قطر… ريادة تعليمية تستحق الإشادة، ومناشدة تربوية تُرجى الاستجابة – أ.د قيس عبد العزيز عثمان

لقد أصبحت دولة قطر – بفضل قيادتها الحكيمة ورؤيتها المستقبلية – واحدة من الدول الرائدة في مجال الإصلاح والتطوير التعليمي في العالم العربي والإسلامي.

ومنذ سنوات، ونحن نتابع بإعجاب ما تحققه وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي من إنجازات على مستوى تحديث المناهج، دعم البحث العلمي، وتحقيق التحول الرقمي في التعليم، وكل ذلك في انسجام تام مع أهداف رؤية قطر الوطنية 2030 التي جعلت الإنسان هو محور التنمية.

ومما يُحسب لهذه الوزارة الرائدة، أنها لم تكتفِ بالتطوير البنيوي فحسب، بل أولت المرونة التعليمية اهتمامًا كبيرًا، من خلال إتاحة نظام التسارع للطلبة القادرين على تخطي الصفوف بجهود ذاتية، وكذلك نظام الدور الثاني الذي يمنح فرصة جديدة للنجاح لأولئك الذين لم يُوفقوا في محاولاتهم الأولى.

غير أن ملاحظتنا اليوم، والتي نعرضها بكل احترام وتقدير، تتعلق بجزئية تنظيم جدول الاختبارات لهذين النظامين المهمين، إذ لوحظ أن بعض الطلبة – ومنهم من اعتمد على المذاكرة الذاتية وبذل جهدًا مضاعفًا مع أسرته – يُفاجَأون بجدول يضم اختبارين في يوم واحد، سواء في الدور الثاني أو التسارع، مما يشكل ضغطًا نفسيًا وعقليًا كبيرًا على الطلبة، وقد يضعف من قدرتهم على أداء الاختبارات بما يعكس مستواهم الحقيقي.

ولذلك، نلتمس بكل احترام من وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، برئاسة سعادة السيدة لولوة الخاطر، أن تتفضل بإعادة النظر في توزيع اختبارات التسارع والدور الثاني، بحيث تُجرى مادة واحدة في اليوم لكل طالب، حفظًا لتكافؤ الفرص، وتيسيرًا على الطلبة، ودعمًا لأسرهم التي تساندهم بكل الوسائل.

إن هذه المناشدة لا تقلل أبدًا من حجم الإنجازات التي تحققها الوزارة، بل تأتي من منطلق الحرص المشترك على مواصلة التميز، والشراكة المجتمعية التي لا تستغني عنها أي مسيرة تعليمية ناجحة.

نسأل الله التوفيق والسداد لكل القائمين على شؤون التعليم في قطر، وأن يديم على هذه البلاد نعمة الاستقرار والنماء، وأن يجعل أبناءها وبناتها منارات للعلم، وروادًا للمعرفة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى