منذ بداية عملية “طوفان الأقصى” رأينا بعض من أبناء جلدتنا في الوطن العربي من المتخاذلين والمتقاعسين والمُتراخين عن نُصرة إخواننا في قطاع غزة بل رأينا أن هناك من يُحمّل “حركة حماس” مسؤولية وتبعات ما يجرى من تدمير وقتل وتهجير لأهل غزة ، هذه كلها محاولات لبث الشعور بالإحباط والهزيمة النفسية وتحطيم الروح المعنوية لأبطال “المقاومة” ، والأسوأ من هذا وذاك ، أن هناك من يُبرر للكيان الصهيوني جرائمة البشعة في حق أهل غزة ويتبنّون الرواية الكاذبة من الطرف الاسرائيلي ، هؤولاء هم “خفـافيش الـوطن العـربي” الذين يقلبون الحقائق ، ومن المعروف أن الخفافيش ترى الصورة بالمقلوب .
عملية “طوفان الأقصى” هي ردّة فعل من رجال “المقاومة” الذين يدافعون عن شرف الأمة ، وهي مناهضة للظلم الواقع والحاصل وهذه العملية هي ايضاً صفحة من صفحات الحرب ومرحلة من مراحلة ، وقد سبقتها مراحل واحداث ، حيث قام جنود الاحتلال قبل عملية طوفان الأقصى بعمليات التصعيد والأستفزاز لمشاعر المسلمين ، حيث قاموا بإقتحام المسجد الأقصى المبارك وتم إفراغه من المصلين بحماية من قوات الكيان الصهيوني وقاموا ببعض الطقوس التلمودية ونفخ البوق من قِبل أحد المستوطنين في ساحات المسجد الأقصى والذي يدل على تهويد المسجد المبارك ، لا يخفى على أحد انه في كل صراع وفي كل أزمة يكون مصدر الشرارة من جانب الصهاينة ، وهنا اتسائل ،، هل أقتحام المسجد الأقصى وانتهاك المقدسات لا تستفزك أو لا تعنيك كمسلم؟ أم أنك تنظر الى الاحداث بعيون الخفاش .
المُثبطين والمرجفين لا أعلم كم يريدوا للمقاومة من أن تنتظر من الوقت لتحرير الأرض؟ والى متى؟ هل يعتقدوا ان تحرير الأقصى سيحدث صدفة او عن طريق الحظ دون مواجهة ، ألا يكفي أن أبطال المقاومة وحدهم في وجه المدفع وفي فوهة البركان ، وما دام أن هناك عدوان قائم فإن المقاومة ستبقى بإذن الواحد الأحد ، وأسأل الله لهم النصر والتمكين ، فمن لم يَشعُر بما يجري على أرض فلسطين ولا يتعاطف مع إخوانه من أهل غزة ، يحتاج الى أن يُراجع عقيدته وهويته العربية والاسلامية ، قال الشاعر :-
وديني دِينُ عِزٍّ لستُ أدري ،، أذِلّةُ قومِنا مِنْ أَينَ جاؤُوا ؟!
عندما كانت “المقاومة” في حالة (دفاع) ساد الصمت العالم وأختار المجتمع الدولي السكوت على جرائم إسرائيل ولم يتحركوا قيد انمله ، وعندما أصبحت “المقاومة” في حالة (هجوم) قام العالم ولم يجلس ووقف على رجل واحده ، ولا ننسى عندما قام الصهاينة المجرمون بقصف الشيخ احمد يس “رحمه الله” بطائرة أباتشي وهو رجل طاعن في السن وعلى كرسي متحرك ،
المقاومة هي صمام أمان الأمة كلها ومن لا قوة له لا حق له ، وثباتهم هو ثبات لنا نحن وليس العكس ، فهم أهل الثبات والصمود ، بارك الله في رجال “المقاومة” وصلت عليهم ملائكة الليل والنهار وأسال الله لهم النصر والتمكين .
يقول نابليون (جبان واحد في جيشي ، أشد خطر علي من عشرة بواسل في جيش الأعداء) ويقول الشاعر الجاهلي عنترة بن شداد العبسي وكأنه يتحدث عن خفافيش الوطن العربي :-
وَإِذا بُليتَ بِظالِمٍ كُن ظالِماً
وَإِذا لَقيتَ ذَوي الجَهالَةِ فَاِجهَلي
وَإِذا الجَبانُ نَهاكَ يَومَ كَريهَةٍ
خَوفاً عَلَيكَ مِنَ اِزدِحامِ الجَحفَلِ
فَاِعصِ مَقالَتَهُ وَلا تَحفِل بِها
وَاِقدِم إِذا حَقَّ اللِقا في الأَوَّلِ
وَاِختَر لِنَفسِكَ مَنزِلاً تَعلو بِهِ
أَو مُت كَريماً تَحتَ ظُلِّ القَسطَلِ