نيوم .. القرب من الحبيب – خالد بن علي الكواري

في اكتوبر من عام 2017 أعلن إبن سلمان عن مشروع نيوم والمقام في أقصى الشمال الغربي من شبه الجزيرة العربية والمطل على خليج العقبة، والقريب جداً من فلسطين المحتلة.
اختار ولي العهد السعودي ذلك المكان بعناية شديدة ليكون أكثر قرباً من الصهاينة والذين رغم ما يشاع في الاعلام من تمسك نظامه بالقضية الفلسطينية والدفاع عن مقدسات المسلمين، وهي أحاديث للاستهلاك ولخداع الناس فقط، فلا دفاع لديهم عن قضية بل أقصى حلم لديهم هو رضا الصهيوني وانتظار الوقت المناسب لإعلان التطبيع أمام الملأ وفي وضح النهار، بعد أعوام طويلة من العمل السري ولقاءات الخفاء، وما تسريب زيارة رئيس الوزراء الصهيوني لمحمد بن سلمان في نيوم (الجارة) إلا دليل على ذلك الحب الدفين، فالعاشق تفضحه عيناه ولا نشك أبداً في مدى عشق هذا الفتى النجدي للصهاينة ومحاولة كسب رضاهم ولكنه حذر جداً في كل خطوة وخائف جداً من ردة فعل غير متوقعة من أبناء نجد والحجاز تفسد عليه جميع مخططاته، رغم القبضة الأمنية والنظام البوليسي الذي يتبعه ورمي كل من يخالفه في غياهب السجون.
منذ أن وصل إبن سلمان لسدة الحكم ونحن نرى كيف يرفع النظام السعودي عباءة الدين رويدا ً رويدا، ويحاول نشر الرذائل في ذلك المجتمع المحافظ بخطط مدروسة، واصفاً الفترة التي سبقت وجوده بعصر الظلام وتحكم مشايخ الدين في أمور الناس، فكان من أولوياته إنشاء هيئة للترفيه وغرضها نشر المفاسد والمنكرات والسماح بنشر التعري والبارات واحياء الحفلات الماجنة ودعوة وتكريم الراقصات.
لقد سلك هذا الفتى مسلكا خطيراً في بلد المنتظر منه الدفاع عن الدين ومعتقداته لوجود أطهر البقاع فيه المسجد الحرام والمسجد النبوي، ولكنه راغ بدلاً من ذلك إلى الصهيونية العالمية ، وبدلاً من تعزيز دور الحرمين الشريفين في خدمة الإسلام، أنشأ له حرماً خاصاً به في نيوم، لينال رضا نتنياهو ويكون بالقرب منه.
في الختام نسأل الله أن يطهر بلاد الحرمين من تلك النجاسات وأن يكون إبن سلمان عبرة لمن تسول له نفسه البحث عن الدفء الصهيوني، فوالذي نفسي بيده لن ينال من يشذ عن الطريق القويم سوى عاقبة السوء.
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى