” لقاء اللواء ” مع النحات العراقي أحمد البحراني: شهادتي مجروحة بالتنظيم القطري للمونديال

@ جائزة سمو الشيخ تميم بن حمد ال ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد ليس عملاً تقليدياً

@ اعيش بروح الهواية وامارس الفن بادوات المحترف

@ الدول المتقدمة يقاس استقرارها بالرياضة والفن

حاوره : أحمد القوبري

هذه زاوية نطل بها على مختلف قضايا الساعة عبر حوارات سريعة نحاول من خلالها عبر ” لقاء اللواء” ان نسلط الضوء على الحقيقة وكل جديد في السياسة والرياضة وكل قضايا الوطن والمواطن . وضيفنا اليوم هو النحات العراقي المعروف أحمد البحراني. **كيف تصف لنا باختصار نشاطك الابداعي قبل وبعد مجيئك الى الدوحة؟ = الصدفة قادتني ان اكون موجوداً في الدوحة بعد مغادرتي العراق في عام 1994 عشت في الاردن لمدة 9 شهور وبعد ذلك انتقلت الى اليمن ، وفي اليمن تعرفت على الاخ العزيز سعادة السفير القطري عبدالله الخاطر ، بعد ان بقيت اربع سنوات ونصف دعاني الى قطر ولم يكن لدي تصور عن ما هو موجود في قطر.

وصلت قطر 1999 وكانت زيارة تفقدية لانه لم يكن لدي معلومات كثيرة عن قطر في ذلك الوقت الا من خلال الرياضة لانني كنت اعرف الرياضيين القطريين مثل مبارك عنبر ومنصور مفتاح ويونس احمد بحكم اني رياضي واعرف ايضاً الفنان علي عبدالستار واغانيه معروفه في العراق . ومن الفنانيين التشكيليين كنت اعرف الفنان يوسف احمد لانه جاء عندنا في العراق سنة 1986 وشارك بمهرجان بغداد الاول وفاز بالجائزة في احدى مشاركاته ، فهذه المعلومات التي كانت لدي بخصوص قطر ، فجئت الى قطر وكانت واستمرت الزيارة حوالي 24 سنة .

واعتقد ان الذي صار في قطر خلال ال24 سنة بالحسابات المنطقية المفروض يكون في عقود طويلة جداً ولكن الذي حصل كان وراءه ارادة كبيرة جداً وعزيمة وقرارات مهمة وتطبيق للقرارات لذلك رأينا تغييرات ، انا التقيت في ناس الآن في كأس العالم زاروا قطر قبل سنتين قبل وباء كورونا وجاءوها الان ولم يعرفوها ، انا كان جوابي لهم اننا اذا نريد ان ننتقل من مكان الى آخر يجب ان نستخدم برنامج الخرائط لان شبكة الطرق والجسور صارت شيئاً كبيرا. والعمارة في قطر رافقها تطور في الثقافة والاهتمام في الفن ، ما كان الاهتمام بالفن قديماً بالشكل الحالي والفضل يعود لسمو الامير وسمو الامير الوالد والديوان الاميري وهيئة متاحف قطر ووجود شخصية مهمة جداً مثل سعادة الشيخة المياسة أثر تأثيراً كبيراً ، الآن اصبح هناك اهتمام بالفن وسط المجتمع القطري المواطنيين والمقيمين. @ المسيرة وحكاية البداية

** مسيرتك الفنية من أين بدأت ؟

=انا مولود في مدينة بابل ، ولدت على نهر الفرات وكنت محظوظا ان ابصر النور في مدينة تجمع بين إرث تاريخ بابل العظيم الذي يمتد لآلاف السنين وإرث مدينة كربلاء ، فصار عندي خليط بين ارث تاريخي وارث وجداني ، والبساتين ونهر الفرات ومدينة بابل وآثارها القت بظلالها وتأثيرها على شخصيتي وكونت شخصا كبداية مثله مثل اي شاب يحب الفن والجمال وترجمته الى ارض الواقع بعد ان دخلت معهد الفنون الجميلة في بغداد 1982 بدأت مسيرتي كدراسة وانتهت الدراسة في 1988 وبعدها بدأ احترافي الفن الى هذا اليوم . ** من كان وراء انطلاق اسم البحراني في الدوحة ؟

= انا جئت الى الدوحة في تحد كبير جداً لان النحت من الصعوبة ان يسجل حضور في بلد عربي ، الدول العربية لم تكن مهيئة ولا توجد ارضية لقبول النحت في المجتمعات ولكن اصراري وقناعتي التامة ان هذا المكان (الدوحة) هو المكان المناسب الذي استطيع ان اصنع به اسمي ، اضافة الى هذا الفرصة العظيمة التي صارت هي كأس خليجي17 .

@ خليجي 17

**ماذا يعني لك تصميم خليجي 17 في الدوحة قبل 18 عاماً ؟

= هذا الامر يعني لي الكثير عندما تم تكليفي من قبل سمو الشيخ جاسم بن حمد بشكل مباشر بتصميم وتنفيذ كأس خليجي 17 وترجمة افكار سمو الشيخ جاسم وتوجيهاته بهذا الموضوع وبنفس الوقت كنت مكلفاً من قبل سموه ايضاً بتصميم الحلقات الاولمبية التي تزين مدخل استاد خليفة الدولي وثم توالت الاعمال الفنية والحمدلله صار لي بصمة كبيرة جداً في قطر وساهمت مساهمة كبيرة في ارساء فكر النحت في قطر . فأنا اشعر بالفخر سواء يتم ذكر اسمي او لا لأن التاريخ سيذكرها ، الآن اغلب المدن في قطر اصبحت عبارة عن متحف مفتوح ، الان الذي يتجول في قطر سيلاحظ الاعمال الفنية منتشرة في كل مكان منها النحت والرسم والسيراميك وهذا الامر القى بظلاله على التجار واصحاب الشركات ، فالمباني والابراج الان لم تعد تقليدية ، اصبحت قطع فنية وتحس صاحب المبنى يهتم بالشكل الجمالي ويزين المبنى ابتداءاً من المدخل ، لذلك انا اقول ان المدن الجميلة هي عبارة عن متاحف مفتوحة والمبنى عبارة عن قطعة نحت كبيرة مأهوله بالسكان ، وهذا اللي صار في الدوحة ، توجد مباني عبارة عن قطعة نحت مثل مبنى 2022 في اسباير ومبنى السيفين في لوسيل عبارة عن قطعة نحت كبيرة مأهولة بالسكان.

**ما هي أبرز بصماتك على أرض قطر واكثرها ؟

=دائماً ما يوجه لي هذا السؤال ويكون ردي كالتالي ، الى الان لم أنفذ اجمل عمل ، انا اعتبر نفسي لحد الان مبتدئ. ** هل هذا تواضع منك ؟ = لا ، فعندما تفقد روح الشغف بالتعلم تتوقف عن الابداع ، لدي شعار هو (اعيش بروح الهواية وامارس الفن بادوات المحترف) وانا محترف وامتلك كل ادوات الاحتراف ولكن امتلك روح الهاوي الشغوف بالمعلومات ولكن بنفس الوقت هناك بعض المحطات المهمة في حياتي كأس الخليج قد يكون العمل صغيراً من حيث الحجم ولكن محطة مهمة جداً سببت لي انتشاراً وحضوراً كبيرا جدا بين الجمهور الخليجي والعربي ، وكأس العالم لكرة اليد 2015 من الاعمال المهمة .

اجزم اني الفنان العربي الوحيد الذي يتم تكليفة بصنع جائزة عالمية بهذا الحجم واعني كأس العالم لكرة اليد وتعتبر البطولة الثانية بعد كأس العالم لكرة القدم ، وايضاً من ضمن اعمالي الفنية هي الايادي المعروضة في صالة لوسيل ، وايضاً من الاعمال التي اعتز وافتخر بها جداً جداً وهو الذي يتوسط متحف قطر الوطني عبارة عن الايادي التي تمسك في العلم القطري .

هذا العمل يحتفى به سنوياً كرمز لليوم الوطني القطري ، ولا اقول هذا الكلام تزلفاً او رياء ولكن اشعر ان هذا العمل بالتحديد كمحاولة ان ارد ولو شيئاً بسيطاً من الدين لهذه البلد لأن قطر قدمت لي الكثير ، ورغم ان كثير من الناس يقولون لي انت ايضاً قدمت اعمال ، نعم صحيح ولكن في نفس الوقت عندما تقدم في الوقت الصحيح والمكان الصحيح فأنت محظوظ ، فالنباتات الجيدة اذا لم تجد ارض خصبة تصلح للزراعة فأنها لا تنمو ، بمعنى قد اكون انا امتلك شيئا جيداً او بذرة جيدة فاذا وجدت ارض صالحة سانجح ، ” وفوق كل ذي علم عليم ” ، وهناك عشرات النحاتين افضل مني ومئات الفنانيين افضل من احمد البحراني ، ولكن لم تأتيهم فرصة انهم يعيشون في دولة احترمت فنه وشخصه ودعمته . **هل يعتبر الفن من الكماليات ؟

=الفن في الثلاثينيات والاربعينات الى الستينات كان يقود الشعوب نحو التغيير ، حدثت ثورات من خلال الفن وبكل انواعه كالكتابة والشعر والمسرح والموسيقى وصولاً الى الفن التشكيلي ، الآن في هذا الزمن لا يزال في بعض الدول كبلدي العراق مثلاً رغم الازمات التي مرت بها فالفن يعتبر اساسي ويغير مزاجات دول ، وايضاً الشعارات والرسم الذي يكتب على الحائط المعروفة بالفن الكرافيتي هذا قاد شعوب نحو التغيير وحتى في الدول المستقرة اقتصادياً وأمنياً ولديها بنية تحتية لا نستطيع ان نعتبر الفن من الكماليات ، ممكن نعتبرة توثيق مهم او نتيجة او خلاصة لاستقرار البلد .

انا الان بالنسبة لي اعتبر قطر والسعودية والامارات اصبحوا مثلهم كالدول المتقدمة مثل اليابان واستراليا وكندا الذي دائماً ما يقاس استقرارها بالرياضة والفن ، والان نحن في مرحلة كمال والكمال لله سبحانه والدولة طموحها كبير وانا واثق ان كل الذي حصل الان هو جزء بسيط من طموحات الدولة والقيادة ، فارجع واقول ان الفن ليس من الكماليات قد يكون في بعض المناطق جزء تجميلي ولا ضير في ذلك فأنت في النهاية عندما تبني بيتاً ويكتمل هذا البيت من كهرباء وماء وتكييف وخدمات يأتي دور الفن كي يكمل هذا الجمال . في السابق في قطر اذكر كان الشخص يضع لوحة فنية او مزهرية تلائم لون الستارة او الكنب او يضع شيء من التراث ، اما اليوم كثير من البيوت في قطر اصبح لديهم مزاح بالفن كاقتناء الاعمال الفنية والاسماء المهمة واصبح لديهم متاحف خاصة ، واصبحت قطر رائدة في الفن رغم انها دولة صغيرة ولكنها تضاهي كبريات الدول فمثلاً نشاط ما عندما يحدث في مدينة بحجم نيويورك اصبح يحدث الان نفس هذا النشاط بمدينة بحجم الدوحة ، والدوحة استضافت اهم فنانيين في العالم ما كنا نتخيل في يوم انهم يأتون للمنطقة وقاموا بنشاطاتهم الفنية وتركوا بصمات مهمة منهم الفنان ريتشار سيرا والفنان جيف كونز واسماء كبيرة ، وايضاً شوف مطار حمد الدولي هو عبارة عن متحف مفتوح . انا بالنسبة لي من اسافر اروح قبل الوقت بفترة حتى اشاهد الاعمال الفنية الموجودة واتصور معاها وانا فنان ، مثلاً الدبدوب الاصفر في المطار نتكلم بالواقع في البداية كثير من الناس امتعضوا واخذا يتكلمون عن سعره لكن اتحدى الان واحدا اذا سافر ولم يأخذ له صوره ، فهل تتخيل الان مطار حمد الدولي بدون الدب الاصفر ؟؟ مستحيل ، مع العلم انني عندي عمل فني كبير داخل المطار عبارة عن المكعب ولكن انا بالنسبة لي ان الدب الاصفر هو رمز ثابت في المطار ، وهذه رؤية الدولة واصحاب القرار في صنع الاحداث المهمة والتاريخ ، وصناعة التاريخ تحتاج لقرار وتحمل نتائج هذا القرار ، ومن ضمن اعمالي الفنية لدي في اخر نقطة في قطر وهي الرويس عمل فني علاوة عن عائلة بقر البقر ، فتخيل ان احمد البحراني عنده اعمال في اغلب اماكن قطر وهذا شيء يجعلني اشعر بالفخر ، من قلب الدوحة واقصى نقطة على الحدود.

**ماذا تعني لك جائزة الشيخ تميم بن حمد ال ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد ؟

=هذا العمل لا استطيع ان اضعه بخانة اعمالي العادية والتقليدية التي كلفت بها ، أن يتم تكليفي بعمل يرتبط بأسم سمو الأمير والامم المتحدة فهذا تكريم كبير جدا ، وللتاريخ وحتى يأخذ كل ذي حقاً حقه تم دعوتي من قبل الاخ سعادة الدكتور علي بن فطيس المري المحامي الخاص للأمم المتحدة لمكافحة الفساد وتم تكليفي بهذا العمل بأشراف ومتابعة مباشرة من سمو الامير ، فعملنا تقريباً من اربعة الى خمسة اشهر وصنعت تقريباً 15 نموذج حتى وصلنا لهذا الشكل وهذه النتيجة ، واتمنى استمرار هذه الجائزة سواء بوجود احمد البحراني او عدمه .

**هل ممكن ان تشرح اكثر كيف تشكلت فكرة هذه الجائزة ومعانيها ؟

=اتذكر ان الدكتور علي بن فطيس قال لي ان سمو الامير جاد بمكافحة الفساد هذه الآفة التي نخرت جسد كثير من الدول والكيانات ودائماً سمو الامير يؤشر بيده ويقول يكفي فساد يكفي ظلم وظل الدكتور علي يكرر كلام سمو الامير ، وهنا مسكت يد الدكتور علي بن فطيس وقلت له هذه هي الفكرة هذا هو مشروع الجائزة (اليد) وتشكلت فكرة شعار الجائزة من خلال الاشارة باليد أي ان الجائزة تكون على شكل اليد ، والآن دخلنا في موضوع الشفافية لأن مكافحة الفساد يحتاج الى شفافية. فاذا كان العمل الفني بيد مغلقة هنا فقدت الشفافية ، وايضاً الفكرة ان نعمل الجائزة بأن تكون عبارة عن مثلثات واشكال هندسية متجمعة تمثل كل دول العالم بمعنى انه يجب على العالم التكاتف من اجل مكافحة الفساد وايضاً هناك شفافية اخرى في هذا العمل الفني بانني اقدر اشوفك وتشوفني من خلال المثلثات دون حواجز ، اضافة الى هذا فإن الدكتور علي قال كلمة جميلة ، قال هذه اليد تشبه الشجرة . يعني اننا صرنا نذهب للدول ونزرع هذه الشجرة (الجائزة) فقد بدأنا في فيينا وانتقلنا الى جنيف وذهبنا الى ماليزيا وبعدها الى راوندا والسنة الماضية في تونس واليوم نحن في قطر والسنة القادمة في امريكا الجنوبية ، هذه الشجرة تذكر الناس بانه كان في فساد او ظلم لا مبالاة وعدم خدمة الناس ، ودعم دولة قطر لهذه الجائزة له تأثير كبير في مكافحة الفساد ، وسمو الامير يعطيها اولوية كبيرة بدعم من الامم المتحدة.

@ نقطة التحول **كيف حصلت نقطة التحول المفصلي في حياتك؟ =انا ولدت حتى اصبح فناناً ، وعندي حادثة احب ان اقولها ، عندما كنت في عمر الست سنوات ، بيتنا كان على نهر الفرات مباشرة يعني انا ولدت على الفرات فبيننا وبين الفرات شارع ، في مدينة اسمها طويريج وكنت امارس الالعاب الذين يمارسوها الاطفال وعندما كنت على جرف النهر كنت اصنع اشكال بالطين . صنعت مجموعة من الشخصيات واخذني الوقت وعندما كان والدي راجع من شغله من المحكمة ظهراً رآني فتوقعت راح انضرب واتعاقب ، بالعراقي راح انبسط ، فعندما شاف والدي الاشكال التي صنعتها من الطين تفاجأ واندهش ، واتذكر هذه الاشكال الى الان بأسماءها حيث انها كانت 12 عمل لشخصيات كنت اراهم مهمين بالنسبة لي ، عبدالحر ابو السمج ، حمزة القهوجي ، العربي صاحب العربة التي ينقل بها الركاب ، وغيرهم. فمسكني والدي من يدي وظل يسألني من هذا ومن هذا واحد واحد ، وكأنه افتتاح معرض شخصي ، فأول معرض شخصي قمت به كان بعمر الست سنوات وعلى ضفاف النهر ، وثم رجعنا البيت وملابسي متسخة بالطين وعوقبت عقوبة خفيفة ومن ثم رجعت بعد العصر للنهر مره اخرى لأرى اعمالي فكانت ظاهرة المد في الفرات غطت معرضي الطيني . فرجعت ثاني يوم ارى اعمالي واذا بالنهر ساحب الطين ، لذلك أنا أعتبر ان أول من أقتنى اعمالي هو نهر الفرات اول معرض لي مكون من 12 عمل اصبح في قلب الفرات ، وهذه أسست بذرة احمد البحراني كفنان ، وكل ما اتذكر قصة النهر اصاب بقشعريرة ، فجغرافياً انا اعيش خارج العراق ، اما وجدانياً فانا اعيش في العراق بشكل يومي . ومن نقاط التحول المفصلي في حياتي احب ان اذكر ان أول رحلة مدرسية كانت الى مدينة بابل وشاهدت أسد بابل وبقايا الحدائق المعلقة وشارع الموكب بوابة عشتار مسلة حمورابي الاثار والكنوز العظيمة شيء مذهل لا يصدق بالنسبة لي ، والى جانب هذا الارث الديني الجميل غير الملوث من طقوس دينية في ذلك الوقت التي كانت موجودة عندنا في العراق وكلها الوان وكرنفال ديني كان يقام سنوياً ، هذا الامر القى بظلاله على ثقافتي البصرية ، أنا ولدت في بستان اسمع اصوات العصافير وتشوف الجمال والاشجار كلها أثرت علي ايجاباً كفنان ، ومن ثم دراستي في بغداد ودعم اهلي ووالدي بالذات الذي شجعني ان انتقل من مدينة صغيرة وبعمر صغير 16 سنة الى مدينة كبيرة كبغداد التي كانت مدينة عظيمة لاي انسان التي تقرأ عنها ليالي الف ليلة وليلة وشارع الرشيد وساحة التحرير ومدينة الكاظمية والاعظمية ، كأن يأتي شخص من اقصى الاقصر الى القاهرة العظيمة او باقصى سوريا من الجبال ويأتي لدمشق او ان يأتي من قرية في لبنان الى العاصمة بيروت ، فإذا لم تستطيع ان تستوعب المدينة ستأكلك والحمدلله تجاوزناها والآن موجودين في ارضنا الثانية قطر .

@ عوامل النجاح **كيف امتلكت عوامل النجاح في مسيرتك الفنية ؟ =انا انسان بسيط واعتقد اولاً رضا الله ورضا الوالدين لهم دور في مسيرتي ، فالله سبحانه وتعالى هو من يدفعني للأمام وبرضا الوالد والوالدة ودعائهم لي ، اضافة الى هذا فانا من النوع العنيد ، فمن اضع هدف امامي يجب ان اصل له حتى لو اخذ مني جهد ووقت ، ومن عوامل النجاح هي الموهبة ، والموهبة موجودة عندي ولله الحمد والموهبة تحتاج الى رعاية وجهد والى استغلال الفرص استغلال ايجابي ، وتحتاج ايضاً الى ايمان بأن تكون مؤمن بنفسك .

فالله سبحانه عندما يمنح الانسان موهبة يجب ان يكون بحجم هذه الموهبة ، فكثير من الشعراء يمتلكون ملكة الشعر ولكن ما عنده مزاج يكتب شعر فانا اشوف ان هذا ظلم ، لان هذه الموهبة من الله يجب ان تصونها كالجوهرة ، واخيرا من عوامل النجاح وجودك في المكان الصحيح ، ان تختار المكان المناسب الذي تعيش فيه . فمثلاً انا عندي فرص ان اعيش في اي مكان في العالم باعتبار ان عائلتي من السويد ولكن اختياري للمكان الصح يحتاج الى ذكاء ، بأن تختار المنطقة الجغرافية التي تشعر بالامان فيها اولا وتشعر بوحودك بها ، فلولا شعوري بالامان في هذا البلد وشعوري بأني جزء من المنظومة الثقافية لهذا البلد كان ممكن اغير ولكن اعتقد انا في المكان الصح .

@العمق الابداعي

**كيف وجدت في قطر العمق الابداعي في أعمالك ؟ =اهتمام الدولة والقيادة بالفن والثقافة القى بظلالة على الشركات الخاصة التي تحب بلدها ، فترى اغلب رجال الاعمال اصحاب الشركات الكبيرة اصبحت تهتم ان تدعم تجميل المدينة بمختلف الفنون ، وانا صنعت اعمال كثيرة لشركات خاصة واعمال كبيرة كمجسم الصقر الموجود في مدخل فندق سانت ريجيس جزيرة مرسى عربية في اللؤلؤة. **ما هي أبرز مشاريعك المستقبلية؟

=هناك اعمال قادمة مع جهات حكومية وجهات خاصة لم يحسم امرها بعد لأننا طلعنا من اعمال كثيرة وجهد كبير جداً بسبب المونديال ، فقد وفقت ان يكون عندي مجموعة اعمال بهذه المناسبة. **نجم عالمي تتمنى ان تصنع له تمثالا ؟ =انا ضد التشخيص وضد ان يكون هناك تمثال لشخص معين فممكن ان نصنع عمل فني لحالة عامة ، مثلاً اتمنى ان اُكلف لعمل عن السلام او عمل لمحاربة الفقر كما تم تكليفي بعمل لمكافحة الفساد . واتمنى ايضاً ان اكلف بعمل للأمومة أو للعائلة ، وبالتأكيد ان هناك بعض الاشخاص يستحقون ان يكون لهم تماثيل بحجم انجازهم .

@شهادتي مجروحة بالتنظيم القطري

**اخيراً ما رأيك بالنجاح التنظيمي الذي حققته قطر في تنظيم قطر لمونديال كأس العالم ؟ =انا طبعاً شهادتي مجروحة لاني كنت من ضمن المنظمين وكنت جزء من الحدث ولكن اقول ان قطر نجحت نجاح غير متوقع وكان هذا النجاح يكفي ان يكون رداً للمشككين ، فقطر نفذت ووعدت وكان حجم الانجاز اكبر . وعندما قلنا عالوعد فنحن حقاً عالوعد فالملاعب كانت عبارة عن تحف فنية والتنظيم من الطراز الاول والخدمات درجة اولى ولم نشاهد شيء يسيء لسمعة البلد وبالعكس بعض الضيوف الاجانب الذين التقيت بهم وسألتهم بما كانوا يسمعونه عن قطر وما شاهدوا من حقائق باعينهم فقالوا انهم جاءوا وهم خائفون ومحملون بنظرة سلبية وانعكست 180 درجة وأحدهم وعدني انه اذا طلع تقاعد سيأتي يعيش في قطر. نعم قطر غيرت نظرت العالم عن العرب والمسلمين وكل من يعيش في هذه المنطقة ، وقطر نجحت في تقديم نسخة من كأس العالم سيخلد في ذاكرة الكل واحرجت الدول التي ستقيم المونديال من بعدها فكانت بطولة متكاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى