رد وزارة التجارة العراقية على مقال: “التبادل التجاري بين العراق وقطر… التجارة البينية آفاق التعاون وفرص النمو – الدكتور أثير الغريري – وزير التجارة العراقي

تابعت باهتمام بالغ المقال الذي نشره الأستاذ الدكتور قيس عبدالعزيز الدوري تحت عنوان: “التبادل التجاري بين العراق وقطر… فرصة ضائعة وعلاقة دون الطموح”، والذي تناول فيه ملاحظات دقيقة وواقعية حول حجم التبادل التجاري المتواضع بين العراق ودولة قطر الشقيقة.
وأودّ بداية أن أعبّر عن تقديري العالي لهذا الطرح الموضوعي الذي يأتي في وقته المناسب، ويُعبّر عن حرص النخب الأكاديمية على مصلحة العراق الاقتصادية ودوره الإقليمي، وهو ما نعتبره داعمًا ومكملًا لمساعي الدولة في تحسين أدائها الاقتصادي.
وفي هذا السياق، نودّ أن نوضح بعض الجوانب التي ساهمت في تدنّي مستوى التبادل التجاري بين العراق وقطر، وأبرزها:
1. الظروف الإقليمية والسياسية التي ألقت بظلالها على العلاقات التجارية خلال السنوات الماضية، مما أدى إلى غياب المبادرات الكبرى رغم وجود نوايا طيبة متبادلة.
2. ضعف البنية اللوجستية المباشرة بين العراق وقطر، وغياب الخطوط التجارية الفاعلة، مقارنةً بدول أخرى ترتبط بالعراق عبر البر أو موانئ بحرية قريبة.
3. غياب التمثيل التجاري الفعّال، إذ لم تكن هناك مكاتب أو ملحقيات تجارية نشطة بين البلدين تعمل على ربط رجال الأعمال وتسهيل العقود التجارية.
4. عدم استثمار الفُرص المتاحة في مجالات الطاقة، والسياحة، والتعليم العالي، والزراعة، وهي قطاعات يمكن أن تخلق قفزة في التبادل التجاري إذا أُحسن تفعيلها.
لكننا في وزارة التجارة لا نقف عند حدود الواقع، بل نؤمن بضرورة تغييره. ولذلك، فإننا نعمل حاليًا على خطة استراتيجية متكاملة لفتح آفاق جديدة للتعاون التجاري بين العراق وقطر، وتتضمن:
• توقيع اتفاقيات ثنائية جديدة تشمل الإعفاءات الجمركية والتعاون اللوجستي والاعتراف المتبادل في المواصفات.
• فتح مكتب تمثيل تجاري عراقي دائم في الدوحة، بهدف التواصل المباشر مع المؤسسات الاقتصادية القطرية وتشجيع الاستثمار.
• تنظيم ملتقى اقتصادي عراقي-قطري خلال هذا العام 2025، يجمع نخبة من رجال الأعمال والمستثمرين من كلا البلدين، بهدف إقامة شراكات عملية فورية.
• إطلاق مبادرة “العراق-قطر: شركاء في التنمية”، والتي ستشمل مشاريع زراعية وصناعية واستثمارية مشتركة.

ختامًا، أؤكد أن العتب الذي ورد في مقال الدكتور قيس الدوري هو محل تقدير واهتمام حقيقي من قبلنا، وأن ما نخطط له اليوم سيجعل التبادل التجاري مع قطر في السنوات القادمة أكثر ازدهارًا واتزانًا، بما يعكس فعليًا الروابط الأخوية بين البلدين.
نعد شعبينا العزيزين أن يكون لنا لقاء قريب جدا بالدوحة وستكون نقطة تحول حقيقية في مسار التعاون الاقتصادي بين العراق وقطر، والله ولي التوفيق .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى