بينما كان العالم يحتفل بنهاية الحرب الباردة قبل ثلاثة عقود، اجتمع قادة العالم في كوبنهاغن 1995 لوضع أسس جديدة للتنمية الاجتماعية. كانت الأجواء مفعمة بالأمل، والمقررات طموحة: القضاء على الفقر، وتوسيع فرص العمل، وتعزيز الاندماج الاجتماعي. لكن هذا الحلم الجميل اصطدم بجدار الواقع القاسي.
ثلاثون عاماً من الانتظار.. لماذا؟
لقد احتاج العالم إلى ثلاثين عاماً ليدرك أن النموذج التنموي التقليدي لم يعد كافياً. الأزمات الاقتصادية المتتالية، وتصاعد حدة التغير المناخي، وجائحة كوفيد، كلها عوامل كشفت عن حقيقة مؤلمة: أن الرؤية التي طرحتها كوبنهاغن تحتاج إلى إعادة نظر جذرية.
لماذا الآن.. ولماذا قطر؟
الجواب ببساطة: لأن العالم يعيش أزمة وجودية في مفهوم التنمية، والبشرية تبحث عن نموذج ناجح يجمع بين الأصالة والحداثة. وهنا تأتي قطر، الدولة التي استطاعت أن تقدم نفسها للعالم كنموذج فريد في الجمع بين التطور الاقتصادي والأصالة الثقافية.
تحت القيادة الحكيمة لصاحب السمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أصبحت قطر وجهة عالمية للتفاهم والحوار. فبينما انشغل كثير من قادة العالم بمشاكلهم الداخلية، جاء سموه برؤية استباقية جعلت من قطر منصة دولية للحلول والإبداع.
مقارنة بين القمتين: من الأحلام إلى السياسة الحقيقية
بينما ركزت كوبنهاغن على المقاربات النظرية، تأتي الدوحة بحلول عملية. بينما اهتمت الأولى بالسياسات العامة، تقدم قطر نموذجاً يجمع بين سياسات الحكومة وطاقات المجتمع. هذه ليست مجرد قمة، بل هي انتقال من مرحلة التنظير إلى مرحلة التطبيق.
الدوحة.. حيث تلتقي الإرادات
من على أرض قطر، من دوحة العز والفخر، نرى العالم يعود إلى نقطة البداية، لكن هذه المرة بأمل جديد ورؤية أكثر نضجاً. قطر لا تستضيف هذه القمة فقط، بل تقدم نموذجها التنموي الناجح كنموذج يحتذى به.
إن عقد هذه القمة في الدوحة بعد ثلاثين عاماً من كوبنهاغن هو اعتراف دولي بأن قطر أصبحت رقماً صعباً في معادلة التنمية العالمية. إنها رسالة واضحة أن العالم يثق في قدرة قطر على قيادة الحوار العالمي حول مستقبل التنمية الاجتماعية.
هذه القمة تمثل فخراً لكل مواطن في هذه الأرض الطيبة، وهي تأكيد أن قطر، برغم صغر حجمها، أصبحت كبيرة برؤية قيادتها وحكمة شعبها. من هنا، من أرض العز، نبدأ فصلًا جديداً من فصول القيادة العالمية الرشيدة.
				
						

