نحن واثيوبيا وتناقضات الجامعة العربية !

في الصميم – مبارك بن محمد الخيارين 

جامعة الدول العربية مختطفة من قبل مصر وتطبق معنى الحديث الشريف الذي يقول ” أنصر أخاك ظالماً او مظلوماً ” بطريقة خاطئة..
فانصر أخاك مظلوماً يعني أرفع عنه الظلم ولا تجعله يقع عليه ، وأنصره ان كان ظالماً يعني امنعه من الوقوع في متاهات الظلم ولا تقف معه على الحق والباطل.
وللأسف أصبحنا نرى قرارات جامعة الدول العربية وكأنها تصدر من وزارة الخارجية المصرية ، وتسخّرها لخدمة أجنداتها كما حصل مع تركيا الشقيقة عندما أدانت الجامعة العربية تدخل الجيش التركي لمحاربة إرهابيي PKK في شمال سوريا لكنها تغاضت عن حزب الله وايران وروسيا الذين استباحوا كامل التراب السوري ، كما انها الآن تتدخل في الشؤون الداخلية الاثيوبية وتتغاضى عن مخالفة مصر لاتفاقيات سد النهضة.
ان المواقف المشينة التي وقفتها هذه الجامعة سواء في تعاطيها مع قضية الحصار الظالم المفروض على بلادنا منذ ثلاث سنوات أو غيرها من قضايا المنطقة تؤكد انحيازها لاملاءات نظام السيسي ومعازيبه من دول الحصار وتأثرها بأجندات المواقف المعادية ضد اثيوبيا وتركيا وليبيا وغيرها لمجرد ان موقف دولة المقر مع هذا البلد او ذاك دون مراعاة لما تمليه المصلحة العربية .
فكلما تصدى الأشقاء في تركيا للارهاب انبرت الجامعة للتباكي واتهام تركيا بانها تفتح الباب أمام المزيد من التدهور في الموقف الأمني والإنساني عندما تتحدث عن العملية العسكرية التي يتصدى بها الجيش التركي للارهاب بشتى أشكاله ، بل ان أمينها العام أبو الغيط يزعم انها تمثل انتهاكا صريحا للسيادة السورية، وتهدد وحدة التراب السوري، وتفتح الباب أمام المزيد من التدهور في الموقف الأمني والإنساني.
وتكرر الموقف المخزي في عجز الجامعة عن ادانة حفتر لكنها أدانت قرار البرلمان التركي بتفويض الرئيس أردوغان بإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، وهي الخطوة التي جاءت – رغم تغاضي الجامعة عنها – بناء على مذكرة التفاهم الموقعة في إسطنبول بتاريخ 27 نوفمبر 2019 بين فايز السراج والحكومة التركية حول التعاون الأمني والعسكري.أما الوجه الآخر من فشل هذه الجامعة فيتمثل بتعاملها مع الأزمة الخليجية التي أوجدها حلف الفجار في يونيو 2017، عندما شكلت الجامعة عبر ” الصمت المخزي” الغطاء، للعديد من الإجراءات المخالفة للقوانين الدولية. بل ان الجامعة ظلت تتجاهل عمداً الأزمة التي أسهمت في المزيد من الصدوع في جدار البيت العربي، والحصار الذي استهدف دولة عضو، لم تتحرك بأي شكل من الأشكال وارتضت لنفسها ان تكون ” أراغوز ” بيد بن زايد وبن سلمان وقبلهما السيسي .
كما انها لم تكتفي بذلك بل تحوّلت إلى أداة لخدمة دول الحصار، وفتحت منصاتها كمنابر لمهاجمة قطر ومحاولة تشويه صورتها بالتنسيق مع رباعي الحصار، بما عمق جراح أزمة قطر مع شقيقاتها العربيات.
ومع ذلك فاننا في قطر لاتهمنا تناقضات الجامعة العربية ولا أجندات أمينها العام ولا أدوارها المشبوهة في الاصطفاف خلف أعداء بلادنا ، فلنا سياستنا المستقلة وخطنا الصائب الذي نسير عليه خلف قيادتنا الحكيمة وبدعم من الأشقاء والأصدقاء والمنصفين في هذا العالم .
عاشت قطر وشعبها ، وعاش تميم المجد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى