البرلمان والانتخابات ..وجهة نظر شخصية

في الصميم – مبارك بن محمد الخيارين 

قد نتفق مع آخرين ، أو نختلف معهم بخصوص الانتخابات البرلمانية المرتقبة ، وهنا بودي ان أطرح تساؤلا مشروعاً : لماذا تسعى الدول الى الديمقراطية في دولهم ؟
ببساطة ، الجواب من اجل العيش الحر الكريم والعدالة الاجتماعية . وقد اتجهت فكرة الديمقراطية الحديثة من الغرب ولحق بركبهم الشرق ، وهنا أقول وأتحدى اي دولة ديمقراطية في العالم ان يكون شعبها في خير ورفاهية اكثر منا ولله الحمد ..
وأتحدى اي ديمقراطية في العالم ان يفوز اي مرشح منها من غير دفع رشاوى وعزائم ووعود كاذبة حتى يصل المرشح الى سدة البرلمان لخلق مجد شخصي له !!
وهناك ديمقراطيات عرجاء شكلية وبالذات في الوطن العربي لاينتج عنها الا العزايم والرشاوى وتعطيل الحكومات وفي ديمقراطيات الغرب ثمة أحزاب متناحرة على أمجادها الشخصية ومصلحة الدول المدعومة لاحقاً في المرتبة الأخرى.
ونحن كمجتمات عربية مسلمة تتكون دولنا وتكونت قديماً ولا زالت على عدة مبادئ وهي الفرد وينتمي الى قبيلة او اسرة، والقبيلة تتكون مع القبائل الاخرى وتكون مجتمعاً متمسكاً بعاداته وتقاليده العربية الاسلامية ، وينتج من هذا المجتمع حكومة يختارها الحاكم من أهل الحل والعقد والمشهود لهم في المجتمع ، ويبنى على ذلك مجلس الشورى الذي يراد من تكوينه في المجتمع ان يكون عونا للحكومة والحاكم ..كما ان هذا المجلس هو ايضاً من النسيج الاجتماعي والذي يشهد لاعضائه بالنزاهة.
ولو لم يتم انتخابهم وفق انتخابات ديمقراطية ،فانهم بلا شك أفضل من يمثل المجتع. كما ان قيادتنا أعتادت ان تستشير مجلس الشورى وتعتد برأيه في قضايا الوطن والمواطن لثقتها به ..ولكن لدى الحكومة دائماً مالم يجب الاطلاع عليه عندما تتخذ قراراً معيناً وهذا موجود حتى في سائر الديمقراطيات في العالم .
لقد عشنا سنوات طوال على نظامنا المترابط بين الحاكم والمحكوم وبين الحكومة ومجلس الشورى الذي يحرص دائماً على تطبيق النص القرآني الكريم الذي يقول ” وأمرهم شورى بينهم ” ، تجسيداً لما بين القيادة وأهل الحل والعقد. وأتمنى استمرار نظامنا الحالي وتطويره شكلياً والغاء ما يمكن الغاؤه ضمنيا لاننا بعاداتنا وتقاليدنا العربية والاسلامية نفصل بين السلطة التشريعية والقضائية والتنفيذية..
ويبقى ان أقول ان هناك الكثير ممن ينادي بالانتخابات الديمقراطية ، ونواياهم للأسف معروفة ومكشوفة لنا واكثرنا يعرف افكارهم وتوجههم الديني وكثير منهم منبوذون اجتماعياً !
عاشت قطر وشعبها وعاش تميم المجد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى