منذ إندلاع الأزمة الخليجية المفتعلة ضد قطر والتي كما يعلم الجميع كان لها مآرب أخرى غير المعلنة، إستطاعت قطر أن تلعب بكل إقتدار ومهارة في جميع الملاعب السياسية والإقتصادية والعسكرية و الإعلامية والرياضية والدينية وغيرها ضد ٣ دول +نص عملت وما زالت تعمل بكل ما أوتيت من إمكانيات لتشويه سمعة قطر وتخريب ما يمكن تخريبه لشيطنتها بعد فشلهم في إخضاعها لوصايتهم.
سياسياً: إستطاعت قطر في بداية الأزمة تفنيد إدعاءات وأكاذيب دول الحصار مما أفقد تلك الدول مصداقيتها أمام العالم، تلا ذلك عملها على كشف نواياهم التخريبية القائمة على ترسيخ ودعم دكتاتوريات المنطقة ووأد أي نظام ديمقراطي فيها قد يكون نواة لشعوبهم للإقتداء بها، فهم ينظرون لإستمرار النظم الديكتاتورية في المنطقة بأنه الملاذ الآمن لإستمرارهم في السيطرة على مقدرات أوطانهم ونهب ثرواتها.
إقتصاديّاً: دفعت قطر بملف تصدير الغاز بالضغط على الدول العظمى للعمل على دحر ما كانت ستتعرض له من عدوان في بداية الأزمة وأنها ستضطر لوقف إنتاج الغاز تحت بند “القوة القاهرة” والمشار إليه في جميع تعاقداتها مما سيعطل عجلات الإنتاج في تلك الدول التي تعتمد على الغاز القطري في تشغيل الكثير من مشاريعها الحيوية، حيث كانت هذه الورقة إحدى أدوات الضغط على تلك الدول إلى جانب إستثمارات صندوق قطر السيادي فيها.
عسكرياً: وبعد إستهانة البيت الأبيض ببنود إتفاقية الدفاع المشترك الموقعة مع قطر وإعطاء ترامب الضوء الأخضر لدول الحصار بغزو قطر دون الرجوع للمؤسسات ذات الصلة، كان لسرعة تفعيل إتفاقية الدفاع المشترك مع تركيا دوراً محوريّاً في خنوع دول الحصار ورجوعهم عن قرارهم بداية الأزمة.
بعدها قامت قطر بتعاقدات مليارية لزيادة فاعلية قوة ردعها وتصديها لأي عدوان قد تتعرض له مستقبلاً .
إعلاميّاً: كان للهالة الإعلامية الجبارة للجزيرة ومصداقيتها في الشارع العربي الأثر الأكبر في كشف الحقائق وتفنيد أكاذيب دول الحصار للعالم بفتحها ملفات فضائع أنظمة دول الحصار وتدخلاتها في تخريب المنطقة، وما زال هو السلاح الذي يضربهم بلا هواده والرادع الأول لتلك الأنظمة بكشفها نواياهم الخبيثة. إضافةً إلى الصحف المحلية والتلفزيون الرسمي للبلاد.
رياضياً: أقنعت قطر العالم بأنها الأجدر في تنظيم كأس العالم 2022 مما أثار قريحة دول الحصار وأظهرت ما بداخلهم من عقد نقص طالما عانوا منها منذ قديم الأزل، فحاولوا بشتى الوسائل القذرة سحب التنظيم وعند فشلهم حاولوا مشاركتنا التنظيم وفشلوا كذلك لإسباب ما زالوا يجهلونها وذلك بأنهم بعيدون كل البعد عن مستوى الحرفية في العمل التي وصلت إليها قطر بإستثمارها في الإنسان الذي مازالوا يعملون على تهميشه وقمعه في دولهم.
دينيّاً: تم طرد المعتمرين القطريين من مكة المكرمة وحاولوا جاهدين لاحقاً بأن يتداركوا مسألة تسييس المشاعر المقدسة بالإعلان عن فتح موقع إلكتروني لمن يرغب في العمرة أو الحج عن طريق الكويت أو عمان، بعدها خيبت السلطات القطريّة آمالهم بعدم حجب الموقع حسب توقعاتهم فقاموا بتعطيل الموقع بالتزامن مع المانشيت الشهير لصحيفة عكاظ الرسمية “إلى القطريين: بيت الله أو الحمدين”
أخيراً: كان لوسائل التواصل الإجتماعي وتويتر بالتحديد كبير الأثر في إظهار التناقضات في تصريحات مسؤولي دول الحصار للشارع العربي والخليجي عبر إجتهادات شخصية لمغردين قطريين ما أكسبها تضامناً شعبياً عربياً حيث بان ذلك جليّاً في تضامن الكثير من الحسابات العربية الثقيلة في تويتر وغيرهم الكثير من الحسابات الذين عملوا ب “أضعف الإيمان” وآثروا الصمت خوفاً من بطش ديكتاتوريات دول الحصار.
في الختام..
لو صرفت قطر ملياراتها في تسويق البلد وكأس العالم بالتحديد كما سوّق لها أعداؤها لما إستطاعت الوصول لشعوب العالم وقلوب الشعوب العربية والخليجية بهذه الفاعلية. اليوم وبعد مرور سنتين على حصار قطر،
هل يعون بأن من بعثرهم هو وحده من يستطيع لملمة جراحهم؟