيل ووضع الحركات بالسكين الصغير أعمل رتوش لبعض الحروف ونهايات الحروف إذا كان يوجد حبر زائد فهذه العملية تأخذ حوالي ثمان ساعات .

مسابقة من نوع خاص 

** ما هي أبرز المميزات لمصحف قطر ؟ 

‏•• أبرز المميزات كونه جاء عبر مسابقة دولية فلم تأتي بتكليف عادي ، جرت العادة أن مؤسسة تكلف خطاطا معيناً قد لا يكون درجة أولى ، بينما هذه المسابقة شارك بها أفضل الخطاطين في العالم ، فكانت ملحمة ، فكل الخطاطين وضعوا كل إمكانياتهم للتنافس لأن هذا شرف عظيم لهم ، بالإضافة إلى توزيع الكثافة الخطية في الصفحة الواحدة وأيضا وجود لجان دولية لمراقبة العمل ، فهذه مميزات غير موجودة في المصاحف الأخرى.

** هل هناك تحديات أو صعوبات واجهتكم خلال فترة إنجاز المصحف أو في مسيرتك ؟ 

‏•• طبعا صعوبات كبيرة وكثيرة منها كيف توظف قواعد الخط الكلاسيكية مع مفهوم ضبط المصحف بالفترات الأخيرة فهذا يحتاج إلى أن تمزج بين قواعد الخط ووضع الحركات على الخط نفسه فهذه عملية صعبة وليست سهلة بأن تكتب الرسم العثماني بالخط الكلاسيكي ، وأيضا من الصعوبات بأن تنتهي الآية بسطرها لدرجة أن (رأسي كان يوجعني) ولا أجد لها حلا فأترك الصفحة وأبدأ بصفحة جديدة وأعود لها في وقت آخر .

تجربة ثرية مع العملة القطرية

** لك تجربة ثرية أيضا في كتابة خطوط الإصدار الخامس من العملة القطرية، حدثنا عن هذه التجربة؟ 

‏•• تم اختياري تكريما لكتابة مصحف قطر ، عملنا تجارب لخطوط كثيرة واستمر العمل لا يقل عن ستة أشهر تقريباً إلى أن تم اختيار هذه الخطوط (خط المحقق وخطة الثلث وخط النسخ وخط الاجازة) ، فظهرت العملة القطرية كأنها لوحات ليست عملة فقط ، فالعملة لها دلالة أخرى عندما يكون خط جميل يكون لها قيمة اخرى.

** ماذا عن العملة التذكارية لكأس العالم ؟ 

‏العملة وسيلة أساسية للتوثيق التاريخي وهي جزء من تاريخ الأمة لأنها تعبر عن هوية اي أمه من الأمم ، والعملات التوثيقية والتذكارية تخلد لأحداث مهمة في تاريخ أي دولة خاصة إذا حوت على صور لحدث ثقافي أو اقتصادي أو تاريخي أو رياضي ، لذلك حرصت الدول على أن تجعل صفحات عملاتها من كل فئاتها سجلا لانجازاتها قديما وحديثا  

** رغم أنك قد درست الهندسة الزراعة، إلا إن لديك شغف كبير بفن الخط، من أين بدأ هذا الشغف ؟ 

‏•• هذا الشغف جاء من البيئة التي نشأت فيها كون والدي رحمه الله كان أديبا وشاعرا ومحباً للخط وكان لدينا مخطوطات وكتب كثيرة وأنا صغير كنت أقلد عناوينها .

وكنت أكتب قصائد والدي بخطي ، وأيضا تتلمذت على يد خطاطين في دمشق مثل الخطاط احمد الباري والخطاط محمد القاضي وثم انتقلت إلى إسطنبول وهي وارثة الحضارة العثمانية بالخط وتعتبر قبلة الخطاطين تتلمذت على يد الخطاط المخضرم حسن شلبي وهو تلميذ الاستاذ حامد الآمدي الخطاط العثماني الشهير واخذت اجازة الخط سنة 1999م وبموجبها يحق لي ان أجيز الغير (الشهادة التي تخوّل للمتعلّم حقّ امتهان الخطّ وممارسته عندما يراه معلّمُه أهلا لذلك) .

وشاح الاستحقاق 

** تم تكريمك بوشاح الاستحقاق” من قبل سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ، ماذا يعني لك هذا التكريم ؟ 

‏هذا التكريم أعتبره أعلى وأغلى وسام وضعته على صدري وكان فرحة كبيرة بالنسبة لي.

** حدثنا عن انواع الخطوط العربية التي تجيدها أو تفضلها ؟ 

‏•• أنواع الخطوط كثيرة ولكن اكثر الخطوط التي استخدمها هي خط الثلث وخط النسخ فهم أجمل خطين ، هناك خطوط أخرى جميلة مثل خط التعليق أو الفارسي والخط الديواني والجلي ديواني والخط الكوفي وخط الرقعة ، مميزة خط الثلث أن كثرة التدريب عليه يعينك على بقية الخط فهو أم الخطوط وهو بالنسبة لباقي الخطوط مثل كرة القدم بالنسبة للرياضات الاخرى .

** ما الذي تطمح أو تتطلع إليه مستقبلا خاصة بعد كتابة مصحف قطر ؟

‏•• أتطلع إلى كتابة مصاحف تراثية بعدة خطوط متنوعة على الطريقة القديمة ، الطريقة المملوكية او التيمورية القديمة وهذا عمل مُتحفي ، أيضا لي نية على كتابة القرآن بروايات أخرى وطموحي ان أعمل معهد لتعليم الخط اصوله الكلاسيكية والتقليديه وأن شاء الله تتحقق هذه الأمنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى