في الصميم.. هكذا استغلت الدولة السعودية الحركة الوهابية !! – مبارك الخيارين

الشيخ محمد بن عبدالوهاب عالم مسلم اقام حركته الدينية التصحيحية من نجد داعياً العالم الاسلامي للتخلص من البدع والخرافات ونبذ الشرك الذي انتشر في العالم الاسلامي حيث وصل بهم الحال الى التقرب الى الله من خلال وسيط او من خلال قبر رجل صالح وان يكتبوا مايريدون من رب العالمين في معروض كتابي ووضعه في قبر ذلك القبر الصالح حتى يقوم هذا القبر بايصال رسالتهم الى الله..!
كما كانوا يقومون بزيارات الى تلك القبور والتعبد من خلالها واشراك هذه القبور مع رب العباد والعياذ بالله، ووصلت بهم المبالغات واللهو عن ذكر الله سبحانه في المساجد، وبدلوا الأحاديث الدينية وقراءة القرآن الى دق الطبول والأغاني الدينية في المساجد الى جانب دق الدفوف والرقص الديني بما يدعون ، وهذه بعض الخرافات التي ادخلوها في الدين ..
ومن أجل ذلك كله تحرك الامام الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومن يدعوا عليه بالباطل ، اذ كان يقول ان دين الاسلام هو كتاب الله وسنة رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام وما عداه عبارة عن بدعة وكل شيء دخيل على دين الاسلام خارج كتاب الله وسنة رسوله بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ..
وهذه هي باختصار رسالته ودعوته عليه رحمة الله ، التف المسلمون في الجزيرة العربية حوله ورأت الدولة السعودية حديثة المنشأ في ذلك الوقت التفاف الناس حوله وتبني فكرة الامام محمد بن عبدالوهاب ودخلت بسياستها تحت عباءة دعوته وتسيس هذه الدعوة حتى تخدم مصالحها .
وبعد وفاته رحمه الله بدأت مثلاً تشكيل هيئة كبار العلماء التي بالظاهر ترتدي عباءة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وتحت هذه العباءة تخدم مصالح الحاكم بما يريد مسخّرة ومحرّفة حركة الشيخ محمد بن عبدالوهاب لصالحها مما أساء الى الشيخ وحركته وانحرفت بالحركة التصحيحية في الدين وجعلها حركة سياسية تكفّر من يخالفهم ويختلف معهم من المسلمين ، بل وتنبذ وتشتم السياسي الذي يختلف مع نهجهم وطالت هذه الشتائم الشيخ محمد بن عبدالوهاب نفسه الذي تعرض للإساءة في جميع دول العالم.

ان مجمل التطورات الأخيرة التي تشهدها السعودية الآن تؤكد قرب إشهار الطلاق بين آل سعود والوهابية في أعقاب سلسلة من القرارات التي طالت تغيير العديد من الأوضاع الاجتماعية التي كرستها المؤسسة الوهابية، كالسماح للمرأة بالقيادة، والحد من نفوذ هيئة الأمر المعروف والنهي عن المنكر ، الى جانب تصريحات بن سلمان التي تعهدت بمحاربة ما أسماه ب ” الأفكار المتطرفة ” والقضاء عليها، وفتح بلاده على الوسطية والاعتدال، وهو ما يضع التساؤلات حول مستقبل العلاقة بين الأسرة الحاكمة والمؤسسة الدينية في السعودية!
لقد سعى النظام السعودي للاذعان الى المطالب العديدة التي تبتعد عن التعاليم الأصيلة لبلد التوحيد ومن بينها تعديل المناهج الدينية والثقافية التي كانت تحمل الطابع الوهابي، تحت ذريعة انها كانت مسؤولة عن خلق وتنشئة أجيال يحملون ثقافة سياسية معادية للغرب وثقافته الحديثة ، كما تعرضت المناهج المعدلة لأول مرة “للثقافة المدنية كمؤسسات المجتمع المدني والعولمة وحقوق الإنسان وحوار الحضارات”.
وأخيراً ، ها هو بن سلمان يعلنها بنفسه بانه ” آن الآوان “لمحاربة هذه الأفكار والقضاء عليها فوراً”، معتبراً أن بلاده تريد أن تعيش “حياة طبيعية تترجم مبادئ ديننا السمح وعاداتنا وتقاليدنا الطيبة، ونتعايش مع العالم ونساهم في تنمية وطننا والعالم”، ليحول مسار الأحداث بما يخدم مصالح نظامه ومنهج الاستقواء بأعداء الدين والتوحيد وأصحاب الأجندات المشبوهة !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى