في الصميم.. خيانة الأرمن والتحالف مع الصهيونية العالمية ..النوايا والغايات ؟-مبارك الخيارين

لا يختلف اثنان على ان خيانة الأرمن وتعاونهم مع الحركة الصهيونية هدفها تحقيق مآرب وغايات خبيثة رغم ان حقائق التاريخ تقول ان ما يجمع الأتراك والأرمن ليست المصالح ولكن الارتباط الوثيق بالدولة .
ويبدو ان موضوع إبادة الأرمن قد تحول في الآونة الأخيرة إلى وسيلة للتدخل ضد تركيا وقرارها السياسي المستقل.فالخارجية التركية أكدت رفضها القاطع الاعتراف الأميركي بإبادة الأرمن خاصة بعد حديث الرئيس الأميركي بايدن عما تعرض له الأرمن عام 1915 أواخر عهد الإمبراطورية العثمانية باعتبارها إبادة جماعية مزعومة !

لقد أثبتت الاحداث بان تركيا ليست بحاجة لدروس من البعض حول ماضيها ، في ظل اصرار بعض الدول الكبيرة على ركوب موجة الانتهازية السياسية .
وللتاريخ نقول انه لا توجد أي أدلة تاريخية تثبت قيام الدولة العثمانية بارتكاب إبادة جماعية في حق المواطنين الأرمن، إبان الحرب العالمية الأولى، اذ أن الوثاق المتاحة تشير إلى أن ما حدث كان اقتتالاً بين جماعات مسلحة وليس قتلاً ممنهجاً قامت به الدولة، لا يزال اللوبي الأرمني يسعى لتصوير الأحداث على أنها إبادة عرقية ارتكبتها الدولة العثمانية في حق المواطنين الأرمن. كما يحاول الضغط على العديد من الدول كي تقر بأن ما حدث هو إبادة جماعية.
كما تحاول بعض الدول الغربية استخدام الأمر كورقة ضغط ضد تركيا، من خلال التلويح باستصدار قوانين تعترف بقيام الدولة العثمانية بارتكاب إبادة جماعية في حق الأرمن، رغم أن مثل تلك القوانين ليس ملزماً بأي حال من الأحوال لتركيا. علاوة على أن البرلمانات والحكومات ليست هي الجهة التي يمكنها البت في مسألة تاريخية شائكة مثل تلك.

ان تركيا بحكمتها وثقلها الاقليمي والدولي كثيرا ما تدعو لتناول ملف أحداث 1915، بعيدًا عن الصراعات السياسية، وحل القضية عبر منظور “الذاكرة العادلة” الذي يعني باختصار التخلي عن النظرة أحادية الجانب إلى التاريخ، وتفهم كل طرف ما عاشه الطرف الآخر، والاحترام المتبادل لذاكرة الماضي لدى كل طرف.
كما تقترح تركيا القيام بأبحاث حول أحداث 1915 في أرشيفات الدول الأخرى، إضافة إلى الأرشيفات التركية والأرمنية، وإنشاء لجنة تاريخية مشتركة تضم مؤرخين أتراك وأرمن، وخبراء دوليين وهو ما لم تستجب له أرمينيا.
أن ما حدث كان خيانة أرمينية، حيث وقف الأرمن في صف روسيا التي كانت تحارب الدولة العثمانية وقتها، طمعاً في تأسيس دولة أرمينية في شرق الأناضول، إذا انتصرت روسيا في الحرب.

ليس هذا فقط ، بل ان مزاعم الأرمن المتعلقة بأحداث عام 1915، تستند إلى إنكار وتشويه للحقائق، ولا تعتمد على أدلة ملموسة ، اذ ينبغي النظر في السياق التاريخي الواسع والتطورات التي شهدتها المنطقة من أجل فهم الأحداث التي وقعت عام 1915.
فأحداث عام 1915 وقعت في إطار حرب عالمية مدمرة وكانت مأساة لجميع الأطراف، وأنه ينبغي النظر إلى التطورات في سياق الحرب العالمية الأولى، التي بدأت عام 1914 ، وأنه في الوقت الذي واجهت فيه الإمبراطورية العثمانية أزمة وجود نتيجة هجوم قوات الحلفاء، كانت الجماعات الثورية الأرمنية تشن تمردًا مسلحاً ضد الدولة ، كما انه لا يوجد دليل على أن العثمانيين كان لديهم خطة أو نية لإبادة الأرمن.
أما أمريكا ، فيكفي ان نتطرق لموضوع الأرمن لنتذكر ابادة الهنود الحمر السكان الاصلين في أمريكا ، بينما سيكون على فرنسا التكفير عن الابادة في الجزائر وعموم القارة الافريقية، وينطبق هذا الشي على جميع الدول الاستعمارية.

وأخيراً أقول ان الأرمن قابلوا الاحسان بالاساءة والتمرد وانهم تنكروا لليد التي امتدت اليهم بالخير والإحسان والأمن والأمان من خلال التعاون مع الصهيونية العالمية وتأليب العالم ضد الدولة العثمانية رغم حقائق التاريخ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى