في الصميم ..اللحمة الوطنية .. وتضافر النسيج الإجتماعي – مبارك الخيارين 

من بين المضامين النبيلة التي أفرزها خطاب سيدي صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله في مجلس الشورى ان الجميع يتفق على ان  سموه يحرص دائماً على اللحمة الوطنية وجعلها في الدستور الجديد وقراراته الحكيمة التي تصب في صالح الشعب وهذا ماعهدنا في بلادنا منذ تأسيسها حتى الآن حيث يتجسد دائماً تلاحم الشعب والقيادة و ( أمرهم شورى بينهم ) .

اننا فخورون بتوجيهات سموه التي تعزز من اللحمة الوطنية وتسهم في تضافر النسيج الاجتماعي ، ولهذا جاء الاستفتاء لتأكيد مشاركة أبناء شعبنا في اختيار أعضاء مجلس الشورى بالتعيين.

كما ان تأكيد سمو الأمير على أهمية تعزيز اللحمة الوطنية وتكاتف أفراد المجتمع نابع من حرص القيادة لكون أن قوة قطر وتقدمها في كافة المجالات جاءت من تماسك الشعب ووحدته ومن التفافه حول قيادته الرشيدة. 

اننا نعتز كثيراً بوحدتنا الوطنية ونرى ان المصلحة العليا تقتضي قوة هذه الوحدة وثباتها وسمو مكانتها والتمسك بروح «كلنا في قطر أهل»، والقيم والتقاليد التي تجمع ولا تُفرِّق .. تدعم ولا تهدم .. هى بوصلة قيادتنا الرشيدة التي تؤمن بأن المساواة -أمام القانون وفي القانون- هي أساس الدولة الحديثة، وأيضًا واجب شرعي وأخلاقي ودستوري.

وأخيراً أقول ان اللحمة الوطنية في بلادي تمثل بلا شك كلمة السر التي حفظت وستحفظ هذا الكيان العظيم وزادت من صلابته، ورسخت قواعده في القلوب، وقد نجحت قيادتنا الحكيمة وعبر مظلة اللحمة الوطنية في خلق نسيج وطني رصين ومتين فاصبحت الوحدة قيمة وطنية سامية تتمسك بثوابت مجتمعنا وتماسكه من اجل غد افضل.

لقد جاء خطاب سمو أمير البلاد المُفدى في جلسة انعقاد مجلس الشورى، ليؤكد المبادئ الراسخة التي تقوم عليها سياسة قطر الداخلية والخارجية، اذ كان شاملًا وملهمًا في طرحه للقضايا الوطنية والعالمية. فقد وضع سموه خطوطا رئيسية واضحة لرؤية الدولة في المرحلة القادمة، مع التركيز على التلاحم الوطني كقوةٍ دافعةٍ لنجاح هذه الرؤية ، اذ تناول بشكل واضح التحديات التي تواجه المنطقة والعالم، وأكد على مواقف قطر المبدئية في دعم الإنسانية والوقوف بجانب الشعوب التي تعاني من الأزمات.

كما أشار الخطاب في عمقه وأهميته وحكمة مضمونه أن المواطنة ليست مسألة قانونية فحسب، بل مسألة حضارية قبل ذلك، ومسألة ولاء وانتماء، ومسألة واجبات وليست حقوق فقط. وهذا لا يتطلب عملاً تشريعياً فحسب، بل أيضاً اجتماعياً وتربوياً مكثفاً، ولا سيما في مكافحة تغليب العصبيات على الصالح العام أو على الولاء للوطن والوحدة الوطنية. وكم كان رائعاً تأكيد سموه على ان القبيلة والعائلة الممتدة والأسرة جميعها من مكونات مجتمعنا التي نعتز بها، ومن أركان التعاضد والتكافل فيه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى