الحوثي يملك زمام المبادرة !

في الصميم – مبارك بن محمد الخيارين 

نجحت قوات الحوثي في جر السعودية الى حرب استنزاف وخططت ونفذت اعمالها العسكرية بذكاء، حيث انها قدرت الموقف العام وحولته الى صالحها.
ولو نفكر بطريقة سريعة ، فاننا سندرك ذكاء القادة اليمنيين وغباء القادة السعوديين ، ولسنا بحاجة لأن نكتب في مقارنة القوة بين الطرفين لان كل شيء واضح للعيان..
فتفوق القوات السعودية على القوات اليمنية لايحتاح لشرح لان السيطرة الجوية على جميع اجواء اليمن واضحة جدا ، والسيطرة البحرينية لم تعد خافية على أحد والسعودية تملك الكم الكبير المتفوق من اسلحة القوات البرية ، ولكن هذا الكم الكبير من السلاح والتفوق في ميزان القوة العسكرية لم يحقق اي نصر او تقدم للقوات السعودية ..!
ودعوني أتوقف بشيء من التفصيل عند أسباب الفشل السعودي في اليمن ، ولماذا لم تستغل السعودية عامل المفاجأة في هجومها على اليمن ؟
بداية أقول ان القوات السعودية استمرت بالقصف دون اي تحرك بري ، مما جعل القوات اليمنية تتخندق وتمتص صدمة الهجوم الجوي السعودي ، وبعد ان تعودت القوات اليمنية على القصف السعودي وبعد ان حصنت مواقعها بدأت بشن الهجوم البري على القوات السعودية ونجحت في بعض الاختراقات مما خلق صدمة لدى القيادة السعودية وضرب معنويات الجيش السعودي وسحب زمام المبادرة من القوات السعودية الى القوات اليمنية ..
وأزاء هذا التحول ، بدأت السعودية بجلب قوات مرتزقة لم تتجاوز خط التماس مع القوات الحوثية وبدأ هجوم المرتزقة والهجوم المعاكس من قوات الحوثي وبعدها بدأت قوات الحوثي بقصف الأراضي السعودية بصواريخ استراتيجية وانقلبت السعودية من حالة الهجوم الى حالة الدفاع ، وكان هذا ماتقصده القوات اليمنية التي ارادت اطالة امد الحرب وخلق حرب استنزاف ..
وبهذه الخطة نجح الحوثي في استنزاف السعودية عسكرياً واقتصادياً وسياسياً وأجبرهم للجلوس على طاولة المفاوضات السرية والضغط عليهم دولياً ، وبعد ست سنوات لم تحقق القيادة السعودية العسكرية والسياسية اي تقدم ولم تحقق الاهداف باعادة الشرعية للحكم ولازالة الحوثي من الحكم كما كانوا يدّعون !
والمراقب لمشهد العمليات في اليمن يجد كما ذكرنا ان القوات السعودية تراهن على استمرار القصف ، مما خلق ردة فعل عكسية لدى الحوثي الذي يلّوح بين الحين والآخر بضربات أكثر إيلاما وأكبر تأثيرا لتصل إلى عمق مناطقهم ولا خطوط حمراء أمامهم.
وأستطيع القول ان التهديدات والتصريحات ” العنترية ” التي كان يرددها بن سلمان حول انهاء الحوثي لم تكن سوى هياط ، بل ان الحوثي بات اكثر قدرة في الدفاع عن نفسه وأرضه مستنداً الى قضيته . ولهذا لم يكن من المستغرب ان يقوم الحوثي بتوسيع أهدافه العسكرية داخل السعودية والامارات بعد ان أعلنت قواته توسعة أهدافها الهجومية لتشمل مراكز حيوية وحساسة في دول الحصار مؤكداً وجود 9 أهداف بالغة الأهمية منها 6 في السعودية و3 في الإمارات”.
فمتى يعرف بن سلمان حجمه ويتعامل مع حرب اليمن بميزان المنطق والحكمة وليس التخبط والشر والعدوان؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى