في الصميم .. مبالغة الاتراك في حبهم لأتاتورك ! – مبارك الخيارين

يبالغ الأتراك في حبهم لأتاتورك ودائما يستشهدون في بطولاته وحتى في الدراما التركية يضعونه بمعادلة الدولة التركية ويمجدون تضحياته وبطولاته ، بينما قليلاً ماتذكر البطولات الحقيقة للدولة العثمانية ..
ودعوني هنا أقارن بين دولة أتاتورك والدولة التركية الحقيقية ، وأقول ان أتاتورك فرضت عليه دول الحلفاء شروط الهزيمة وهم تقاسموا الدولة العثمانية بموافقته وفرضوا علية اتفاقية لوزان والتي جردت تركيا من اسلامها ..
بل انهم منعوا عليه اعتبار العاصمة اسطنبول والتي لازلوا يعتبرونها القسطنطينية والتي تحتوي على كنيسة آيا صوفيا التي اشتراها السلطان محمد الفاتح وحولها الى مسجد ، وأتاتورك أرجعها الى المسيحية حتى أعادها للاسلام مرة اخرى الرئيس رجب طيب أردوغان واشياء اخرى كثيرة فرضت على كمال أتاتورك من الصهيونية العالمية لا اعلم اذا كان غصباً عنه او بالاتفاق والرضى معهم ..؟
لن اخوض كثير في تعاون أتاتورك مع الغرب والصهيونية العالمية ، ولكن أكتفي بالقول ان أتاتورك لم يتوان لحظة في فصل تركيا عن تاريخها وحضارتها المتصلة بالدولة العثمانية، والدفع بها نحو التغريب الكامل والارتماء في أحضان الغرب، أملًا في رفاهية العيش والانضمام لنادي الكبار، لكنه خاب مسعاه ومات قبل أن يحقق حلمه. 
بل انه – أي أتاتورك – عمد وبعد سقوط الدولة العثمانية لمسح تاريخ الدولة العثمانية، عن طريق تحطيم المفتاح الرئيسي لذلك، وهو تدمير اللغة وقطع اللسان العثماني واستبداله بآخر أعجمي !

ولكن دعونا نتذكر الدولة التركية من الب ارسلان والدول السلجوقية حتى عهد عثمان المؤسس والسلطان محمد الفاتح وسليمان القانوني والسلطان عبدالعزيز حتى عهد السلطان المظلوم عبدالحميد الثاني وامتداد الدولة العثمانية في ثلاث قارات ..
نعم ان الدولة التركية الحقيقية في عهد الرئيس أردوغان استطاعت تحقيق العديد من الإنجازات بمختلف المجالات وقدمت تركيا بوجهها الحضاري الى العالم بعد ان أسست الدولة قواعد النهوض بالاقتصاد عصب الحياة من خلال ارتفاع دخل الفرد السنوي وتنمية الصادرات
واستقطاب المزيد من الشركات الاجنبية المستثمرة في تركيا وانخفاض نسبة البطالة فضلا عن افتتاح اكثر من 125 جامعة في تركيا وغيرها الكثير من الانجازات.

وأختم مقالي متسائلاً : هل تبدو المقارنة عادلة بين دولة حديثة حدودها ثلاث قارات واستطاعت على المستوى السياسي والاقتصادي، ان تكون نموذجا للدولة الديمقراطية التي يحتذى بها في بقية الدول العربية والإسلامية ، مقارنة بدويلة أخرى صغيرة مقطعة الأوصال تحاول التبعية للغرب في عهد مصطفى كمال أتاتورك؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى